ابية في الشرق الأوسط. ويأتي هذا الإجراء الذي يتعين أن يوافق عليه البرلمان رداً على تقارير بأن بلجيكا تمثل مصدراً للعديد من المقاتلين الذين يحاربون في سوريا والعراق. وغادر البلاد أكثر من 300 شخص معظمهم شبان خلال السنوات القليلة الماضية للقتال في صفوف تنظيمات مثل تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي. ويبلغ عدد سكان بلجيكا نحو 11 مليون نسمة ولذلك فإن نسبة الشبان الذين غادروا البلاد إلى عدد السكان تعد من أكبر النسب من دول غرب أوروبا. وقال وزير العدل كوين جينز «يسمح القانون الجديد بجعل مغادرة الأراضي البلجيكية للمشاركة في أعمال إرهابية جريمة جنائية». وأضاف أن «السلطات يمكنها إلغاء بطاقات الهوية أو رفض إصدار جوازات سفر لأي شخص يشتبه في أنه يرغب في السفر إلى سوريا أو العراق للقتال». وكانت دول أوروبية أخرى مثل بريطانيا والدنمارك قد أصدرت قوانين مماثلة. ويمكن لمواطني بلجيكا السفر ببطاقات الهوية إلى كل دول الاتحاد الأوروبي ودول أخرى مثل تركيا التي تمثل نقطة عبور لكثير من الراغبين في الذهاب إلى سوريا والعراق. وتعد بلجيكا بؤرة المتطرفين ومرتع الإرهاب في أوروبا، وفق مراقبين. وتفيد الأرقام الرسمية أن 335 بلجيكياً غادروا للقتال في سوريا، 184 لايزالون هناك، و50 قتلوا و101 عادوا إلى بلجيكا. وهو عدد كبير لبلد يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة. وكانت بلجيكا أول بلد أوروبي يدق ناقوس الخطر مطلع 2013 حول التهديد الذي يمثله الإرهابيون الأوروبيون العائدون من سوريا والعراق. وساهمت مع فرنسا بشكل خاص في تعزيز التعاون بين الدول الأوروبية ودول أمريكا الشمالية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا المعنية بهذه الظاهرة. ولطالما استبعدت بلجيكا تنفيذ عمليات على أراضيها، واعتبرت أنها تستخدم كقاعدة خلفية للإرهاب. وأطلقت أول النداءات التحذيرية منتصف التسعينات عندما هددت الجماعة المسلحة الجزائرية بالانتقام من بلجيكا بعد تفكيك خلية لها في بروكسل. وقبل فترة قليلة بات التهديد الذي يتربص ببلجيكا أكثر وضوحاً مع ظهور مجموعة «شريعة 4 بلجيكا» في أنفير شمال البلاد بزعامة فؤاد بلقاسم الذي تمكن بفضل قدرته على الإقناع من استقطاب عدد كبير من الإرهابيين حوله. وتخصصت المجموعة التي ضمت العشرات في إرسال متطوعين إلى سوريا، لكنها هددت كذلك بمهاجمة مواقع رمزية مثل القصر الرئاسي ودعت إلى إقامة «دولة إسلامية» في بلجيكا. ويأتي معظم الشبان الذين غادروا إلى سوريا والعراق من أحياء فقيرة سكانها من أصول مهاجرة، في أنفير وبروكسل، أو في فيلفوردي التي لم تتعاف قط بعد إغلاق مصنع رينو فيها في 1997. ومن فيلفوردي غادر 28 شاباً للقتال. وفرفييه تعد معقلاً آخر للتطرف، ونفذت فيها عملية إرهابية قبل فترة. فهذه العاصمة العالمية السابقة للصوف التي يعيش فيها 55 ألف نسمة باتت من أكثر مدن البلاد فقراً. ولكونها معبراً بسبب قربها من ألمانيا، يشكل ذوو الأصول الأجنبية 15% من سكانها. وتعيش فيها جماعات شيشانية وصومالية بينهم مقربون من حركة الشباب الإرهابية وفق الصحافة البلجيكية.
مشاركة :