شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في قمة قادة مجموعة العشرين «G 20» الاستثنائية الافتراضية التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية. وتأتي مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه القمة بصفتها ضيفاً ورئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وناقشت القمة، سبل تنسيق الجهود العالمية، وتكثيف التعاون المشترك والتضامن لمكافحة جائحة كورونا، والحد من تأثيراتها الإنسانية والصحية والاقتصادية على الشعوب والدول في أنحاء العالم كافة. وشارك في القمة أعضاء مجموعة العشرين وقادة الدول المدعوة، والتي تضم المملكة الأردنية الهاشمية، ومملكة إسبانيا وجمهورية سنغافورة وجمهورية سويسرا الاتحادية. كما شارك ممثلو المنظمات الدولية، وتشمل منظمة الصحة العالمية، وصندوق النقد الدولي، ومجموعة البنك الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة، ومنظمة الأغذية والزراعة ومجلس الاستقرار المالي، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة التجارة العالمية. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة انعقاد القمة الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون والتكاتف الدوليين للتصدي لفيروس «كورونا»، فالعالم كله يمر بظروف غير مسبوقة في ظل انتشار الفيروس، وتحوله إلى وباء عالمي يؤثر في كل مناحي الحياة على وجه الكرة الأرضية. وأعرب سموه عن خالص الشكر والتقدير إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة على المبادرة الكريمة، بالدعوة لعقد هذه القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين للعمل على تعزيز الجهود الدولية في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن عقد هذه القمة إنما يؤكد استشعار أعضاء مجموعة العشرين خطورة الموقف، ومسؤولياتهم الدولية خلال هذه الفترة الحرجة على المستوى العالمي، مشيراً سموه إلى أن هناك مجتمعات تحتاج إلى المساعدة والمساندة من الضروري الوقوف إلى جانبها، ومد يد العون لها، وأن يتجسد إيماننا بوحدة المصير الإنساني في أقوى صوره، لأن الخطر يستهدف الجميع دون استثناء. كما أشار سموه بشكل خاص إلى أن فئات مثل اللاجئين والنازحين والشعوب في مناطق الصراعات والحروب والأزمات خاصة في منطقة الشرق الوسط، تفتقر إلى أبسط إمكانات التعامل مع فيروس كورونا، ما يجعل الخطر عليها مضاعفاً، ومن ثم تحتاج من العالم كله الالتفات إليها ومساعدتها لمنع وقوع مآس إنسانية خطيرة في هذه المناطق. وشدد سموه على أن ما يزيد أهمية التعاون الدولي في مواجهة هذا الفيروس هو أن آثاره السلبية لا تتوقف عند الجانب الصحي فقط، وإن كان هو أخطرها وأشدها إيلاماً، وإنما تمتد إلى العديد من الجوانب الأخرى، أهمها الجانب الاقتصادي. وأوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات كانت منذ بداية ظهور أزمة فيروس «كورونا المستجد» حريصة على تأكيد تضامنها وتعاونها مع الدول المختلفة في التعامل مع هذا الفيروس، والدعوة إلى تعزيز دور المؤسسات الدولية المعنية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة في هذا الشأن. وقال سموه إن النجاح الاقتصادي والنمو التجاري والصناعات المتقدمة ليس لها معنى إذا فشلنا في حماية الإنسان وصون كرامته، وحفظه من فتك الكوارث البيئية والصحية، مؤكداً أن شعوب العالم قاطبة تترقب آلية فاعلة وابتكارات طبية عاجلة واستجابة سريعة للمخاطر العابرة للقارات وخططاً استراتيجية مستقبلية تحمي البشرية والبيئة معاً. وأضاف سموه: إننا في دولة الإمارات، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» ننسق الجهود في مواجهة انتشار الفيروس مع دول العالم، ونمد يد العون لكل محتاج إلى مساعدة.. وفي هذا الاجتماع نؤكد تعاوننا الكامل مع مجموعة العشرين بهذا الشأن. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن هذه الأزمة ستمر كما مرت مخاطر وأزمات كثيرة قبلها في تاريخ العالم، لكن مسؤوليتنا جميعاً خلال المرحلة الحالية أن نجعل مرورها في أقصر وقت ممكن، وبأقل الخسائر الممكنة، وهذا لا يتحقق إلا من خلال الإرادة القوية والعمل الجماعي المخلص والوعي بمتطلبات المرحلة.
مشاركة :