بيروت - الوكالات: دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن أمس إلى وقف شامل لإطلاق النار على المستوى الوطني، إفساحاً في المجال لتركيز الجهود على مكافحة فيروس كورونا المستجد، بعد يومين من تسجيل دمشق أول إصابة. ويثير احتمال تفشي الفيروس في سوريا، بعد تسع سنوات من الحرب المدمرة التي استنزفت القطاعات كافة بينها الصحية، قلقاً كبيراً وخصوصاً في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية في إدلب ومناطق سيطرة القوات الكردية.وقال بيدرسن في بيان: «أدعو بشكل محدد إلى وقف كامل وفوري لإطلاق النار على المستوى الوطني في سوريا لتمكين القيام بجهد شامل للقضاء على فيروس كوفيد-19». وأضاف: «السوريون بشكل خاص هم الأكثر ضعفاً في مواجهة» الفيروس بينما «المنشآت الطبية دُمّرت أو تدهورت. وهناك نقص في المواد الطبية الأساسية والكوادر الطبية». وشدّد على أن الفيروس «لا يفرق بين من يعيشون في مناطق تحت سيطرة الحكومة أو في مناطق أخرى»، ومن أجل «مواجهة هذا الخطر، يحتاج الشعب السوري الذي عانى طويلاً بشكل عاجل إلى فترة هدوء متصلة في كافة أنحاء البلد تلتزم بها كافة الأطراف». وتشهد مناطق في إدلب ومحيطها، تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل معارضة أقل نفوذاً وتؤوي نحو ثلاثة ملايين شخص، وقفاً لإطلاق النار بدأ تنفيذه في السادس من الشهر الحالي بموجب اتفاق روسي تركي. وجاء الاتفاق بعد هجوم واسع شنّته قوات النظام بدعم روسي ودفع نحو مليون شخص إلى الفرار من منازلهم خلال ثلاثة أشهر. ورأى بيدرسن أن اتفاقيات وقف إطلاق النار المبرمة حديثاً ساهمت في خفض العنف، لكنها تبقى «هشة وهناك إمكانية لتجدد العنف في أي وقت». ودعا إلى «الإفراج عن أعداد كبيرة من المعتقلين والمختطفين والسماح بشكل فوري لأسباب إنسانية للمنظمات الإنسانية بزيارة مراكز الاعتقال وضمان توفير الرعاية الصحية والإجراءات الوقائية في كل أماكن الاحتجاز». وناشد بيدرسن المانحين الدوليين «مساندة الجهود الإنسانية بشكل كامل والاستجابة لنداءات الأمم المتحدة، والقيام بما يلزم لضمان حصول كافة السوريين في كل أنحاء سوريا على المعدات والموارد المطلوبة من أجل مكافحة الفيروس ومعالجة المصابين».
مشاركة :