تعد ممارسة الرياضة خط دفاع رئيسي لتقوية جهاز المناعة لدى الإنسان في مواجهة أي فيروسات أو أوبئة، فهي تمنحه القدرة على الانضباط والتحكم بالضغوط وتقلل التوتر، وتعالج الأرق. ويصفها المتخصصون بأنها الطبيب النفسي للإنسان حيث تحقق له الاتزان الداخلي وتمنحه الراحة النفسية، وتزيد من نشاط الدورة الدموية وتفتح الشهية للطعام، وتقلل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة وتحارب البدانة والسمنة. وفي وسط الأزمة التي يعاني منها العالم اليوم، وتصاعد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد المعروف بـ" كوفيد 19" زاد الحديث عن الرياضة، وأهمية ممارستها لاستثمار الوقت المنزلي بشكل مفيد، وتقوية جهاز المناعة، والحصول على الطاقة الإيجابية، والتخلص من الدهون والسعرات الحرارية الزائدة للحفاظ على جسم سليم من خلال نصف ساعة يومياً مع التمارين البسيطة. وعن أهمية الرياضة بالنسبة للإنسان.. يقول الدكتور فراس يعيش استشاري جراحة العظام والمفاصل بمستشفى خليفة في أبوظبي: " الرياضة الخفيفة التي تتراوح بين 20 و30 دقيقة تقوي جهاز المناعة للإنسان، لأنها تنشط خلاياه، وتجعلها في حالة تيقظ وتحفز، من خلال إرسال كرات دم ومركبات مناعية أكثر للدم، تقاوم البكتيريا والفيروسات، ولكن في المقابل إذا قام الإنسان بتمرينات منهكة فإنها تجعل النتيجة عكسية حيث تقلل المناعة، وتقلل كرات الدم البيضاء". وتابع: " في الظروف الحالية التي يتصدر فيها فيروس كورونا المستجد المعروف بـ" كوفيد 19 " المشهد والتي تمنح الإنسان فرصاً أكبر للبقاء في المنزل يمكن استثمار هذه الأزمة بتحويلها إلى فرصة نجاح للإنسان يعدل فيها سلوكه اليومي، ويجعل الرياضة أسلوب حياة، ويمارسها بشكل منهجي بالطريقة البسيطة، لأن الجلوس والخمول لفترات طويلة في المنزل تؤثر سلباً على الجهاز المناعي". وأوضح "ممارسة الرياضة البسيطة لا ترتبط بسن معين، فكل الأعمار لها الرياضة التي تناسبها، وعلى كل سن أن يختار ما يتناسب معه من تمرينات، حتى يحافظ على لياقته وسلامته وصحة بدنه، و على جهازه المناعي وصحته النفسية، والحكمة تقول أن العقل السليم في الجسم السليم.. مضيفاً أنه في ظل الظروف الحالية أنصح بممارسة الرياضة في المنزل استجابة للإجراءات الاحترازية المتبعة في الدولة، وحفاظاً على الفرد والمجتمع ". في السياق نفسه قال الدكتور عزيز علي خليفة أخصائي جراحة المفاصل والعظام بمستشفى خليفة، إن التمارين المتوسطة والخفيفة تعزز كفاءة جهاز المناعة بشكل عام بما فيها المناعة القلبية والرئوية، وتقلل فرص ارتفاع الهرمونات الضارة، وتخفف الوزن، وأن الرياضة المنزلية يمكن ممارستها من خلال التمارين الحرة.. لافتاً إلى أن النشاط الرياضي يزيد إفرازات المواد المناعية.
مشاركة :