انتقد الفنان الساخر منصور عبداللطيف الجداوي، المعروف بـ «صنقيمة»، تلفزيون البحرين، لـ «تخليه عن الفنان البحريني»، وقال خلال لقاء مع «الوسط»: «وسائل التواصل الاجتماعي سوّقت للفنان البحريني حينما تخلى عنه تلفزيون البحرين، والمتابعون لقناتي يفوقون عدد متابعي برنامج (هلا بحرين)، الذي تصرف عليه الدولة من موازنتها، واليوم يتابعني الآلاف من مختلف الأعمار والطوائف والتوجهات، وما استغربته تفاعل المسئولين والمعنيين مع ما أنشره». وأضاف «ما أطرحه سياسة بأسلوب شعبي تهمّ جميع شرائح المجتمع البحريني ولا أتكلم باسم طائفة أو تيار وهو ما يجعلني مقبولاً لدى الجميع».انتقد «تخلي» تلفزيون البحرين عن الفنان البحريني... ورمضان يجمعه مع شمطوط في «تحت الحزام»«صنقيمة» لـ «الوسط»: انتقادي المقبل سيطول «العدل» وأوضاع المنابر الدينية والتحريض الطائفي الوسط - زينب التاجر قال الفنان الساخر منصور عبداللطيف الجداوي، المعروف بـ «صنقيمة» بأن انتقاده المقبل عبر قناته على موقع التواصل الاجتماعي «اليوتيوب» سيطول وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف متناولاً أوضاع المنابر الدينية والمساجد والتحريض الطائفي ودور الوزارة في وأد أي فتنة، فيما وجه خلال لقائه بـ «الوسط»، نقداً لتلفزيون البحرين، إذ قال: «وسائل التواصل الاجتماعي سوّقت للفنان البحريني حينما تخلى عنه تلفزيون البحرين، والمتابعون لقناتي يفوقون عدد متابعي برنامج (هلا بحرين)». هذا ويجتمع «صنقيمة» مع النائب البرلماني السابق علي عباس شمطوط في عمل من المزمع أن يعرض على قناة البحرين في شهر رمضان تحت اسم مبدئي «تحت الحزام»، إذ قال بأنه مسلسل درامي مصغر مدة الحلقة فيه لا تتجاوز الـ5 دقائق وسيتناول قضايا اجتماعية بأسلوب ساخر ويمتاز بالجرأة، وسيتناول جوانب سياسية بشكل بسيط وأن فكرته مستوحاة من ما يطرحه في قناته على اليوتيوب. وفيما يلي تفاصيل ما دار في اللقاء: ما قصة تعاونك مع النائب البرلماني السابق علي عباس شمطوط؟ - بالفعل أتناصف بطولة عمل مسلسل درامي مصغر مدة الحلقة فيه لا تتجاوز الـ5 دقائق من المؤمل أن يعرض في شهر رمضان على قناة البحرين تحت اسم مبدئي «تحت الحزام»، وفكرته مأخوذة مما أقدمه من فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي والتي من أهمها قناتي على اليوتيوب، وقد صورنا حتى الآن 6 حلقات فقط. هذا ورشحني للدور وزير شئون الإعلام عيسى الحمادي وهو من اقترح فكرة تعاوني مع شمطوط، إذ جلسنا مع طاقم العمل وتم وضع الأفكار، إذ قام الكاتب جمال صقر بكتابة النص بشكل رائع وتم عرضه على اللجنة المختصة والموافقة عليه مع بعض التعديلات. ما هي طبيعة هذا العمل؟ - العمل عبارة عن مسلسل درامي بأسلوب ساخر وناقد يتناول قضايا اجتماعية حساسة تهم المواطن البحريني، وأعتقد أنه سيكون على قدر من الجرأة التي تفاجئ المشاهد. ذكرت بأنكم صوّرتم حتى الآن 6 حلقات، كيف ذلك ولم يتبقَّ إلا القليل على شهر رمضان الكريم؟ - بالفعل أعتقد بأن ضيق الوقت مشكلة سترمي بثقلها على العمل فيما يتعلق بعدد الحلقات، وأرجع ذلك التأخير لإجراءات هيئة شئون الإعلام، إذ من المتوقع أن نستطيع تصوير 14 حلقة فقط وليس 30، في الوقت الذي وضعت خطة في بادئ الأمر أن يتم إعادة عرض الحلقات لـ 4 أو 5 مرات يومياً وبذلك أتوقع أن يتم انتقاد هذا الأمر. ما وجه الشبه بينكما أنت وشمطوط لتلتقيا في عمل واحد يقوم عليكما بشكل رئيسي؟ - بالفعل لابد وأن يكون هناك تشابهه وانسجام بين العاملين في العمل ليخرج بطريقة أفضل وأكثر إقناعاً، وأعتقد بأن الكوميديا والعفوية في النقد الساخر تجمعنا أنا وشمطوط، وقد ارتأى وزير الإعلام هذا الأمر أيضاً وعليه تم ترشيحنا معاً. كل منا سيتكلم بلهجته والمخرج أوجد لنا توليفة من خلالها سنوصل رسالة بأنه مهما اختلفنا فنحن نعيش في وطن واحد يجمعنا جميعاً. وشخصياً أرى بأنه وخلال فترة وجود شمطوط في المجلس النيابي تفاعل الناس معه بشكل كبير لانتقاده العمل الحكومي بأسلوب عفوي وبسيط، وتقبلوه بل باتوا يتناقلون كلماته وتعليقاته، وأتوقع أن يتقبل المشاهد عملنا. ما تقدمه في وسائل التواصل الاجتماعي يمتاز بالجرأة إلى حد ما، و «تحت الحزام» هو إنتاج حكومي والمشاهد لا يعول عليه كثيراً ولا يتوقع منه جرأة مماثلة فما رأيك؟ - العمل ناقد بالدرجة الأولى، وسيتناول قضايا تؤثر بشكل مباشر في حياة المواطن البحريني وفيها جرأة سيما في المواضيع الخدماتية، وسيشمل جانباً سياسياً بنسبة بسيطة. يقال بأن نسبة المشاهدة لتلفزيون البحرين ضعيفة مقارنة بالقنوات الأخرى، ألا تعتقد بأن عرضه في قناة البحرين سيظلمه وأنت تتأمل منه الكثير؟ - المشاهدة ضعيفة ولكن طرح مثل هذا العمل فيه بهذه الجرأة أعتقد بأنها إشارة لوجود إدارة جديدة تدعوا لإعادة النظر للقناة ومتابعتها، وأود هنا أن أوجه شكري لمدير إدارة تلفزيون البحرين نبيل بوهزاع على تواصله المستمر والذي يعطي الفنان الدافع. سمعنا عن لقاء جمعك بوزير الإعلام، وذلك على خلفية نشر مقطع مصور لك تخاطبه فيه فهل هذا صحيح؟ - صحيح نشرت مقطعاً أخاطب فيه الوزير عبر قناتي على اليوتيوب، وأثار الجدل وعليه التقيت به وأشكر تفاعله السريع وأقدر له هذا الأمر، وكان اللقاء الذي استمر لساعة أشبه بكسر البرتوكول بين الجهات الرسمية والفنان بشكل خاص والمواطن بشكل عام، وقد تكلمت معه عن وضع الفنان البحريني ووجود طاقات شبابية لا يتم استغلالها، وأن الفنان البحريني يلجأ لدول الخليج بحثاً عن رزقه ولإبراز قدرته ومواهبه وعطائه الفني، كما ذكرت له بأن الفن في كثير من الدول يعد مهنة من منظور رسمي ولها تأمين وفي البحرين لا يتم التعامل معها بهذه الطريقة ولا يستطيع الفنان أن ينجز أبسط المعاملات الخدمية وفقاً لذلك. يستغرب البعض من عدم تعرضك للسجن على خلفية آرائك فما تعليقك؟ - بالفعل كثيراً ما أسمع هذا التعبير، وأود أن أؤكد أننا في عصر الإصلاح والدستور والميثاق يكفلان حرية الرأي والتعبير، ولا يوجد سقف لما أقدمه طالما أنه لا يتعدى على حرية الآخرين أو أستغل تواصلي للقذف والسب والتشهير، كل ما أقدمه هو مساحة أرى نفسي فيها بأسلوب كوميدي ساخر وناقد دون الإساءة لأحد. وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير في التسويق للفن، الأفكار، التجارة وغيرها فأين أنت من ذلك؟ - دخلت مجال الفن منذ 18 عاماً، إلا أن دخولي لعالم التواصل الاجتماعي منذ زهاء العامين أسهم في زيادة شهرتي والتعريف بي وكانت البداية في «الكيك» ونشري لمقاطع مختصرة لا تتجاوز مدتها 30 ثانية، وقد اشتهرت بعبارة «هاي كوكرز»، ورأيت بأني أحتاج لمزيد من الوقت لإيصال فكرتي، فبمساعدة شباب جامعيين فتحت قناتي على اليوتيوب. أي فنان اليوم يستطيع التسويق لنفسه، وكثير من الوزارات قامت بالتعاون مع شخصيات برزت على وسائل التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى، وأقولها صراحة وسائل التواصل الاجتماعي سوّقت للفنان البحريني في الوقت الذي تخلى عنه تلفزيون البحرين وأنا واحد منهم لم ألقَ اهتماماً من تلفزيون البحرين. خلال شهر رمضان المقبل إن شاء الله أكمل عام على فتح قناتي على اليوتيوب وعدد المتابعين فيها يفوق أعداد متابعي برنامج «هلا بحرين» والذي تصرف عليه الدولة من موازنتها، واليوم، يتابعني الآلاف من مختلف الأعمار والطوائف والتوجهات، وما استغربته تفاعل المسئولين والمعنيين مع ما أنشره. ما هي الوزارات التي تفاعلت مع ما نشرت في قناتك؟ - «الإعلام» و«الصحة» ووزارة الداخلية، إذ تم استدعائي من قبل الأخيرة على خلفية نشري لإعلان عن عزمي الحديث عن مبنى التحقيقات وتم فهم الإعلان بشكل خاطئ، وحينما اُستدعيت وشرحت لهم بأني سأتناول فكرة خوف الناس من قصد المبنى رغم كونه مبنى خدمياً وحاجة الوزارة إلى تصحيح هذه النظرة لدى المواطن وقمت فيما بعد بالفعل بنشر المقطع المصور واتضحت الصورة، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على متابعة المسئولين لما أنشر. هذا وأستغل الفرصة لأسجل شكري لوزير الصحة والذي اتصل بي على خلفية نشري مقطعاً مصوراً انتقدت فيه الوزارة. كثيراً ما يقال بأنك ممثل ولا خلفية سياسية لديك تؤهلك للحديث عن السياسة، فما رأيك؟ - قدمت منذ العام 1997م مسرحيات فيها جانب اجتماعي وسياسي وبعض منها تم منعها من العرض كمسرحية «نبيكم ويانا» وكنا نتحدث فيها عن الانتخابات كما تناولنا جانباً سياسياً في «هدوء وعواصف» و «عذاري»، وقد عملت 23 مسرحية أغلبها سياسية و12 مسلسلاً بحرينياً وخليجياً كثير منها تتطرق إلى جوانب سياسية، كما أني مواطن بحريني أعيش وأتأثر بما يدور حولي ولي وجهة نظر أريد التعبير عنها كما يعبر عنها السياسي وإن اختلف الأسلوب. أنا مع «السياسية الشعبية» التي تهمّ الكل وليس النخبة فقط وأكره السياسة البغيضة. ألا ترى بأن التوجهات السياسية قد تفقدك بعضاً من جمهورك؟ - ما أطرحه سياسة بأسلوب شعبي تهمّ جميع شرائح المجتمع البحريني ولا أتكلم باسم طائفة أو تيار وهو ما يجعلني مقبولاً لدى الجميع. الكوميديا فن صعب ويزداد صعوبة حينما يأتي بأسلوب ناقد، هل ترى نفسك وُفقت فيه؟ - في مملكة البحرين يعاني المواطن من كثير من المشاكل والهموم وضغوط الحياة التي ترمي بثقلها على نفسيته ورغبته في السعادة، ومن يستطيع إضحاك البحريني لابد أنه نجم شباك في الكويت، وأتمنى بأني قدمت ما يجمع الاثنين: ملامسة هموم المواطن البحريني وجعله يبتسم بانتقادها بشكل عفوي وهزلي. ما قصة اسم «صنقيمة»؟ - في الحقيقة أنا من مواليد جدة، وقد حصلت على الجنسية البحرينية في العام 1984م، ووالدتي عمانية من منطقة اسمها طاقة في محافظة ظفار والتي تضم عمانيين عرباً وزنجباريين، ووالدتي من أصول زنجبارية يتحدثون لهجة عمانية دارجة، و«صنقيمة» وفق تلك اللهجة تعني «الشخص الذي لا يفهم». وحينما كنت صغيراً في إحدى المدارس كنت شقياً وكثير المشاكل مع زملائي والمعلمين وكثيراً ما يشتكي مدير المدرسة مني لوالدتي والتي كانت تردد له «ما عليه صغير صنقيمة»، أي أني صغير ولا أفهم. وقد علق بي هذا الاسم في الحي وبين أصدقائي، وحاولت كثيراً منع ذلك دون جدوى وفي العام 1996، عملت مع المخرج محمد القفاص والذي طلب اسماً فنياً لي فأشار أحدهم بأن والدته تناديه «صنقيمة» ومنذ ذلك الحين الكثيرون لا يعلمون اسمي من الجمهور، وفي الشارع الكثير منهم ينادوني به وبات اسمي الفني. قبل أيام قليلة نشرت مقطعاً مصوراً تنتقد فيه سلوكيات أحد النواب الشخصية، فهل يحق لك ذلك وهل تفاعل المجلس معك؟ - سبق أن جلست مع رئيس المجلس وأوصلت له وجهة نظري وانتقاداتي بشأن النواب وتفاعل معها مشكوراً، وفيما يتعلق بسؤالك فأرى أن النائب هو ممثل للشعب وعليه تحمل مسئولية ذلك أولاً، ثانياً النائب حينما يمارس سلوكه الخاطئ علانية ويقول بأنه نائب لا يمكن قبول ذلك. انتقادك المقبل سيطول من؟ - ضمن سلسلة انتقادي للوزارات، سأنشر قريباً نقداً في برنامجي عن وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، متناولاً أوضاع المنابر الدينية والمساجد والتحريض الطائفي ودور الوزارة في وأد أي فتنة وذلك من منطلق خوفي على البحرين وشبابها من الانجرار خلف الفتن في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة. فلابد من احتواء الوضع، فهناك جهات تطمح لتأجيجه وأيادٍ خفية تريد أن تشعله. هل صحيح أنك تنوي الترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - كثيراً دعوني لذلك، إلا أني أقول بأني ليست محتاجاً لأكون نائباً للحصول على المال أو السيارة فأنا أمثل الناس وأمثل الناس بفني وأستطيع أن أخدمهم من موقعي، وأعتقد اليوم بأني قادر على التأثير.
مشاركة :