قال طارق سعدي، النائب التنفيذي للرئيس ورئيس قسم المبيعات في شركة إريكسون الاقليمي إن شركات الاتصال المتحرك في جميع أنحاء العالم تقبل على تبني شبكات الجيل الرابع (LTE) بهدف دعم شبكاتها القائمة من الجيل الثالث وتقديم خدمات الإنترنت المتحرك عريض النطاق لعملائها دون انقطاع. ووفقاً لتقرير إريكسون للاتصال المتحرك، شهد العام 2014 اشتراك نحو 500 مليون شخص في خدمات اتصال الجيل الرابع المتحرك، ويقدر أن يرتفع هذا إلى 3.1 مليارات على الصعيد العالمي بحلول العام 2020. وستواصل شبكات (HSPA/GSM) لعب دور هام في توفير التغطية التكميلية في جميع الأسواق، بالإضافة إلى شبكات الجيل الرابع التي سوف تكون متاحة في كافة المناطق. ولفت الى أن عدد مشتركي الهاتف المحمول ينمو باضطراد على الصعيد العالمي، حيث شهد زيادة بنسبة 6.9 مليارات خلال الربع الثالث من العام 2014 وحده، وتستأثر منطقة الشرق الأوسط بنحو 375 مليونا من هذه الزيادة (تبلغ نسبة الانتشار 109٪). وأحد الأسباب الرئيسية للنمو السريع في الإقبال على الهاتف الذكي هو أن المشتركين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا يستبدلون هواتفهم العادية بهواتف ذكية . ويعزى ذلك جزئياً إلى زيادة توافر الهواتف الذكية بتكلفة أقل. وبنهاية العام 2014، سيطرت شبكات (GSM/EDGE) على اشتراكات الاتصال المتحرك في الشرق الأوسط وأفريقيا. ولكن مع ذلك، ففي ضوء النمو العالمي السريع لشبكات الجيل الرابع، من المتوقع أن تبلغ نسبة مستخدمي الهاتف المتحرك في الشرق الأوسط وأفريقيا المشتركين بشبكات الجيل الثالث/الرابع 85٪ بحلول العام 2020. تطور وأضاف سعدي: إن أجهزة وشبكات الاتصال المتحرك تتطور باستمرار، كما نشهد تنامياً واضحاً في الإقبال على محتوى الفيديو بفضل تنامي استخدام التطبيقات لمتابعته، حيث شهدنا تحولاً من تصفح الإنترنت التقليدي إلى نمط أكثر اعتماداً على استخدام تطبيقات الهاتف المتحرك، الأمر الذي يشير إلى تفضيلات المستهلكين المتغيرة. ومع ذلك، فإن التطبيقات ما تزال تتطلب التنزيل المسبق (buffering) للفيديو، الأمر الذي يمثل مشكلة بالنسبة لشركات الاتصال، حيث يتوقع منها المشتركون توفير أعلى سرعات التحميل/التنزيل، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال سرعات شبكية أعلى، ومواصلة تطوير حزم البيانات عالية السرعة (HSPA) وشبكات الجيل الرابع. وقال: تضمن مواصلة تبني حزم البيانات عالية السرعة وشبكات الجيل الرابع في تمكين شبكات أسرع، وبالتالي تحسين التغطية لتطبيقات الفيديو. وتساهم التطورات التكنولوجية المتتالية، مثل تقنيات ضغط الفيديو، في نقل ملفات ذات مستويات دقة أعلى على نحو أكثر كفاءة عبر شبكات الإنترنت المتحرك عريض النطاق، مما يساعد شركات الاتصال على تلبية الطلب المتزايد. مكاملة وأشار الى أنه في حين لا يزال الجيل الثالث مهيمناً على الشبكات، يجري استخدامه جنباً إلى جنب الجيل الرابع من قبل معظم شركات الاتصال في المنطقة. وتضمن هذه المكاملة مع الجيل الرابع ضمان تجربة أفضل للمستخدمين. فضلاً عن ذلك، فإن عددا متزايدا من تطبيقات الهواتف المتحركة يدعم بشكل متنام تقنية الجيل الرابع.. وفي مقدمتها تطبيقات وسائل الإعلام الاجتماعية، ومحركات البحث، وتطبيقات بيانات موقع تواجد المشترك، ومواقع مشاركة المحتوى مثل يوتيوب، والكثير غيرها. وقد أصبحت هذه التطبيقات أكثر قيمة.. حيث يحظى المحتوى الذي يطوره المستخدمون باهتمام خاص، لأنه يغير أنماط حركة المرور، ما يجعل القدرة على التحميل تحظى بأهمية أكبر من السابق. كما تساهم معايير مثل معدلات الذروة العالية والكمون المنخفض لشبكات الجيل الرابع في دعم احتياجات تطبيقات تتطلب اتصالا جيدا، مثل ألعاب ومؤتمرات الفيديو، ما يجعل شبكات الجيل الرابع مرحلة انتقالية لا مفر منها بالنسبة لمعظم شركات الاتصال. فوائد وقال: لا شك أن المستهلكين يدركون ويقدرون مزايا وفوائد شبكات الجيل الثالث والجيل الرابع، حيث إن زيادة مرونة وحرية التنقل تسفر عن زيادة في استخدام البيانات.. وبالتالي تصبح سلاسة الخدمة وتواصلها دون انقطاع أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة للمستخدم النهائي. في هذا الإطار، لم يعد المستخدم يعتمد على اتصال الواي فاي، بل يفضل الربط بشكل عام من خلال البيانات المتنقلة. فضلاً عن ذلك، توفر شبكات الجيل الرابع تغطية شاملة في كل مكان وتتيح أيضاً التجوال ضمن شبكات الجيل الثالث الحالية. وكما هو معلوم، فإن اقتصاديات الحجم أحد أهم عوامل النجاح لأي التكنولوجيا. وضمن هذا الإطار، فإن مزايا الحجم مفيدة لكل من تجهيزات الهواتف والبنية التحتية على حد سواء، حيث إنها تعزز خفض تكاليف التصنيع وتمكن شركات الاتصال من تقديم خدمات منخفضة التكلفة لعملائها. وهذه أيضاً واحد من أبرز مقومات استفادة شركات الاتصال الجديدة من شبكات الجيل الرابع. وأردف قائلا: من المعروف أن شركات الاتصال تعمل في الوقت الحالي ضمن بيئة تنافسية بشكل متزايد، وهذا لا يشمل المنافسة مع شركات الاتصال الأخرى فحسب، بل أيضاً مع أنماط شركات جديدة ونماذج أعمال مبتكرة تدخل السوق على نحو مضطرد. ومع ذلك، فإن نماذج الأعمال الجديدة تعني أيضاً فرصاً جديدة للجميع.. حيث تمتلك شركات الاتصال ميزة تتمثل في كونها قادرة على توفير حلول الجيل الرابع على نحو تنافسي باستخدام الاستثمارات الحالية في شبكات الجيل الثالث. وعلى الرغم من أن معظم دول العالم ما تزال في مراحل مبكرة من تبني شبكات الجيل الرابع، فقد بدأت الشركات لتوها بأبحاث حول الجيل التالي من تكنولوجيا الاتصال المتحرك، ألا وهو الجيل الخامس. وقال طارق سعدي: نجد أن شركات الاتصال تبذل جهوداً حثيثة لوضع أسس الاستراتيجيات وتحديد المتطلبات الحالية لتقنية الجيل الرابع وريادة التحول نحو شبكات الجيل الخامس من خلال التعاون مع هيئات وضع المعايير. وقد ضافر عدد من أبرز الشركات في العالم جهوده مع شركات تصنيع ومعاهد البحوث لإطلاق برامج حول الجيل التالي من شبكات الاتصال المتحرك.. والتي يجري تنظيمها بالتنسيق مع هيئات وضع المعايير، حيث تم العمل على وضع أهداف واضحة للأداء وتوصيات أساسية وسيناريوهات لتوفير شبكات اتصال عريض النطاق واسعة التغطية. وعلى الرغم من أن الجيل الرابع لا يندرج تحت مصطلح الجيل التالي من شبكات الاتصال المتحرك، إلا أنه يفي بهذه المتطلبات، والتي تشمل إعادة الاستخدام الفعال للأصول القائمة، دون أي تأثير على مخططات تبني حزم البيانات السريعة ومعايير كفاءة التكاليف. مزايا الجيل الرابع يوفر الجيل الرابع العديد من المزايا الهامة للمستخدمين وشركات الاتصال على حد سواء، وفي مقدمتها تعزيز معايير الأداء والقدرة والبساطة، كما يعزز الفوائد لمجموعة واسعة من الأجهزة المتوافقة مع هذا الجيل. وبإمكان شركات الاتصال تبني الجيل الرابع على نحو يتسم بالمرونة لضمان مواكبة الأهداف الحالية في مجال الشبكة والطيف الترددي والعمليات التجارية للاتصال عريض النطاق. ولهذا، ففي ضوء تزايد المنافسة وتنامي متطلبات المستخدمين النهائيين وحرصهم على التمتع بخدمات أكثر كفاءة وأسرع، ما يزال هناك الكثير أمام هذه الشركات لتحققه من شبكات الجيل الرابع، حيث إنها تبقى تكنولوجيا ذات آفاق مستقبلية.
مشاركة :