إما الآن وإلا فلا..

  • 3/26/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم، كلما حاولنا توجيه حديثنا نحو موضوع لا يخص «كوفيد-19» نجد أنفسنا مرغمين على إقحام الفيروس فيه وربما في كل نقاشاتنا. قد لا يحمل كورونا أي مفيد، لكنه ربما حفّز البعض للنهوض من حالات سبات طال أمدها وطالت مجالات عدة.وبالحديث عن التكنولوجيا، التي لولا إرادة الخالق وفضلها لما خرجت الصين من محنتها أو على الأقل لما شارفت على الخروج، فقد أجبر الفيروس التاجي الناس على إعادة استخدام تطبيقاتها ولكن مع تغير الأهداف المرجوة من هذا الاستخدام.نعم، لقد حان الوقت للقفز إلى المستقبل، والابتعاد عن الأنظمة القديمة مثل البريد الإلكتروني والتي تتضاءل قيمتها تحت وطأة الأنظمة الحالية للعمل من المنزل، ولأننا استغنينا عن جهاز الفاكس، في الغالب، وعلى أمل أننا لم نعد نطبع رسائل البريد الإلكتروني لقراءتها، فمن الضروري أن نبدأ بتغيير مفهوم استخدام منصات التواصل الرقمي من التسلية واللقاءات الخاصة إلى الالتزامات واجتماعات العمل. وهي ليست بجديدة، فتطبيق «سلاك» للتواصل وإدارة الأعمال بين المدير وموظفيه موجود منذ 2014، ومنصة الفيديو الرقمي «زووم» موجودة منذ 2011، أما «سكايب» فيعود ميلاده إلى عام 2003 إضافة إلى توفر «فيس تايم» على أجهزة آيفون منذ عقد من الزمن.. وغيرها الكثير..لقد صممت هذه التطبيقات من أجل الاستفادة منها على نطاق واسع عالمياً واختصار المسافات والزمن بين الناس، والآن حان وقت جدية استخدامها، فلم تعد أدوات التعاون الافتراضي حكراً على أحد من العاملين أو من اختصاص فئة من الناس ممن ينشرون فيديوهات في دروس اليوغا وحفلات الكوكتيل أو مقاطع لحيواناتهم المدللة، لكنها اليوم أصبحت ضرورية وبات لزاماً على كل الموظفين في آلاف الشركات الإلمام بطرق استخدامها والابتعاد عن فكرة التواصل الوحيدة مع زملائهم في العمل وهي «الإيميل» وإرهاق أنفسهم بتعلم تطبيقات جديدة قد تشكل عبئاً عليهم، حسب وجهة نظر البعض.لا يعني ذلك أن التقنيات القديمة قد فقدت بريقها، فالتواصل عبر الهاتف مع زملاء العمل ضروري في هذه «الأيام الانفرادية»، ولكن في حال كانت هناك مشكلة تنسيق يصعب إدارتها بين أعضاء فريق العمل لن يكون الهاتف وحده عملياً. فمكالمات الفيديو تسهل التقاط الإشارات غير اللفظية حتى لو كانت صغيرة، وسرعة وصول المعلومة وإدارة المرحلة بشكل أفضل، ناهيك عن أن رؤية وجوه بشرية أخرى مرحب بها الآن.ستجعل أدوات التعاون الافتراضي المستخدمة حالياً الانطوائيين يتحدثون، والمنفتحين يتوقفون عن تعثراتهم في الكتابة، وستوقف الآخرين عن اللحاق بالبريد الإلكتروني وإضاعة الوقت في حذف الرسائل غير المهمة. (بلومبيرج)

مشاركة :