أوضح المختص الاجتماعي عبدالإله التاروتي أن أدبيات إدارة الأزمات ومنها أزمة كورونا المستجد تشير إلى مجموعة من الاستجابات التي تظهر لدى الأفراد والتي تأتي على شكل توتر وقلق ومن مظاهرها الخوف من الإصابة بالمرض والموت وتجنب تلقي العناية الطبية في المرافق الصحية خوفا من الإصابة بالفيروس والخوف من فقدان سبل العيش وعدم القدرة على العمل أثناء فترة العزل بالمرض. وأضاف التاروتي أن بعضا من جوانب مظاهر التوتر والقلق تأتي عادة نتيجة لظهور هذا الفيروس أو غيره من الأوبئة والأمراض المعدية ويترتب على ذلك شعور الأفراد أنهم عاجزون عن حماية المقربين لهم، والخوف من الانفصال عن المقربين كالأولاد بسبب أنظمة الحجر الصحي.وأشار التاروتي إلى أن السؤال الذي يطرح نفسه.. كيف يمكن مواجهة هذه المخاوف ونقلها من خانة المعيق للأداء والإنجاز، إلى الجانب العملي الذي يسهم في تخطي الأزمة؟ويجيب بأن من سمات الشخصية السوية امتلاكها درجة من القلق والخوف، إذ بدونه لن تتمكن من مواجهة المشكلات والأزمات التي تواجهها، بمعنى آخر بهذا القلق الطبيعي والسوي، سيتمكن من إدارة الأزمة والخروج منها برصيد من الخبرة والفعالية. وما ينطبق على الفرد من قلق وتوتر، ينطبق على الجماعة والمجتمع والفارق في الدرجة وليس النوع خصوصا في مواجهة الأمراض والأوبئة المعدية المتخطية للحدود والجغرافيا، وكلما كانت المسؤولية الملقاة أكبر كانت درجة القلق والخوف الدافع للإنجاز أكبر، لأنه ببساطة يمثل مطلبا من مطالب الأمن القومي.وأوضح التاروتي أن الحالة الراهنة في إدارة أزمة فيروس كورونا المستجد من قبل المؤسسات المعنية كوزارة الصحة، والداخلية، ووزارة التعليم وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة، قد أجابت على تلك الهواجس والمخاوف.
مشاركة :