وضع الدكتور جمال الحاجي المدرب التونسي والمحلل الكروي برنامجا للمحافظة على اللياقة البدنية للرياضيين فى ربوع القارة السمراء خلال فترات حظر التجوال التى تم فرضها مؤخرا للحد من انتشار فيروس كورونا.قال الدكتور جمال الحاجي فى تصريحات خاصة لـ "صدى البلد": فرض وباء كورونا حظرا على كل القطاعات الحيوية في العالم وفي البلدان العربية والرياضة عموما وكرة القدم خصوصا من بين هذه القطاعات المعطلة. تابع: لاعب كرة القدم في العالم وفي الدول العربية وجد نفسه منقطعا عن النشاط بعد فرض الحظر الصحي الإجباري وهذه الراحة الإجبارية والتي لم تكن مبرمجة من قبل والتي لا نعلم موعد انتهائها أدخلت اضطرابا واضحا على نشاط لاعب كرة القدم المحترف في كل مكان. أضاف: في هذه الفترة بالذات على لاعب كرة القدم المحترف أن يحافظ على لياقته البدنية وعلى حمية غذائية مدروسة حتى لا يتعرض اللاعب إلى زيادة في الوزن وخلل على مستوى المؤشرات الفسيولوجية المكتسبة في مراحل الإعداد السابقة. هذا ويعتبر العامل النفسي مهما في هذا الظرف العصيب خاصة أمام الإمكانيات المادية الضعيفة لاغلب النوادي العربية التي توقفت فيها المستحقات المالية لجل اللاعبين وعلى المسؤولين في هذه النوادي مراعاة الجوانب الإنسانية للاعبيهم.لفت إلى أنه من جهة أخرى على مدربي اللياقة البدنية أن يجهزوا لهذه المهمة الغير معهودة وأن يضعوا البرامج الملائمة لكل اللاعبين سواء بالتواصل المباشر وهذا يبدو صعب المنال حاليا أو بالتواصل الافتراضي وهذا يتطلب إمكانيات تكنولوجية هامة.أشار إلى أن البرامج يجب أن تكون أسبوعية مراعية لكل العوامل البدنية والغذائية والنفسية للاعب والتمارين يجب أن تكون فردية والتواصل لن يكون إلا عبر تقنيات الانترنت وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.وفي سياق متصل على الكوادر الطبية لكل فريق أن تكون مساهمة في صياغة هذه البرامج الاستثنائية وذلك باسداء الإرشادات الضرورية لكل لاعب على حدة وحسب خاصياته البيولوجية والبدنية. وشدد على أنه مثلما هو معمول به في النوادي الأوروبية الكبرى على المدربين و الأطباء المشرفون على هذا النشاط الافتراضي الاعتماد على اجهزة المراقبة عن بعد لتسجيل مؤشرات مثل النوم و الوزن و الحرارة و دقات القلب و التغذية و الارهاق وخاصة الحالة الذهنية والنفسية لكل لاعب وما مدى ملائمة حزمة التمارين المقترحة لكل لاعب. ويمكن أن تذهب هذه المراقبة حتى مراقبة النشاط اليومي للاعب على مدى ال24 ساعة وهو ما يتطلب الجاهزية الكاملة للكوادر التدريبية والطبية وخاصة انضباط و تركيز اللاعب و تقيده والبرامج المقترحة.وأوضح أنه يبقى هذا صعب المنال في الدول العربية نظرا لعدم توفر التكنولوجيات المناسبة رغم كفاءة الكوادر التدريبية و الطبية في دول مثل تونس ومصر والمغرب والجزائر بالإضافة إلى دول الخليج العربي هذا إلى جانب مزاجية اللاعب العربي الذي مازال بعيدا عن الاحترافية الكاملة رغم الأشواط التي قطعتها كرة القدم العربية في هذا المجال. ونوه إلى أن الأندية الأوروبية تجاوزت هذا الإشكال بتوفر الإمكانيات التكنولوجية والبشرية إلى جانب الاحترافية العالية للاعبين الناشطين في أوروبا والاتحادات الكروية وضعت مواعيد مظبوطة لمواصلة النشاط الرياضي حسب انحسار وباء الكورونا بينما مازالت النوادي العربية بعيدة عن هذا المستوى باستثناء القلة القليلة و تبقى جاهزية اللاعب العربي المحترف مرتبطة فقط بمدى وعيه بهذه المرحلة العصيبة.
مشاركة :