ـ اغتصاب طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات ثم رميها أمام مستشفى في جدة؛ هو اغتصاب لكل قيمنا ومثلنا العليا في هذه الحياة، ولكل أحلام التقى والعفاف التي نريدها لأطفالنا ولأهلنا ولبلدنا كلها؛ فلا تأخذوا وقتاً طويلاً في المداولات، ولا في النطق بالأحكام كي يبقى لون الطفولة طاهراً كما خلقه الله، وكما أراده ويريده. ـ أرجوكم اقتصوا من هؤلاء بمنتهى السرعة دون شفقة ولا رحمة ولا تأجيل؛ فلم يبق دون الثلاث سنوات إلا أن يغتصبوا ذات الستة أشهر والرضيعة؛ فلا تقولوا لنا كما جرت العادة إنهم يتعاطون المسكرات، ولا أنهم يعانون من أمراض وضغوطات نفسية؛ ابقوا على طفولتنا حية، وكريمة وطاهرة، ومشرقة كما وهبنا الله. ـ دافعوا عن الأطفال دون لبس ولا مواربة، ولا حلول تنظيرية عاجزة تأخذ وقتاً لدراسة المشكلة؛ هؤلاء اقترفوا جريمة لا يمكن وصفها بالكلمات ولا حتى بالدموع أو آلام الأمهات والآباء الذين قرأوا الخبر؛ فما بالكم بأهل هذه الطفلة، وكلنا أهلها، ونشعر بآلامها، وبحجم هذا القتل الشنيع الذي تعرضت له وستحمله معها مدى العمر إن كتب لها الله النجاة؟!! ـ طفلة على قارعة الطريق مرمية بعد اغتصابها؛ لا تحتمل تأجيل العقاب بعد أن تثبت الإدانة، ولا يمكن لأي عقل بار بإنسانيته إلا أن يشعر باشتعال النار من أقصاه إلى أقصاه؛ فلا تتأخروا كي يبقى لون طفولتنا ندياً يرتب الحياة، ويرفع عنا الموبقات والزلات، ولكي نشعر أن أطفالنا في أمان، وأننا لا نزال بكامل إنسانيتنا أو بعضها على الأقل. ـ انظروا إلى وجوه أطفالكم، وأبحروا في عيونهم البريئة؛ ثم تذكروا أن هذه الطفلة مثلهم تماماً، وأن لها نفس الوجه الملائكي الطاهر والعينين البريئتين والألعاب المتواضعة، وأنه لولا هؤلاء القتلة لكانت تضحك الآن سعيدة، وتلعب بمنتهى البراءة أمام بيتها، ومع والديها؛ رحمتك يارب.
مشاركة :