يتوسل عامل في القطاع الصحي بإيران المواطنين للتوقف عن شرب الكحولات الصناعية بينما كان يقف إلى جانب طفل يبلغ من العمر 5 أعوام تظهر عليه علامات المرض ولا يرتدي سوى حفاضات بلاستيكية. والطفل، الذي أصبح أعمى الآن بعد أن أعطاه والداه الميثانول السام بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنه يحمي من الإصابة بفيروس كورونا، هو مجرد واحد من مئات ضحايا الاعتقادات الخاطئة الخاصة بالوباء التي تجتاح إيران، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية. وتشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى مقتل ما يقرب من 300 شخص وإصابة أكثر من ألف حتى الآن بسبب تناول الميثانول في جميع أنحاء إيران. يأتي ذلك في الوقت الذي انتشرت فيه العلاجات المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، حيث لا يزال الناس ينتقدون الحكومة بشدة بعد أن قللت من أهمية الأزمة لأيام عدة قبل أن يغزو الفيروس البلاد. وقال الدكتور كنوت إريك هوفدا، اختصاصي السموم السريري في أوسلو، الذي يدرس تسمم الميثانول ويخشى أن يكون تفشي الفيروس في إيران أسوأ من الذي تم الإعلان عنه، «ينتشر الفيروس والناس يموتون، وأعتقد أنهم أقل إدراكاً لحقيقة أن هناك مخاطر أخرى حولهم». وتابع «إذا استمر الناس في شرب هذه المواد، سيكون هناك المزيد من الوفيات جراء التسمم». وبالنسبة لمعظم الناس، يسبب الفيروس التاجي الجديد أعراضاً خفيفة أو معتدلة، مثل الحمى والسعال الذي يزول خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وبالنسبة للبعض، وخاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية حالية، يمكن أن يسبب عارضاً أكثر حدة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي. ويواصل العلماء والأطباء دراسة الفيروس والبحث عن أدوية فعالة ولقاح مناسب. لكن في الكثير من الرسائل التي نشرتها حسابات على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية باللغة الفارسية يشار إلى أن مدرساً بريطانياً وآخرين تمكنوا من القضاء على فيروس كورونا بأنفسهم عبر شرب الكحول وتناول والعسل، وهو أمر لم تثبت صحته. ويخشى الخبراء الدوليون أيضاً من أن إيران لا تقدم تقارير كافية عن عدد الإصابات والوفيات جراء الفيروس، حيث قلل المسؤولون هناك من أهمية الفيروس قبل الانتخابات البرلمانية. وهذا الخوف من الوباء، إلى جانب إشاعات الإنترنت، أدى إلى إصابة المئات من الأشخاص بعوارض مرضية بسبب شرب الكحول غير المشروع الذي يحتوي على الميثانول في مقاطعة خوزستان جنوب غربي إيران ومدينة شيراز الجنوبية. وقال كيانوش جهانبور، المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، اليوم (الجمعة)، إن حصيلة وفيات فيروس كورونا ارتفعت إلى 2.378 شخصا بعد تسجيل 144 وفاة جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وصرح المتحدث للتلفزيون الرسمي بأن العدد الكلي للحالات المؤكدة زاد بمقدار 2.926 حالة ليصل إلى 32.332 إصابة، مضيفاً أن 2.893 من المرضى في حالة حرجة.
مشاركة :