أبوظبي (الاتحاد) عندما تعاقد الجزيرة في صيف الموسم الماضي مع المونتينيجري ميركو فوسينيتش لاعب اليوفي أطلت بعض الرؤوس من أجل التشكيك في قيمة اللاعب، فمنهم من قال «كبير في السن»، ومنهم من قال «لم يشارك كأساسي مع اليوفي الموسم الأخير»، ومنهم من تطوع واستبق كل الأحداث وتنبأ له بالفشل. لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تماماً، فاللاعب المونتينيجري أضاف الكثير لقوة الجزيرة الهجومية، ومن مباراة لأخرى بدأ يقدم نفسه في ثوب «جلاد الحراس»، فلم يهدأ له بال إلا عندما يهز شباك المنافسين، ومن الأسبوع الأول بدأ يسجل، ثم واصل بهاتريك في الأسبوع الثالث في مرمى الإمارات، وثنائية في الرابع بمرمى الظفرة، و«سوبر هاتريك» في مرمى الزعيم العيناوي في الجولة الخامسة، ليسجل ميركو أفضل بداية له في تاريخه الاحترافي كلاعب كرة، ويمسح معاناته في بداياته مع «الكالشيو» الإيطالي في فريق ليتشي عام 2000. المطرقة ميركو فوسينيتش أنهى الموسم الكروي بدوري المحترفين ورصيده 25 هدفاً، متصدراً كل الهدافين، ولم يجد صعوبة منذ البداية في الانسجام سريعاً مع زملائه في الفريق الجزراوي من أول لحظة انضم فيها، برغم أنها التجربة الاحترافية الأولى له في منطقة الخليج، وكان دائماً يضرب للجميع المثل في التفاني من أجل ناديه حيث أنه يحرص دائماً على القيام بالدور الدفاعي، والعودة إلى المناطق الخلفية لمساعدة زملائه، كما أنه يملك شخصية قيادية تؤهله توجيه زملائه في اللحظات المهمة. ويملك فوسينيتش تاريخاً حافلاً بالإنجازات والأرقام في روما واليوفي، إلا أنه لم يحقق حلمه في الفوز بلقب الدوري مع الجزيرة، وخرج فريقه وصيفا لدوري الخليج العربي بعد الزعيم العيناوي، لكنه نال احترام الجميع، وترك بصمة قوية يصعب محوها بسهولة في دورينا، وهناك سر في شخصية هذا اللاعب الكبير، تعرفنا عليه من خلال الطبيب الإسباني خافيير رافينا الذي جاء خصيصا لعلاج فوسينيتش عندما أصيب في الدور الثاني وبقي معه 10 أيام، حيث أكد لنا خافيير أن فوسينيتش حينما كان يلعب في الدوري الإيطالي كان يؤكد دائماً أنه يشعر بالضيق والغضب كلما ينظر إلى مرمى المنافسين، وأنه يتمنى أن يهدمه هدما، وأن هذا الغضب هو الزائد هو الذي يجعله قاسيا على الحراس وعلى شباكهم. وبرغم كل أهدافه، وعطائه الكبير مع الجزيرة فإنه لم يكن راضياً أبداًعلى مركز الوصيف، واعتبر أن تجربته لم تحقق هدفها في الموسم الأول، لأنه لا يرضى إلا بالرقم واحد، ولا يقتنع إلا بالتتويج. ... المزيد
مشاركة :