لطالما اعتُبر "برج بونتي" في مدينة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، والذي كان يعج بالجرائم وأعمال الفوضى والفساد، نوعاً من جنة العصابات، وكان يوصف بأنه "أخطر برج" في إفريقيا. ووصل الأمر إلى أن تخيل الكاتب الألماني نورمان أولر، في روايته "بونتي سيتي" التي صدرت في عام 2003، انتقال المافيا النيجيرية إلى داخل ناطحة السحاب. ومنذ ذلك الحين، شهد البرج بكامله أعمال تجديد جعلت منه اليوم واحداً من أهم مقاصد الجذب السياحي، وقد زارته شخصيات مثل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي استمتع برؤية أنحاء المدينة، من أعلى سطح المبنى. ويقول جيلبرت موابي، وهو مرشد سياحي من أصل كونغولي: "يشكل السائحون حوالي 95 في المئة من الزوار، ويأتي الكثير منهم من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة". ورغم ذلك، من النادر أن يزور مواطنو جنوب إفريقيا هذا البرج. ويمتد النظر من الطابق رقم 52 إلى ضاحية "ساندتون"، التي تضم "برج ليوناردو"، بارتفاعه الذي يصل إلى 234 متراً، والذي صار أعلى مبنى سكني في إفريقيا أواخر العام الماضي. وتقع ناطحة السحاب مقابل "برج بونتي" تقريباً، ونقلت صناعة المال في جوهانسبرج مكاتبها إلى ساندتون في أعقاب نهاية حقبة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. وصار "برج بونتي"، الذي يبلغ ارتفاعه 173 متراً، والذي تم الانتهاء من إنشائه في عام 1975، رمزاً لتاريخ البلاد الذي يتسم بالتنوع، حيث يقف مثل المنارة في حي هيلبرو الذي يتسم بالفظاظة.
مشاركة :