بينما تكافح الدول في جميع أنحاء العالم لمواجهة الموت والفزع والقيود والاضطراب الاقتصادي الذي أحدثته جائحة فيروس “كورونا” ، ظهرت الصورة مختلفة تماما في ألمانياأقل بكثير من معدل الوفيات المرتفع في إيطاليا وفي ظل تلك الأحداث يتدافع الخبراء للوقوف على سبب إصابة ما يزيد عن ٣٤ ألف شخص بفيروس كورونا في ألمانيا، ما يجعلها خامس دولة من حيث عدد الإصابات، ولكن جاءت أعداد الوفيات أقل بكثير من الدول الأخرى. وبحسب ما أوردته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فقد تم تسجيل ١٧٢ حالة وفاة بسبب الفيروس التاجي في ألمانيا، وهذا يمثل ٠.٥ في المائة فقط من إجمالي عدد الإصابات ، وهو أعلى من الإنفلونزا الموسمية ولكنه أقل بكثير من معدل الوفيات المرتفع في إيطاليا والذي يصل إلى ١٠ في المائة تقريبا. في الواقع ، لا توجد دولة كبرى أخرى تقترب من ألمانيا وبالمقارنة ، سجلت الولايات المتحدة حوالي ٥٥ ألف حالة إصابة ، توفي حوالي ١.٤ بالمئة منهم ، حيث تجاوزت أعداد الوفيات ١٠٠٠ شخصا.مجهزة بشكل أفضل من معظم البلدان وأشار عدد من الخبراء أن ألمانيا مجهزة بشكل أفضل من معظم البلدان عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية، حيث أنها تمتلك ٢٨ ألف سرير للعناية المركزة، وهو أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي، كما أنها لم تتعرض للوباء في وقت مبكر مثل إيطاليا وأماكن أخرى، وبالتالي فقد كان لديها الوقت الكافي للاستعداد للفيروس التاحي المستجد. وَيعتقد العديد من الخبراء أن السبب الرئيسي وراء معدل الوفيات المنخفض نسبيًا هو العدد الكبير من الاختبارات الدقيقة التي تمكنت ألمانيا من إجرائها حيث أكدت السلطات الألمانية قدرتها على اختبار ١٦٠ ألف شخص اسبوعيا. وقال رايان في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: “لقد خضع المواطنون في ألمانيا لعملية اختبار صارمة للغاية، لذا فإن عدد الاختبارات وعدد الحالات المؤكدة ربما يكشف عن حالات أكثر اعتدالا كنسبة من الحالات الإجمالية، وهذا أمر مهم”. من جانبهم أوضح عدد من علماء الأوبئة في ألمانيا أن العامل المحتمل الآخر هو أن معظم حالات الإصابة في ألمانيا كانت بين الشباب، حيث بلغ متوسط عمر المصابين فيها ٤٧ عاما، مقارنة بـ٦٣ عاما في إيطاليا، لذلك لا يزال هناك خوف في ألمانيا من أنه إذا بدأ الفيروس في الانتشار بين كبار السن، فقد تشهد البلاد أيضا ارتفاعا في أعداد الوفيات.
مشاركة :