عززت حالة الطوارئ التي نشأت بسبب وباء كورونا المستجد، التقارب بين رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو ومنافسه بيني جانتس، واتفاقهما على بقائه في منصبه على رأس «حكومة كورونا» الوشيكة، على الرغم من اتهامه بالفساد، وذلك بعدما قرر جانتس في تطور مفاجئ في إطار اتفاق سياسي محتمل لتقاسم السلطة، التحالف مع نتنياهو من أجل تشكيل «حكومة طوارئ» لمواجهة الجائحة، لكن جانتس أعرب عن خشيته من تنصل نتنياهو من التناوب على رئاسة الحكومة. وظهرت الصحف «الإسرائيلية»، أمس الجمعة، تحت عناوين مثل «حكومة كورونا»، و«انقلاب كورونا»؛ إذ بدا مؤخراً أن سيناريو تشكيل حكومة بمشاركة جانتس أمر غير محتمل. وكان جانتس رئيس الأركان السابق وزعيم تحالف «كاحول لافان» (أزرق أبيض) قد كلف سابقاً بتشكيل حكومة بعد الانتخابات الأخيرة، وحصل بعدها على دعم 61 نائباً. والخميس الماضي، تخلى جانتس عن طموحاته لرئاسة الوزراء، وانتخب رئيساً للكنيست، ودعا «لتشكيل حكومة طوارئ وطنية» مع نتنياهو، مما أدى إلى تفكك تحالف «أزرق ابيض». وكتب المعلق الصحفي بين كاسبيت في صحيفة «معاريف» أن هذا التحالف وعمره أقل من عام «هو أصغر ضحايا كورونا». وأضاف أن جانتس «ضحى بطموحاته واتخذ في النهاية قراراً صعباً وشجاعاً، فقد اقتنع بأن المصلحة تتطلب منه الآن النزول عن الشجرة، في وقت الأزمات». ويرى المراقبون أن على جانتس رد تكليف الرئيس «الاسرائيلي» رؤوفين ريفلين في الأيام المقبلة لإسناده على الفور لنتنياهو الذي يمكنه بدعم جانتس أن يشكل حكومة تتمتع بأغلبية في البرلمان ومستقرة. من جهة أخرى، وعلى الرغم من قرار جانتس الذي يترأس حزب «حوسين ليسرائيل» (مناعة لإسرائيل) بالانضمام إلى كتلة أحزاب اليمين والحريديين بزعامة نتنياهو، وتقدم المفاوضات حول انضمامه إلى حكومة برئاسة نتنياهو، فإن علامة استفهام كبيرة تخيم على استعداد نتنياهو لتنفيذ التناوب على رئاسة الحكومة، وتعيين جانتس رئيساً لها، بعد سنة ونصف السنة. وقال عضو الكنيست من «مناعة لإسرائيل»، ألون شوستير، في تصريح إذاعي أمس: «آمل أن ينفذ رئيس الحكومة تعهده بشأن التناوب، لكنني لست متأكداً من أن هذا ما سيحدث». وكذلك فإنه ما زالت عدة قضايا عالقة بشأن تشكيل حكومة جديدة وانضمام جانتس إليها. وبرر جانتس خطوته بالانتقال إلى معسكر خصمه السابق نتنياهو، في تغريدة الليلة قبل الماضية، قال فيها مخاطباً شريكيه السابقين في كتلة «أزرق أبيض»، يائير لبيد، وموشيه يعلون: «أشكركما على الطريقة التي سرنا بها في السنة الأخيرة. وفي نهايتها أنا مؤمن بأنه يحظر جرّ «إسرائيل» إلى انتخابات رابعة في هذه الفترة العصيبة فيما تواجه الدولة أزمة كورونا وانعكاساتها، ونحن مختلفون حول ذلك». إلى جانب ذلك، ليس واضحاً بعد كيف سيتصرف حزب العمل، وما إذا كان رئيس هذا الحزب عمير بيرتس، وعضو «الكنيست» إيتسيك شمولي سينضمان إلى جانتس أو إلى الحكومة، أم إنه سيبقى في تحالفه مع حزب ميرتس. ولم يدل رئيس حزب «يسرائيل بيتينو»، أفيجدور ليبرمان، بأي تصريح منذ الخميس. كما أنه لم يؤيد ترشيح جانتس نفسه لرئاسة «الكنيست». وليس واضحاً كيف سيتصرف ليبرمان، علماً بأنه أيد حكومة وحدة، لكنه لم يتوقع تفكك كتلة «أزرق أبيض». (وكالات)