أحياناً (وزارة الصحة بين قوسين)

  • 6/13/2015
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

< أهم ما يشوب ويشوه مهنة الطب، هو تضعضع الثقة وتردي الصدقية، لم يعد المريض يعلم هل ينصح له الطبيب أم هو ينصح للصيدلية وأقسام أخرى؟ تردي الخدمة الطبية الحكومية مع توسع القطاع الطبي الخاص أسهما في اتساع هذه الفجوة، ولم يعد سراً أن القادرين من المرضى يرسلون تقاريرهم إلى الخارج للبحث عن رأي طبي مستقل ومحترف يمكن الاطمئنان له. جهات رسمية لم تكتشف أن جهازاً روّج له الدكتور طارق الحبيب لم يعتمد بعد، وتدور حول صدقية صلاحيته للعلاج علامات استفهام. هذه الجهات لم تكتشف ذلك، على رغم أنها - في المفترض - معنية بالإشراف والرقابة على صحة الإنسان ومهنية العاملين في هذا القطاع. تخيل لو أن الدكتور متعب حامد لم يتصدّ لهذه القضية ويتحمل المسؤولية، لو لم يحدث هذا لما علمت أو اضطرت وزارة الصحة ولا هيئة الغذاء والدواء ولا الجمعية السعودية للطب النفسي إلى الظهور، لتصدر بيانات تعزز تحذير الدكتور متعب، ليتم بعدها إيقاف استخدام الجهاز، وأول من تفاعل كان الجمعية السعودية للطب النفسي، التي نبهت إلى أنها «تخشى أن يؤدي استخدام جهاز ألفا-ستيم لتأجيل العلاج الفعال، مما قد يؤدي لتفاقم الاضطراب النفسي». ولم تأذن هيئة الغذاء والدواء بفسح الجهاز أو تسويقه حتى تاريخه، وزارة الصحة أصدرت توجيهاً لإداراتها في المناطق «بالمرور على العيادات النفسية المتخصصة أو ضمن مجمع طبي أو مستشفى، أو أية مؤسسة صحية خاصة للتأكد من عدم وجود هذ الجهاز، ومخالفة من يقوم ببيعه أو يروج له أو يستخدمه في علاج المرضى، واتخاذ العقوبات النظامية اللازمة بحقه». انتهى. والسؤال الذي يطرح نفسه وينتظر أن تجيب عنه وزارة الصحة: هل سيتم تطبيق ما بين قوسين على ما سيحدث مستقبلاً فقط، أم عليه وعلى ما حدث منذ أن تم الترويج واستخدام هذا الجهاز، ومع الحفاظ على حقوق المرضى؟

مشاركة :