اشترت الصين كمية قياسية قدرها 1.6 مليون طن من النفط الروسي للتحميل في البحر على مدى الأسابيع الأربعة المقبلة، مستغلة تهاوي أسعار خام الأورال الروسي الرئيسي وانهيار الطلب في أوروبا، بحسب تصريحات متعاملون اليوم الأربعاء لوكالة رويترز.هذا مستوى قياسي شهري جديد لإمدادات الأورال المتجهة إلى الصين بعد أن تجاوزت 1.2 مليون طن في يناير.يمد ذلك أيضا الشركات الروسية بحبل إنقاذ في وقت تواجه فيه صعوبات لبيع النفط في أوروبا بسبب تراجع حاد في الطلب من جراء فيروس كورونا. ويتزامن أيضا مع تعهد سعودي بإغراق المستهلكين بالخام وسط حرب على الحصص السوقية مع روسيا.وقد تشير التسليمات أيضا إلى أن الصين تستغل انهيار أسعار النفط لتزويد احتياطياتها الاستراتيجية.وتفيد تقديرات المحللين لدى وود ماكنزي أن احتياطيات البترول الاستراتيجية والتجارية للصين قد تصل إلى 1.15 مليار برميل في 2020، بما يعادل طلب 83 يوما، ارتفاعا من 900 مليون في 2019 وما لا يتجاوز 200 مليون برميل في 2014.وقال ثلاثة متعاملين في سوق الأورال إن يونيبك الصينية اشترت حوالي 800 ألف طن من الخام للتحميل في موانئ البلطيق خلال النصف الثاني من مارس آذار ونحو 500 ألف طن للتحميل أوائل ابريل.وقال متعاملان إن رويال داتش شل حجزت ناقلة عملاقة لشحن 300 ألف طن من خام الأورال إلى الصين للتحميل في النصف الأول من ابريل.ولم ترد سينوبك، الشركة الأم ليونيبك، على طلب للتعليق. وقالت شل إنها لا تعلق على أنشطة التجارة.وقالت مصادر، اشترطت عدم كشف هويتها، إن عدة شركات تكرير صينية أخرى طلبت شراء خام الأورال أيضا. وأحجموا عن تسمية مشترين محتملين نظرا لشروط السرية.ومن جانب أخر واصلت أسعار النفط مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي اليوم الأربعاء، لترتفع جنبا إلى جنب مع صعود أوسع نطاقا للأسواق المالية إذ من المتوقع أن تقر الولايات المتحدة حزمة مساعدة ضخمة للتخفيف من التأثير الاقتصادي لوباء فيروس كورونا.وصعد الخام الأمريكي إلى المستوى المرتفع البالغ 25.24 دولار للبرميل في وقت مبكر من الجلسة وبلغ 24.86 دولار للبرميل، بارتفاع 85 سنتا أو ما يعادل 3.5 بالمئة بحلول الساعة 0732 بتوقيت جرينتش.وصعد خام برنت 65 سنتا أو ما يعادل 2.4 بالمئة إلى 27.80 دولار للبرميل بعد أن زاد في وقت سابق إلى 28.29 دولار.وتوصل مشرعون أمريكيون ومسؤولون في إدارة ترامب إلى اتفاق بشأن مشروع قانون للتحفيز بقيمة تريليوني دولار من المتوقع أن يتم إقراره من الكونجرس في وقت لاحق يوم الأربعاء.لكن الطلب على المنتجات النفطية، خاصة وقود الطائرات، ينخفض في أنحاء العالم إذ تعلن المزيد من الحكومات عن عمليات عزل على مستوى الدولة لكبح انتشار فيروس كورونا، مما يحد من مكاسب أسعار النفط.وعدل آي.إن.جي بالخفض يوم الأربعاء توقعه لسعر خام برنت للربع الثاني من العام إلى 20 دولارا للبرميل من 33 دولارا بسبب صدمة الطلب الناجمة عن تفشي فيروس كورونا والارتفاع المتوقع في الإمدادات من السعودية وروسيا في أبريل نيسان.وقال محللو البنك في مذكرة ”يواصل الطلب التدهور إذ تفرض المزيد من الدول عمليات إغلاق وقيودا أكثر صرامة على السفر“.ونزلت أسعار النفط 45 بالمئة منذ بداية الشهر الجاري بعد أن أخفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون من بينهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، في تمديد اتفاق لخفض الإنتاج ودعم الأسعار بعد نهاية مارس .وفي الولايات المتحدة، أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء أن مخزونات النفط نزلت 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 مارس إلى 451.4 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين بارتفاعها 2.8 مليون برميل.وقال معهد البترول إن مخزونات البنزين ونواتج التقطير تراجعت أيضا الأسبوع الماضي.
مشاركة :