ترجمت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي وجهها إلى الرياضيين خلال استقباله يحفظه الله صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، ومسؤولي الرئاسة، ورؤساء الأندية الرياضية، وكبار المسؤولين والمهتمين بالرياضة والشباب في القطاعين العام والخاص كل المعاني الجميلة التي يجب الالتزام بها ووضعها نصيب أعين الجميع، مؤكدا حرصه على مستقبل الشباب ورعايتهم وتوجيههم نحو آفاق العلم والمعرفة والتسلح بالوعي والتمسك بالقيم الوطنية الاصيلة والبعد عن التعصب والمنزلقات التي تؤثر عليهم وتحول بينهم واستثمار طاقاتهم الجسدية والفكرية والتنوع في ممارسة وتطوير الهوايات وتسخيرها لمصلحة الوطن والتكاتف بين فئات المجتمع ورفع راية المملكة العربية السعودية في مختلف المشاركات الدولية. من يتمعن جيدا في هذه الكلمة الضافية الوافية التي بدأها بالقول (الشباب هم عماد الأمة وركيزتها الأساسية للنهضة والحضارة ونحمد الله تعالى أن هيأ لهذا الوطن شباباً يتفانون في سبيل خدمة دينهم ووطنهم في شتى المجالات، بما في ذلك المجال الرياضي بمختلف ألعابه ونشاطاته)، يدرك حرصه الكبير على هذا القطاع وما يكنه له من محبة وتقدير وتطلع إلى أن يكون في المقدمة دائما والأخذ بيده الى ما ينتظره الوطن وولاة الأمر، وتعزيز دور الأمة ونهضتها من خلال سواعد الشباب في العمل والبناء والتقدم والرقي، والوصول الى جميع الغايات ممثلة بخدمة الدين والوطن وتقديم رسالة راقية وتصرفات واعية للعالم أجمع تبرز قيم وذكاء الشباب السعودي الملتزم بالدين والتعاليم الصحيحة وما لديه من القدرات العقلية والامكانات المادية التي تعينه على لعب دور حيوي وهام ينبثق من ايمانه بالله اولاً وبنفسه وقدراته وإخلاصه وحبه لتقديم الجديد والمفيد لوطنه ومجتمعه، والاستفادة من الطاقات والخبرات والامكانات والاحتكاك مع اقرانه في البلدان الأخرى، بل والتفوق عليهم وهذا ما تنشده الدولة أيدها الله بدليل المليارات التي تصرف على المنشآت الرياضية ومقرات الأندية والملاعب والمرافق الشبابية في كل محافظة ومدينة ومنطقة فضلا عن استمرار وسائل التثقيف التي يراد منها معالجة التعصب في الاعلام والمدرجات حتى لا نفقد الاخلاق ونخسر بعضنا وتكثر الخصومات بسبب مباراة رياضية غاب عنها النظام والحزم والعدل فغابت معهم الاخلاق والالتزام بالروح الرياضية. رعاية الشباب واتحاد الكرة ومسؤولو الأندية أضلاع لم تدرك ضرره حتى الآن!! ثقة مطلقة بالشباب يعزز الملك سلمان الروح الوطنية في اعماق الشباب عندما يقول ( نحمد الله تعالى أن هيأ لهذا الوطن شباباً يتفانون في سبيل خدمة دينهم ووطنهم في شتى المجالات) وتلك ثقة كبيرة من ولي الأمر ومسؤولية وشهادة فخر لهؤلاء الشباب الذين عليهم استثمار هذا التوجيه الكريم العميق الرامي الى شحذ الهمم وتقوية السواعد والانفتاح باتزان وحكمة وتحمل للمصاعب ومواجهتها بحكمة وصبر، والتحليق في سماء البناء والتطوير لخدمة أرض العطاء ومحارية التعصب بشتى اشكاله وألوانه. ويواصل قائد البلاد حفظه الله الاعتزاز بالماضي الملئ بملاحم العطاء والوفاء والبذل والتضحيات حتى تأسست هذه الدولة القوية بحول الله على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وعم الأمن ارجاء البلاد بالقول(إن دولتكم ولله الحمد والمنة منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله تسير في طريق النمو والتطور في جميع المجالات على أسس دينية، وثوابت وطنية راسخة)، وهو بذلك يؤكد على النهج الراسخ لهذا الوطن وعدم التخلي عنه وعلى الجميع العمل بتوازن بين النهج الثابت الذي لايحيد عن ممارسة كل ما يمكن البلاد من النهوض والوقوف بين الأمم المتحضرة بكل شموخ، وبين التمسك بالدين والتقاليد الحميدة التي نشأ عليها الانسان المسلم، والتصدي لأي عمل سلبي بالوعي والتصميم وروح الإرادة المتسلحة بروح الشباب والمتسامحة باخلاق الرياضي الجدير بالثقة. ويجدد القائد الكبير الدعم للشباب والرياضيين وحرص الدولة حفظها الله على الأخذ بيدهم الى ما يخدم الوطن ومايريدون الوصول اليه عندنا عملا وممارسة وهواية وتوجها إذ قال ( ولا يخفى دعم الدولة للشباب والرياضة، وما تحقق من الارتقاء بهذا القطاع المهم وتطويره ، ولن نتوانى بإذن الله عن الاستمرار في تقديم الدعم اللازم لتحقيق المستوى المأمول وما نتطلع إليه من التطور والانجاز). في ذلك تكريس لمواقف الدولة الثابتة تجاه الشباب والرياضيين والعمل على تفجير طاقاتهم بذلا وعطاء، واخلاصا واحتراما للراية الخضراء وتقديرا لاسم المملكة وخدمتها ورفعتها في مختلف الالعاب والبطولات والهوايات، وعلى رعاية الشباب واللجنة الاولمبية السعودية والاتحادات الرياضية أن تدرك جيدا التوجيه الكريم وما يحمله من مضامين لايمكن أن تمر على أي انسان فطن الا ويطبقها، وأن تستثمر هذه التوجيهات التي تشعل قناديل الأمل وتبث الروح المعنوية العالية وتصنع الارادة وتنهض بالرياضة وتأخذ بيد الشباب الى قمم الامجاد، ف"سلمان الوفاء" متعه الله بالصحة والسعادة ليس ككل شخص يوكل العمل والمتابعة لجهات معينة ولكنه لايتوانى - وفقه الله- في متابعة كل صغيرة وكبيرة بنفسه، بدليل القرارات الفورية لمعالجة أي عمل سلبي، وعينه لاتنام الا وقد عرف كل شيء وحل كل معضلة وأغلق ملف كل مشكلة وعندما يعلن دعمه الكامل لهذا القطاع وهو قريب منه في كل وقت كما هو قربه من الانسان السعودي وكل القطاعات الأخرى التي تسابق الزمن في المضي قدما نحو ما ينشده الجميع، فإنه يشير إلى أنه لاتقصير خصوصا بعدما وفرت الدولة الدعم المادي والمعنوي وكل الوسائل التي تساعد على التقدم والتطوير والانتاجية وتحقيق البطولات ومسايرة ركب الدول المتقدمة، وتلك مسؤولية كبيرة على رعاية الشباب والاتحادات الرياضية ومختلف القطاعات الرياضية المترهلة بيروقراطية وفوضى وكسل وضياع البوصلة عن الاتجاه الصحيح إذ عليها أن تتخلى عن التقليدية والوعود وتراكم المشكلات والتخلص من الروتين. لابد من ضرب التعصب ويضيف المليك الوفي للدين والوطن والشعب في كلمته( أيها الإخوة : الشباب سفراء لبلدهم ومجتمعهم ، وعليهم مسؤولية كبيرة ، فالنشء يتابعهم ويتأثر بهم ، وعليهم أن يكونوا قدوة حسنة لهم، ويجب أن تعكس الرياضة أخلاق المسلم). بهذا التوجيه الذي يحمل ابعادا كبيرة ورسائل متنوعة ومعاني سامية وكلمات عميقة ووعيا لايستغرب من قائد كبير ورجل مثقف وملك ملم بظروف المنطقة لم يهمل الجانب السلوكي للشباب وامكانيه تقويمه والحرص أن يكونوا قدوة حسنة للمجتمع ككل في الاخلاق والفكر والتفكير والتعامل واللباس والبناء الصحيح وتكريس الصورة الناصعة للانسان المسلم الذي يقدم رسالته لمجتمعه والمجمعات الأخرى بكل فخر واعتزاز. ويختتم القائد المتابع لكل صغيرة وكبيرة تخص الشباب وتتعلق بالوطن والمواطن والأمة قائلا (التنافس يجب أن تحكمه قيمنا وأخلاقنا وتعاليم ديننا التي تنبذ التعصب والتنافر بين أبناء الوطن الواحد وبما يعزز الولاء والانتماء للوطن، فوطنكم محسود على نعم كثيرة حباه الله بها، ومنها التماسك والتلاحم في وجه كل من أراد به السوء) وهنا نقرأ من هذه الكلمات المهمة للملك سلمان يحفظه الله أنه يتابع المشهد الرياضي ويعرف مايدور ويدرك ما يحدث، ولم تبعده مشاغله الكثيرة ومسؤولياته الكبيرة من أجل قيادة الوطن واستتباب الأمن عن واقع التنافس الرياضي وما يحدث فيه من توترات وصراعات كروية وخروج احيانا عن الأدب والعرف الرياضي والتنابز وغياب القرارات الحازمة وضعف الاتحادات واللجان، لذلك اراد أن يتدخل في الوقت المناسب وكأنه يهوي بسيف العدل على رأس التعصب الرياضي فيقتله بكلمته المهمة التي هي عبارة عن توجيه حكيم عسى أن يستوعب الجميع الرسالة الملكية الموجهة مباشرة الى مسؤولي رعاية الشباب واتحاد الكرة والأندية وشرائح المجتمع الرياضي ككل ويضعوها محل الاعتبار والتطبيق بدلا من الاستمرار في (الصراع من أجل الفوز والخسارة) واتاحة الفرصة لكل حاقد وحاسد أن يستغل داء التعصب الرياضي وما ينتج عنه من انفلات لإلحاق الضرر - لا قدر الله باللحمة الوطنية- التي يغار عليها "سلمان الحزم" ولايسمح لكائن من كان ان يعكر صفوها ويمزق وصالها وترابطها.
مشاركة :