مناظرات الدوحة تسلط الضوء على مستقبل علم الوراثة

  • 3/26/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - قنا عقدت مناظرات الدوحة، إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، آخر مناظراتها للموسم الأول في حلتها الجديدة والتي سلطت الضوء على مستقبل علم الوراثة وناقشت الحد الذي ينبغي وضعه لمسألة تحرير الجينات البشرية، وأخلاقيات وتحديات التحسين الوراثي البشري وما إذا كان ينبغي السماح بخلق أناس "خارقين". وتفاعل مع المناظرة التي شارك بها ثلاثة خبراء وأقيمت في جامعة نورثوسترن في قطر، طلاب عبر الفيديو وعرضت تغريدات المشاهدين ومداخلاتهم عبر تطبيق انستغرام من دول من بينها نيجيريا والمملكة المتحدة والسويد وغانا. وركز النقاش على تحرير الخط الجنسي، بما يؤدي إلى تغييرات وراثية في الحمض النووي وما إذا كان الهدف من تحرير الجينات هو تعديل وإضعاف بعض الأمراض أو الحالات، وما إذا كان ذلك سيزيد من عدم المساواة العالمية إذا كان متاحًا في البداية فقط للمقتدرين. وفي هذا الإطار أكد البروفيسور جوليان سافوليسكو، عالم الأخلاق ورئيس مركز "يوهيرو" للأخلاقيات العملية في جامعة أكسفورد، أن تحرير الجينات "واجب أخلاقي للمجتمع، فما يهم كل واحد منا هو رفاهيتنا بشكل عام". وأضاف: "نحن نقيس ذلك من خلال أشياء كالسعادة، وما إذا كان بإمكاننا تحديد أهدافنا الخاصة وتحقيقها، وما إذا كانت لدينا علاقات شخصية عميقة وجوهرية. فالجينات لا تؤثر فقط على الصحة، بل تؤثر كذلك على قدرتنا على الرفاهية". وقال: "نستخدم بالفعل تدخلات بيولوجية متنوعة، مثل الملح المعالج باليود لأنه يحسن معدل الذكاء، ومثل إزالة الرصاص من الطلاء لأنه يسبب إعاقات ذهنية، أو مثل استخدام أدوية للحد من العنف"، مضيفا أنه لا يوجد فرق بين التدخلات البيئية والبيولوجية، ويجب أن يتمكن الأهل من الوصول إلى هذه التقنيات لتحسين حياة أطفالهم، شرط ألا تضر التقنيات بأطفالهم أو بالأشخاص الآخرين. يمكن للعلم أن يقودنا إلى كيفية تحقيق هذه الأشياء، ولكن الأخلاق يمكن أن تخبرنا ما إذا كان ينبغي لنا فعل ذلك، بينما تعزيز الرفاهية هو في صلب المبدأ الأخلاقي". من جانبه، قال جيمي ميتزل، اختصاصي التكنولوجيا والرعاية الصحية المستقبلي، عضو تحالف "رايت" لمشروع الجينوم البشري، إن تعديل الجينات "نتيجة حتمية"، لأننا نستخدم بالفعل العديد من العلاجات والتقنيات لتحسين الجنس البشري، وتعديل الجينات لا يختلف" عن ذلك. وقال: "ماذا لو استطعنا هندسة الناس ليقاوموا فيروس كورونا الجديد، أو للقضاء على الأمراض الوراثية المؤلمة لتحسين الرعاية الصحية بحيث لا تستند إلى المعدلات العامة للسكان، ولكنها مخصصة لبيولوجيتكم أو السماح للجنس البشري بالعيش على كوكب سيصبح في النهاية غير صالح للسكن؟". ولفت ميتزل إلى مخاطر تعديل الجينات وقدرتها على التسبب في الانقسام، وأنه من أجل تجنب تعميق عدم المساواة وتسطيح التنوع الجيني الأساسي، يجب على هذه التقنيات اعتماد معيار القيم والأخلاق. وقال: إن "مسألة الأغنياء والفقراء هي إحدى النتائج المحتملة فإذا لم نكن نريد هذه النتيجة، فمن الأفضل أن نبدأ في تنظيم نتيجة مختلفة". بدورها، دعت كاتي حسون، مديرة برنامج العدالة الوراثية في مركز علم الوراثة والمجتمع، الجمهور عبر الإنترنت إلى تخيل هذا العالم الذي يتم فيه التلاعب بالحمض النووي لكل طفل منذ لحظة ظهوره في المختبر، فيصار إلى تحقيق رغبات الأهل في جينوم أطفالهم المستقبليين والأجيال القادمة. وقالت: "هل ستكون السمات التي يُنظر إليها على أنها الأفضل متاحة فقط للأثرياء والمقتدرين، هل سيعمق التعديل الجيني الهوة بين الأغنياء والفقراء؟ هل يشعر الأهل بالضغوط لاختيار السمات بناءً على المعايير الثقافية والاجتماعية المحددة بشكل ضيق؟ علينا التفكير بهذه الأسئلة التي نحتاج، وقد حان وقت القيام بذلك". وتابعت: "إن التجربة ليست آمنة وليست ضرورية، وتحمل في طياتها القدرة على زيادة اللامساواة الفظيعة التي نشهدها، بدلاً من استخدام التعديل الجيني لإيجاد وضع تكون فرص الجميع فيه متكافئة فكريًا وسواها، يجب أن نعمل على إنشاء مجتمع يقدر الناس كما هم، في نطاق القدرات والتجسيدات". وخلال الحوار، طُلب من الجمهور عبر الإنترنت إعطاء علامة لمواقف المتحاورين الثلاثة. بعد المداخلات الافتتاحية، حصل رأي حسون حول عدم تعديل الجينات على أعلى نتيجة بنسبة 51 في المائة. ومع نهاية النقاش، كان التأييد للرأي الوسط وعدم تعديل الجينات هو نفسه تقريبًا، حيث حصل ميتزل على 36 بالمائة وحسون على 38 بالمائة، بينما حصل سافوليسكو على 25 بالمائة .

مشاركة :