نحن الآن في مواجهة عدو لا نعرف عنه الكثير مما يجعل من الأمر غاية في التعقيد والصعوبة وفي الوقت نفسه علينا التصدي لهذا العدو حتى نقلل بقدر الإمكان من الحالات المصابة ونعطي للجهات الصحية الوقت الكافي للتعبئة والتجهيزات . وحسب تقديرات مركز مكافحة العدوى CDC الامريكي يتوقع اصابة ٤٠-٧٠ ٪ من السكان بهذا الفيروس . ولو أخذنا فقط الحد الأدني لتلك التقديرات أي ٤٠ ٪ من سكان المملكة والبالغ عددهم حوالي ٣٠ مليون نسمة، يتوقع إصابة ١٢ مليون نسمة، منهم ٢٠ ٪ سيحتاجون للتنويم أي ٢.٤ مليون نسمة بينما ٥٪ سيحتاجون للعناية المركزة والتنفس الصناعي أي ٦٠٠ ألف مريض . وبالنظر للطاقة الاستيعابية للأسرَّة وأسرَّة العناية المركزة في عموم مستشفيات المملكة فلا توجد أي قدرة على استيعاب ولا معالجة تلك الأعداد الضخمة و حتما سينهار النظام الصحي -لا قدر الله – أمام هذه الأعداد ، بل لن تتمكن المنشآت الصحية من معالجة الحالات الأخرى كحوادث الطرق والذبحات الصدرية والسكتات الدماغية وغيرها وسنفقد -لا سمح الله- الكثير من الأنفس التى كان بالإمكان انقاذها . نقدر امتعاضكم ولكن قد تكون أنت أو أبوك أو أمك أو أحد أفراد أسرتك في هذا المكان حيث لا علاج ولا اسعاف ،، لذا علينا جميعا الانصياع لكافة التعليمات والتوجيهات حتى نتمكن من كسر سلسلة العدوى ووقف انتشار المرض وعدم الخروج من المنزل الا للضرورة القصوى وأهمية استمرار الالتزام بالاحترازات و التدابير الوقائية حتى يختفي هذا الوباء أو يوجد له علاج أو تطعيم . د. محمد بن سعد الحريتي استشاري طب الأسرة والمجتمع / صحة الباحة
مشاركة :