الخليج تتابع رحلة علاج مريض بـ«كورونا» في غرف العزل حتى شفائه

  • 3/27/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دبي:إيمان عبدالله آل علي رحلة علاج مريض «كورونا» في غرف العزل الطبية، رحلة يملأها التحدي للانتصار على المرض، مقابل جهود كبيرة يبذلها الطاقم الطبي والتمريضي، للتصدي لهذا الوباء.غرف معزولة في زاويا المستشفيات، تمنع فيها الزيارات، لكنها في المقابل سخرت كل أنواع التكنولوجيا من أجل راحة المرضى، والتواصل بالصوت والصورة مع أقاربهم. ينقلنا د.جهاد عبدالله، استشاري الأمراض المعدية في مستشفى الرحبة، مسؤول الإشراف على تشخيص المصابين وعلاجهم ومتابعة حالاتهم، عبر رحلة متكاملة للتعرف إلى آلية استقبال المصابين، ونوعية العلاج والدعم المقدم لهم. أكد د.جهاد أن آلية تقديم الرعاية الطبية، تشمل طريقتين: الأولى للمرضى المشكوك في إصابتهم، بناء على أعراض معينة، أو مخالطتهم حالة مؤكدة، ويعزلون لمنع المخالطة حتى التأكد من الحالة. والثانية تتمثل بالحالات المؤكدة إصابتها، وتصل بسيارة إسعاف مجهزة؛ فالفريق الطبي في السيارة يرتدي الزي المتعارف عليه للتعاطي مع حالات الأمراض المعدية، ومدرب تدريباً متكاملاً للتعاطي مع الحالات، وتحدد مسارات للمريض للعبور في المستشفى، والدخول إلى غرفة العزل الصحي، عبر بوابات خاصة ومنفصلة عن التي يدخل منها الكادر الطبي والأمن والمرضى والموظفون. وبمجرد وصول سيارة الإسعاف، يعلن بمكبرات الصوت تنبيه بوصول حالة «كورونا» قادمة، بجملة «إنذار دلتا»؛ لإفساح الطريق، وابتعاد الجميع من المصاب، ورجال الأمن يراقبون ذلك للتأكد حتى لا يقترب أحد، وتخصص مصاعد للمرضى. رحلة علاج المريض وأضاف: بمجرد دخول المريض الغرفة، يكون بانتظاره الطاقم الطبي والتمريضي، مرتدين الزي الواقي المخصص للعزل، وتقدم الرعاية الطبية له، بداية من تعريف المريض بحالته الصحية وخطة العلاج، ومدة بقائه في العزل، وتعريفه بنوعية الفحوص التي ستجرى له، والأدوية التي سيتناولها، وأعراض المرض والمضاعفات المتوقعة، والخطة العلاجية تتمثل بأخذ المسحة كل أربعة أيام من الفم والأنف، ويستمر الأمر إلى أن تصبح النتيجة سلبية. والعلاج المستخدم حالياً هو الذي أقرته منظمة الصحة العالمية، والمتمثلة بأدوية مضادة للفيروسات، وأدوية علاج الملاريا كلوروكوين، وأدوية نقص المناعة المكتسبة، وأثبتت تلك الأدوية فاعليتها. آلية التواصل مع المريض نحرص على تنظيم آلية دخول الكادر الطبي والتمريضي على المريض، وتقليلها، منعاً لتكرار الدخول، ومنعاً لاستنزاف الموارد المتعلقة باللباس المخصص للعزل، وخصصنا دخول الممرضة ثلاث مرات على المريض على أوقات مختلفة، صباحاً، وظهراً، ومساءً، وتحرص الممرضة في تلك الأثناء، على إنجاز ثلاث مهمات في كل مرة، الأولى قياس العلامات الحيوية للمريض، والثانية إدخال الطعام إليه، والثالثة إعطاؤه الأدوية، ولا نتردد أبداً إذا احتاج المريض إلى شيء بالدخول عليه وتقديم الرعاية له، والطبيب يدخل مرة واحدة على المريض في اليوم لمعاينته، فضلاً عن ذلك نوفر للمريض آلية للتواصل بالصوت والصورة، مع الكادر الطبي والتمريضي، في كل الأوقات، عبر الاتصال عن بعد، وإذا استدعت الحاجة تدخل الممرضة عليه لتلبية احتياجاته. وأكد أن أغلبية المرضى، بنسبة 95%، في غرفة العزل الصحي العادية، وحالتهم مستقرة، ولا تستدعي دخولهم العناية المركزة، وأقل من 5% يحتاجون إلى العناية المركزة. اللباس العازل للوقاية وأكد أن الكادر الطبي والتمريضي، يحرصون على ارتداء اللباس العازل من أجل حماية أنفسهم، ويتمثل بالرداء الواقي المتكامل، والقفازات، والكمام الطبي، وغطاء الرأس لوقاية الشعر، وغطاء الأحذية، وواقٍ للوجه. الاهتمام بالجانب النفسي للمرضى وقال، إن بقاء المريض في العزل الصحي لمدة 14 يوماً وأكثر، قد يبعث على القلق والاكتئاب للمرضى، فضلاً عن ذلك فإن هناك فكرة سائدة أن المرض قاتل، ولكن الحقيقة أن 80% من المرضى يشفون تماماً دون أية مضاعفات، والمرض بحد ذاته قد يصيب المريض بألم في الجسم والحرارة، وهذا يجهده، وكلها عوامل قد تؤثر في نفسيته، واتخذنا أخيراً قراراً بتقييم الحالة النفسية للمريض، بمجرد دخوله من قبل استشارية نفسية، وتتواصل معه بالصوت والصورة، وإذا تطلب الأمر تراه شخصياً لمتابعة حالته النفسية. فضلاً عسن ذلك، نقدم لهم الورد نوعاً من الدعم، وتغير الحالة العامة لهم، وبعض المرضى يطلبون أن يأتيهم الطعام من منازلهم، وإن توافرت شروط السلامة في ذلك فنقدم لهم ذلك، ونوفر لهم جهاز «تابليت»، لمشاهدة ما يريدون والتواصل بالصوت والصورة مع أقاربهم وأصدقائهم، وكل شيء لا يتعارض مع اللوائح وقرارات العلاج نسمح لهم رفعاً لمعنوياتهم.وأوضح أن الزيارات ممنوعة لدواعي العزل ومنع انتقال المرض، خاصة أن تقنيات التكنولوجيا قد تجعل المريض وسط أهله بكبسة زر، وهذا الأمر يسهم في قدرتهم على التواصل الدائم، ولا حاجة للزيارات المباشرة. الأطفال المصابون وقال: يوجد مصابون من الأطفال، ولكن عددهم قليل جداً، وبشكل عام الأطفال لا يصابون بالفيروس، وإن أصيبوا فتكون الأعراض خفيفة جداً، ولكن قد ينقلونه إلى أقاربهم وجدودهم المسنين، وهنا تكمن الخطورة، وعادة عند إصابة الطفل، تكون والدته برفقته في غرفة العزل، وتوفر كل طرق الوقاية للأم، لمنع انتقال العدوى إليها. لحظة خروج المريض وقال، إن لحظة شفاء المريض وخروجه تكون لحظة سعيدة له ولذويه، وللكادر الطبي والتمريضي أيضاً، ومع ذلك نطلب منه البقاء 14 يوماً إضافية في المنزل، ليستعيد عافيته، ويستعد لممارسة حياته الطبيعية. ومعظم المرضى يخرجون بحال جيدة، ولا يعانون تعباً أو مضاعفات، وقليل يشعرون بالتعب، ويزول تدريجاً. وأكد أن الرعاية الصحية المقدمة في الدولة عالية جداً، وضمن أفضل المعايير العالمية، ومجتمع الإمارات فتي وشاب، ومن ثم نسبة الوفيات لدينا قليلة مقارنة بالدول الأخرى، والوعي والالتزام المجتمعي بادرة جيدة للتصدي للمرض، ونجد أن الالتزام أكبر من شعوب الدول الأخرى. إقناع الأهل وأكد أن ثمة تحديّاً نواجهه مع الأهالي، بقبولهم فكرة العزل الصحي، فدائماً يصرون على رغبتهم في رؤية ابنهم أو قريبهم، ونمنع ذلك حفاظاً على سلامتهم، ومن ثم نوفر لهم الطرق البديلة لمتابعة أقربائه بالصوت والصورة. شروط الوقايةوقال الدكتور جهاد: يوجد فريق متكامل في المستشفيات للتحكم بالعدوى، ويعمل على مدار الساعة، لمتابعة الكادر الطبي والتمريضي والمسؤولين عن التنظيف، وكل من يعملون في المستشفى، للتأكد من التزامهم بالمعايير وطرق الوقاية وشروط السلامة، فضلاً عن ذلك نجري فحصاً تقليدياً كل أسبوعين، للكادر الطبي والتمريضي، الذين يتعاملون مع المرضى المصابين مباشرة، حتى لو لم تظهر عليهم أية أعراض؛ لوقايتهم وحمايتهم والتأكد من خلوّهم منه. التحلي بالالتزام قال الدكتور جهاد: شاهدنا الكثير من الممارسات غير الأخلاقية لدى البعض، في عدد من الدول، كالهروب من الحجر الصحي، والبصق لنقل العدوى للآخرين، ولكن في الإمارات لم نشهد مثل تلك الممارسات، على العكس هناك التزام من المصابين، ومع الدعوات التي رفعت للبقاء في المنزل، نجد تعاوناً من أفراد المجتمع بالالتزام باتباع التعليمات.

مشاركة :