توقع خبراء اقتصاديون أن تعبر الصين من أزمة تفشي فيروس "كورونا " لتصبح في موقف أكثر قوة وصلابة عن الولايات المتحدة، على صعيد الجيوسياسي.وقال أن بريمر مؤسس مجموعة اورٱسيا"الاستثمارية - خلال مقابلة مع موقع ماركت ووتش المعني بالاقتصاد العالمي أوردها اليوم الاربعاء- أن أزمة كورونا تركت الصينين في موقف أكثر قوة مقارنة بأي أزمة أخرى عايشها الشعب الصيني خلال العقود الاخيرة " .وأوضح أن الصين باتت تمتلك الجزء الأكبر من سلاسل التوريد الطبية على مستوى العالم، كما أنها نجحت حتى الأن في احتواء تفشي المرض عبر تطويع أحدث الإمكانات التكنولوجية ، حتى إنها احتفت بهذا النجاح من خلال عرضها تقديم يد العون للدول التي تعاني من استشراء الفيروس وإرسال معونات طبية لايطاليا ودول أوروبية أخرى لاتزال تكافح انتشار الوباء .وأضاف أن المؤشرات المتنامية لما يبدو" تفوق جيوسياسي" للمارد الصيني سيكون لها مردودا سلبيا على الاقتصاد والشركات الأمريكية، حيث قد يعزف الاوروبيون عن السير على خطى الحليف الأمريكي في قضايا مثل "هواوى"، وقد تتمكن الإدارة الصينية من المضي قدما صوب تنفيذ أجندتها وانتهاج القيم الخاصة بها دون ضغوط.وهو ما أيده السيد كارل وينبيرج، مؤسس مجموعة "هاي فريكونسي " الاقتصادية بالقول "حتى وإن كان من السابق لأوانه اعلان استعادة الاقتصاد الصيني تعافيه لا يمكن إغفال حقيقة حسن إدارة صناع القرار في البلاد لأزمة كورونا مقارنة بدول اخرى ، مضيفا " لقد انتهى الصينيون من بناء مستشفى لعزل المصابين في ١٠ ايام فقط ".من جانبه، قال ادوارد الدين، كبير المحللين بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن تصاعد حدة التوترات بين واشنطن وبكين مؤخرا على إضافة إلي عجز الولايات المتحدة حتى الأن في خفض عدد الاصابات الجديدة قد يتسبب في مزيد من الشقاق الاقتصادي بين البلدين والرمي بأوروبا في أحضان الصينيين".وتشهد العلاقات الصينية الأمريكية تدهورا خلال الأسابيع الأخيرة مع تبادل مسؤولي البلدين الاتهامات بشأن مصدر فيروس كورونا المستجد ، حيث دعا النائب الجمهوري جوش هاولي إجراء تحقيق دولي بشأن مصدر ظهور كورونا، متقدما بمقترح يطالب بكين بدفع تعويضات اقتصادية لأضرار العالمية الناجمة عن تفشي كورونا.