تراجعت أسواق المال العالمية القلقة جداً من تسارع انتشار وباء فيروس «كورونا» المستجد وخصوصاً في الولايات المتحدة، من جديد، أمس، على الرغم من الدعم المالي الذي أعلنت عنه الدول والمصارف المركزية، وسجلت مؤشرات البورصات ارتفاعاً في آسيا، وخصوصاً طوكيو (+3,88%)، متأثرة ب«وول ستريت» التي تقدمت عند الإغلاق، أول أمس الخميس؛ لكن أسواق المال في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، تراجعت من جديد أمس.في بورصة نيويورك، تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل حاد عند الافتتاح، أمس، بعد موجة صعود لثلاث جلسات هي الأفضل للمؤشرين ستاندرد آند بورز 500، وداو جونز الصناعي في نحو 100 عام، مع عودة المخاوف حيال الأضرار الاقتصادية لفيروس «كورونا» سريع الانتشار إلى الواجهة.ونزل داو 653.70 نقطة بما يعادل 2.90% إلى 21898.47 نقطة، وفقد ستاندرد آند بورز 74.0 نقطة أو 2.82% مسجلاً 2555.87 نقطة، وهبط المؤشر ناسداك المجمع 243.29 نقطة أو 3.12% إلى 7554.25 نقطة.وفي القارة العجوز، تراجعت بورصات باريس (2,75%) ولندن (3,83%) وفرانكفورت (1,76%) وميلانو (1,62%) ومدريد (2,06%).وكانت البورصات الأوروبية تمكنت من تسجيل ارتفاع لثلاثة أيام على التوالي حتى الخميس، على الرغم من ارتفاع الطلبات الأسبوعية لتعويضات البطالة التي وصلت إلى مستوى قياسي تاريخي بلغ 3,3 مليون.وأقر مجلس الشيوخ الأمريكي خطة «تاريخية» تبلغ قيمتها 2000 مليار دولار، يفترض أن يتبناها مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، أمس الجمعة، قبل أن يوقعها الرئيس دونالد ترامب ويصدرها.من جهته، وعد رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مقابلة مباشرة نادرة الخميس بأن تواصل مؤسسته إقراض المال «بجرأة»؛ لمكافحة التأثير الاقتصادي لوباء «كوفيد-19». وأثارت هذه التصريحات جواً من التفاؤل في أسواق المال.وأعلن قادة مجموعة العشرين خلال قمة افتراضية استثنائية الخميس أيضاً عن نيتهم ضخ «أكثر من خمسة آلاف مليار دولار» في الاقتصاد العالمي؛ «للحد من الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والمالية للوباء»، وأقرت ألمانيا خطة إنقاذ تاريخية تبلغ قيمتها ألف مليار يورو، حتى أن إشارة أولى إلى تهدئة بين بكين وواشنطن ظهرت بعد سلسلة من تبادل الهجمات الكلامية. فقد أكد الرئيس الصيني شي جين بينج، الجمعة، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب أنه على بلديهما، وعلى الرغم من خصومتهما، «الاتحاد لمكافحة كوفيد 19»، كما ذكرت وسيلة إعلام رسمية صينية.وقال تانجي ليبو الخبير الاستراتيجي في مجموعة الوساطة المالية «أوريل بي جي سي»: «الآن تجاوبت الأسواق مع الخطط الاستثنائية التي أطلقتها السلطات في الآونة الأخيرة؛ لكننا نعتقد أن ارتفاع المؤشرات سيتوقف».في المقابل وبعد انخفاضها، الخميس، ارتفعت أسعار النفط. ونحو الساعة 06:45 بتوقيت جرينتش بلغ سعر برميل نفط تكساس الوسيط الأمريكي 23,01 دولار بزيادة 1,81% على الخميس، بينما ربح برميل نفط برنت بحر الشمال 0,23% ليصل سعره إلى 26,4 دولار.وفي آسيا، ارتفع المؤشر نيكاي في بورصة طوكيو للأوراق المالية، أمس، وحقق أكبر مكسب أسبوعي على الإطلاق؛ إذ دشن صانعو السياسات في أنحاء العالم حزمة من مساعي التحفيز؛ للحد من الضرر الاقتصادي لفيروس «كورونا».وصعد المؤشر 3.9% إلى 19389.43 نقطة، ليعوض معظم خسائره البالغة 4.5% التي تكبدها يوم الخميس، وقفز المؤشر ما يزيد على 200 نقطة في الدقيقة الأخيرة من التداولات؛ بفعل عمليات شراء من جانب المستثمرين الخاملين، لإعادة استثمار توزيعات أرباح متوقعة.وفي الأسبوع، صعد المؤشر 17.1%، لكنه لا يزال منخفضاً 18% منذ بداية العام عقب الانتشار الضخم للفيروس، والذي أطلق أزمة اقتصادية عالمية، وتراجعاً في الأسواق المالية.ويقول مسؤولون حكوميون ومشرعون: إن من المتوقع أن يأمر رئيس الوزراء شينزو آبي مجلس وزرائه بوضع حزمة اقتصادية بإنفاق قيمته 135 مليار دولار أو أكثر.(وكالات)
مشاركة :