إسلام آباد أ ف ب هددت باكستان غداة إغلاقها مكاتب منظمة «سيف ذي تشيلدرن» في إسلام آباد؛ بالرد على أي منظمة أجنبية «تعمل ضد مصالح البلاد». وكشف وزير الداخلية الباكستاني، شاودري نيسار علي خان، عما سمّاه «جمعيات كثيرة تعمل ضد البلاد ونبحث في رفع ملفها إلى البرلمان». وتعهد بألا يُسمَح للمنظمات غير الحكومية «التي تعمل ضد المصلحة الوطنية بمواصلة العمل في الأراضي الباكستانية»، دون تفاصيل حول المنظمات المعنية. وبدأت مراقبة «سيف ذي تشيلدرن» المعنية بحماية الطفولة في عام 2012 بعدما ربطها تقرير للاستخبارات الباكستانية بالطبيب الباكستاني، شاكيل أفريدي، الذي اتُهِمَ بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه). ويُتَّهم أفريدي بإطلاق حملة تلقيح كاذبة بالتنسيق مع الأمريكيين في إطار البحث عن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن. ومساء أمس الأول؛ وصل مسؤولون حكوميون برفقة الشرطة إلى مقر المنظمة في وسط العاصمة وأقفلوا مقرها بالشمع الأحمر. وأفاد مسؤول حكومي، يُدعى كمران شيما، بعدم معرفته بدوافع الإغلاق، لكنه أشار إلى تلقيه إخطاراً من 3 أسطر من وزارة الداخلية يأمر بإغلاق مقر المنظمة وترحيل جميع الموظفين الأجانب إلى بلدانهم في غضون 15 يوماً. ولم تصدر الحكومة أي إعلان رسمي، واكتفى مسؤول في «الداخلية» بالقول إن المنظمة ضالعة في أنشطة ضد باكستان. في المقابل؛ أكدت «سيف ذي تشيلدرن» في بيانٍ نشرته من مقرها في لندن عدم إطلاعها على قرار وقف أنشطتها، وعبرت عن اعتراضها بقوة على «هذا التدخل.. ونعبر عن قلقنا الشديد على أعلى المستويات». وذكرت أن «عملنا الإجمالي يتم التخطيط له ويُنفَّذ بالتعاون الوثيق مع الوزارات الحكومية وهدفه توسيع مدى إيصال الخدمات العامة في قطاعات الصحة والتغذية والتعليم والرفاه للأطفال»، لافتةً إلى استفادة 4 ملايين طفل باكستاني وعائلاتهم من برامجها خلال العام الفائت. ووفقاً للبيان؛ تعمل المنظمة في باكستان منذ أكثر من 35 سنة و«لديها 1200 موظف في هذا البلد؛ جميعهم من الباكستانيين». وكان موظفوها الأجانب غادروا إسلام آباد في عام 2012 بعد صدور تقرير للاستخبارات الباكستانية بشأن عملهم. ولطالما نفت المنظمة أي علاقة لها بالطبيب أفريدي أو بـ «سي آي إيه». ومنذ العملية السرية التي نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في أبوت آباد (شمال باكستان) في مايو 2011 وأسفرت عن مقتل بن لادن؛ شددت إسلام آباد سياساتها إزاء جمعيات الإغاثة الدولية وحدت من أنشطتها، واتهمتها بأنها واجهات لعمليات تجسس لدول أخرى.
مشاركة :