أول شخصية عالمية تذهب ضحية فيروس كورونا (فيديو)

  • 3/25/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن – ميدل إيست أون لاين بات عازف الساكسوفون أسطورة الأفرو-جاز مانو ديبانغو (86 عاما) الذي كان يصف نفسه بأنه “بان للجسور بين الغرب وإفريقيا”، أول شخصية عالمية تذهب ضحية فيروس كورونا المستجد. وقد استحال ديبانغو نجما عالميا بفضل اغنيته الضاربة “سول ماكوسا”. وهو روى في مقابلة في آب/اغسطس 2019 “أتمتع بإيقاع باخ وهاندل في أذني مع كلمات كاميرونية. وهذا مصدر غنى. في الحياة أفضل ان يكون لدي خيارات عدة وليس خيارا واحدا”، متوقفا أحيانا ليطلق ضحكته المدوية الشهيرة. وقال مارتن ميسونيه منسق الاسطوانات والمنتح الشهير لموسيقى العالم لوكالة فرانس برس معلقا على وفاة ديبانغو “إرثه شاسع وسيستمر. كان يتمتع بموهبة خلاقة كان يحمل الناس على الرقص بفاعلية لا تقهر”. وغرد المغني يوسو ندور معربا عن حزنه وقائلا “لقد كنت الأخ الأكبر ومصدر فخر واعتزاز للكاميرون وإفريقيا برمتها”. وقال وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر عبر شبكات التواصل الاجتماعي “فقد عالم الموسيقى فنانا أسطورة”. ومسيرة ديبانغو خارجة عن الدروب المطروقة وهو لم يكن يحلم بخوض مار الفن ولا أن تؤدي أغانيه بيونسه أو ريهانا. ولد إيمانويل نجوكيه ديبانغو في 12 كانون الأول/ديسمبر 1933 في دوالا في الكاميرون في عائلة بروتستانتية وتلقى تربية صارمة. وقال الفنان “عمي كان يعزف الهارمنيوم وكانت أمي تدير جوقة الكنيسة. انا شخص تربى في أجواء دينية”. وقد أرسله والده وهو موظف رسمي إلى فرنسا في سن الخامسة عشرة أملا في أن يصبح مهندسا أو طبيبا. 3 كيلوغرامات من البن وبعد رحلة في البحر استمرت 21 يوما وصل مانو ديبانغو إلى مرسيليا وانتقل منها إلى سان-كاليه (غرب). وقد حمل معه في حقائبه “ثلاثة كيلوغرامات من البن” وكانت من السلع النادرة في مرحلة ما بعد الحرب ليدفع للعائلة التي استضافته. وحملت مذكراته لاحقا عنوان “ثلاثة كيلوغرامات من البن”. ومن ثم درس في شارتر حيث خطى خطواته الأولى في مجال الموسيقى على آلتي المندولين والبيانو. في هذا العالم الذي يهيمن عليه البيض، راح المراهق الذي يقر بانه لم يكن يعرف الثقافة الإفريقية يتمثل بنجوم من الأميركيين السود في تلك الفترة من كاونت بايسي وديوك إلنغتون وتشارلي باركر الذين استحالوا “أبطالا” له. واكتشف مانو ديبانغو أيضا الساكسوفون خلال مخيم عطلة صيفية، ورسب بعدها في شهادة الثانوية العامة. فقرر والده الغاضب أن يوقف إرسال المال إليه العام 1956. فانتقل إلى بروكسل حيث راح يعزف المنوعات لتحصيل لقمة لعيش. وروى قائلا “في تلك الفترة كان ينبغي العزف في الحانات والحفلات الراقصة والسيرك”. وقد التقى خلال إقامته في بلجيكا بشخصين رئيسيين في حياته هما الشقراء ماري-جوزيه المعروفة ب”كوكو” والتي اصبحت زوجته، وجوزف كاباسيلي قائد أوركسترا موسيقى أفريكان جاز. وقد فتح له الموسيقي الكونغولي أبواب إفريقيا الفرحة باستقلالها عن الاستعمار. وقد رافقه مانو ديبانغو إلى ليوبولدفيل (اسم كينشاسا سابقا) وحيث أطلق موجة التويست في 1962 ومن ثم فتح قاعة في الكاميرون. دعوى ضد مايكل جاكسون عاد إلى فرنسا بعد ثلاث سنوات على ذلك من دون أي أموال. وأصبح عازف بيانو مرافقا لمغني الروك ريك ريفرز ومن ثم عازف أرغن وقائد أوركسترا مع نينو فيرير. في العام 1972 طلب منه تأليف نشيد لكأس الأمم الإفريقية في الكاميرون . وعلى الجهة الثانية من الاسطوانة سجل أغنية “سول ماكوسا” التي نالت إعجاب منسقي اسطوانات في نيويورك لتبدأ معها مسيرة جديدة للفنان. وأقام عازف الساكسوفون عروضا في مسرح أبولو معقل الموسيقى الأميركية السوداء في هارلم وقد أضاف انغاما جديدة على موسيقاه من خلال جولات في أميركا الجنوبية. في العام 1982 استخدم مايكل جاكسون اجزاء من “سول ماكوسا” في ألبومه الشهير “ثريلر” من دون أذن مسبق. فرفع مانو ديبانغو سلسلة من الدعاوى بتهمة السرقة الفنية قبل أن يتوصل الطرفان إلى تسوية مالية. إلا أن المكسب الرئيسي كان في تحول ديبانغو إلى مرجع عالمي في ما يعرف بموسيقى العالم.

مشاركة :