شهدت الفترة الأخيرة زيادة في الوعي بمجال ريادة الأعمال الرقمية، خاصة بعد التطور التكنولوجي الكبير والتحول الرقمي ونمو شبكة الإنترنت، بنسبة تصل إلى 350% وفقًا للإحصائيات المتخصصة في الاقتصاد الرقمي الصادرة مؤخرًا، الأمر الذي أدى إلى لفت أنظار الكثير من الشباب نحو عالم ريادة الأعمال الرقمية كمجال بديل عن الوظائف التقليدية التي قد لا توفر لهم أبسط متطلبات الحياة. ربما تكون زيادة معدلات البطالة والتقلبات الاقتصادية هي العامل الأساسي لانتشار مصطلح ريادة الأعمال في مختلف أنحاء العالم، ولا يُمكننا الجزم كيف كان شكل ريادة الأعمال قبل ظهور التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وأجهزة الحاسوب والهواتف الذكية وأيضًا شبكة الإنترنت، ولكننا نُدرك جيدًا كيف أصبح بعد ظهور التقنيات الرقمية وانتشارها، إذن، يُمكننا القول إن للتكنولوجيا وتطورها دورًا كبيرًا في نمو ريادة الأعمال وانتشارها. اقرأ أيضًا: طرق تحقيق الثراء من المنزل.. اقتنص الفرصة بطبيعة التقدم التكنولوجي وما نشاهده من ظهور تقنيات رقمية حديثة، لا يخلو أي مشروع ناشئ أو شركة صغيرة أو حتى علامة تجارية كبيرة من إبداع وابتكار أو تطوير يعتمد بشكل أساسي على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما فيها الصناعات والأعمال التقليدية مثل التجارة؛ لذا أصبحت ريادة الأعمال الرقمية من المصطلحات المتداولة، فهي تعتمد على تأسيس مشاريع باستخدام تقنيات رقمية جديدة لتقديم المنتجات والخدمات، والتدريب والتجارة، وغيرها من المجالات الأخرى.– ما هي ريادة الأعمال الرقمية؟ من المعروف أن ريادة الأعمال الرقمية تعتمد كُلية على التكنولوجيا الرقمية؛ لبناء وإطلاق وتنمية الأعمال، فرواد الأعمال الرقميون يركزون على التجارة الرقمية، والتي هي عبارة عن مجموعة فرعية من التجارة الإلكترونية تُستخدم لتحديد الشركات التي تنشئ منتجات وخدمات رقمية يتم تسويقها وتسليمها ودعمها عبر شبكة الإنترنت، وتتمثل التجارة الإلكترونية في تقديم الكتب الإلكترونية والتعليم عبر الإنترنت ومواقع التوصيل وبرامج الحواسيب القابلة للتنزيل واستضافة المواقع الإلكترونية، وغيرها من الخدمات الأخرى التي تتم بشكل رقمي. المتطلبات الرقمية بلا شك أن ريادة الأعمال الرقمية تُركز على المنتجات والخدمات التي يُمكن تقديمها عبر شبكة الإنترنت ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي؛ لذا ينبغي على رواد الأعمال الرقميين تعزيز تواجدهم على شبكة الإنترنت وإنشاء موقع إلكتروني وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وتوفير المعرفة والحرص على المشاركة والابتكار والإبداع، كشرط أساسي للنجاح. اقرأ أيضًا: جذب القراء إلى المواقع الإلكترونية.. كيف يتحقق ذلك؟ وتتميز ريادة الأعمال الرقمية بالسهولة في ممارستها وإدارتها من أي مكان في العالم يتوفر فيه اتصال بشبكة الإنترنت، وسهولة الوصول والانتشار إلى عشرات الآلاف من المستهلكين، علاوة على ذلك مرونة في الوقت، ويمكن أن تكون القدرة الرقمية نفسها هي الميزة التنافسية للمنظمة؛ حيث الشركات والمؤسسات التي تُقدم منتجات وخدمات رقمية، يتم تسويقها، وتسليمها، ودعمها عبر شبكة الإنترنت.– الخيار الأمثل تُعد ريادة الأعمال الرقمية هي الخيار الأمثال بالنسبة للفئات التي تُفضل العمل عبر شبكة الإنترنت، خاصة أن هناك إحصائيات عالمية تُشير إلى أن إجمالي عدد مستخدمي الشبكة حول العالم يبلغ نحو 4.54 مليار شخص، وهو ما يُعد فرصة كبيرة لتعزيز التجارة الإلكترونية، وهنا قد يعتقد البعض بأن ريادة الأعمال الرقمية أسهل بكثير من الأنشطة التقليدية التي لا تعتمد على التقنيات الرقمية، وهذا خطأ، فهي تحتاج للكثير من الجهود لدراسة الطبيعة العامة لمستخدمي شبكة الإنترنت، وكم الوقت الذي يقضونه في البحث عن المنتجات داخل المتاجر الإلكترونية، واطلاع دائم ومستمر لمواكبة التغيرات التكنولوجية والتطور المتسارع الذي تشهده شبكة الإنترنت. وفي هذا الصدد، توقع عدد من الخبراء الاقتصاديين أن تشهد ريادة الأعمال الرقمية تقدمًا كبيرًا خلال الخمس سنوات المقبلة، في ظل وجود أكثر من 150 مليون مستهلك في الوطن العربي والشرق الأوسط للتجارة الإلكترونية؛ حيث من المتوقع أن يبلغ حجم التجارة الإلكترونية فى الوطن العربي نحو 45 مليار دولار بحلول عام 2022، إذن، فريادة الأعمال الرقمية هي الخيار الأمثل لكل من يُفكر في البحث عن مصدر دخل إضافي عبر شبكة الإنترنت. اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي.. هل ستنتصر الآلة على البشر؟
مشاركة :