محمد إبراهيم / الأناضول بينما تتواصل حالة الفزع من تفشي فيروس كورونا، وتزايد توجه الدول حول العالم لفرض حظر التجول، وإجبار أكثر من مليار شخص على البقاء بمنازلهم، ازدهر الطلب على خدمات المحتوى والترفيه، لكبرى شركات التكنولوجيا العالمية. ووسط انهيار الأسواق المالية واقتراب الاقتصاد العالمي من الركود، نشطت بعض شركات قطاع التكنولوجيا وصناعة المرئيات المنزلية والخدمات الإلكترونية، للتكيف مع الوضع الحالي، في ظل ظروف استثنائية غير مسبوقة. وخلال الأسابيع الأخيرة، زادت طاقة شبكات الإنترنت في العالم على نحو غير مسبوق، بفعل بقاء عدد كبير من الأشخاص في منازلهم ومزاولة أعمالها عن بعد. وحتى صباح الأربعاء، أصاب كورونا أكثر من 423 ألف شخص بالعالم، توفي منهم ما يزيد على 18 ألفا، فيما تعافى أكثر من 109 آلاف. وأجبر انتشار الفيروس دولا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وفرض حظر التجول، وتعطيل الدراسة، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس. ** خفض الجودة وقامت كبرى الشركات العالمية مثل "يوتيوب" و"نتفلكيس" و"فيس بوك" و"ديزني" و"أمازون" و"أبل تي في"، بتخفيض جودة الفيديوهات المعروضة على منصاتها للمستخدمين في أوروبا، بعد طلب الاتحاد الأوروبي خفض الجودة للحفاظ على سلاسة المحتوى، بهدف تخفيف الضغط على الإنترنت، مع تصاعد وتيرة المطالب ببقاء المواطنين بالمنازل. وقالت "نتفليكس" الأمريكية في بيان، إنها ستقوم بتخفيض جودة المحتوى عالي الدقة إلى 25 بالمئة خلال الشهر المقبل، لتقليل استهلاك البيانات بين المستخدمين. وكانت نتفليكس، أول شركة أعلنت خفض معدل جودة الفيديوهات، بعد اجتماعها مع مسؤولين أوروبيين. وفي قرار مماثل، قامت "يوتيوب" التابعة لشركة "جوجل" العالمية، بخفض جودة عرض المحتوى على منصتها في أوروبا خلال الفترة القادمة، لتقليل استهلاك البيانات والحفاظ على سلاسة الشبكة. وأوضحت "يوتيوب" في بيان، أن القرار جاء حتى يتسنى لجميع الناس الحصول على فرصة الوصول لشبكة الإنترنت بشكل سهل، مع تصاعد أزمة فيروس كورونا حول العالم. وتؤثر عدة عوامل على حجم البيانات المستخدمة عند بث مقطع فيديو عبر الإنترنت، منها دقة الفيديو العالية مثلا بجودة HD أو 4K، التي تستهلك بيانات أكبر من الفيديوهات ذات الدقة القياسية. أما "ديزني بلس"، قالت نهاية الأسبوع الماضي، إنها ستنخفض معدلات البث (جودة الفيديو) قليلاً في أوروبا، عند إطلاق الخدمة الثلاثاء، في المملكة المتحدة وإيرلندا والنمسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا. ويساعد الإقبال على بعض خدمات شركات قطاع التكنولوجيا، في تقديم الدعم لأسهمها لاسيما بعد التأثر الكبير بسبب مشكلات في سلاسل الإمداد بسبب فيروس كورونا. وشهدت منصات البث التدفقي عبر العالم زيادة بنسبة 20 بالمئة خلال الفترة الأخيرة، مع إغلاقات غير مسبوقة لصالات السينما حول العالم للحد من انتشار كورونا. ** تغير أنماط الحياة وقال جون لوكا، مدير التطوير لدى "ثانك ماركتس" مقرها دبي، إن الفترة العصيبة الحالية ستغير بعض أنماط الحياة خصوصا التأقلم أكثر من التكنولوجيا، واستيعاب التعامل بها في قطاعات أوسع. وأوضح لوكا في حديث مع الأناضول، أن وسائل الترفيه أصبحت محدودة ومرتبطة كليا بالفضاء الإلكتروني، لا سيما مع حظر التجول وإغلاق كل وسائل الترفيه الأخرى، كالسينما والمسرح وأيضا إلغاء الفاعليات الرياضية والثقافية حول العالم. وأشار إلى أن أسهم الشركات التي تقدم خدمات التلفزة عبر الإنترنت، حافظت إلى أسعار أسهمها أو لم تتراجع بقوة وسط الانهيار الحاد بالأسواق، وذلك بدعم زيادة الطلب على بعض خدماتها. وتابع: "الأزمة الحالية أخطر وأوسع انتشارا بكثير من الأزمة المالية العالمية في 2008، وستستغرق بعض الوقت ليتعافى الاقتصاد العالمي منها". وأوضح: "ستؤسس الأزمة لمبادرات العمل والتعليم عن بعد، فضلا عن الابتعاد عن وسائل الترفيه التقليدية، لحين شعور الناس بالثقة مرة أخرى حتى بعد اكتشاف عقار للمرض". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :