كتب - أحمد سيد: حققت شركة الديار القطرية نصرا قضائيا في لندن، حيث تم رفض طعن قانوني ضدها لمنع إعادة تطوير مبنى مركز شل على الضفة الجنوبية لنهر التايمز. وأشار الموقع الإخباري لقناة "B B C" إلى أن محكمة الاستئناف أصدرت حكمها الخميس الماضي بعد معركة قضائية طويلة قادتها الديار القطرية وشريكتها في المشروع شركة "كناري وارف" للدفاع عن مشروع تطوير موقع برج مركز شل، من اتهامات حول تشويه الطراز المعماري لتلك المنطقة، حيث يؤكد مطورو المشروع أنه سيساهم في انعاش الاقتصاد البريطاني والمساهمة في حل مشكلة السكن المزمنة في تلك المنطقة من العاصمة البريطانية. وكان الكاتب والناشط البريطاني جورج تيرنر قد حاول الاعتراض على المشروع الذي تصل استثماراته إلى 1.3 مليار جنيه استرليني باعتباره تراثاً ومعلماً مهماً في لندن، لكن القضاة في محكمة الاستئناف رفضوا هذه الادعاءات وأصدروا قرارهم بمنح الموافقة على المخطط العام لبرج مركز شل الذي قدمته الديار القطرية. وفي أول رد فعل بعد قرار المحكمة، أورد الموقع الإخباري البريطاني "bdonline.co.uk" المتخصص في الشؤون العقارية، تصريحاً للكاتب جورج تيرنر، قائلاً: "لقد سحقت تماماً، وأعتقد أن هذا الحكم نهاية الطريق للجهود الرامية إلى وقف مشروع تطوير مركز شل" . وكانت إدارة بلدية "لامبث" البريطانية الواقع فيها مركز "شل" قد وافقت في مايو 2012 على تطوير مشروع تطوير المنطقة المحيطة ببرج "شل" بموافقة غالبية أعضائه، ويعتبر هذا المشروع من أضخم المشروعات التطويرية التي ستتم في الضفة الجنوبية من نهر التايمز البريطاني. وتصل مساحة المشروع إلى 134.700 متر مربع، فيما تصل المساحات السكنية والمكتبية والتجارية إلى1.6 مليون قدم مربعة حيث يضم تطوير برج شل الرئيسي ذي الـ 27 طابقا، وإقامة 8 بنايات عملاقة تضم 877 منزلا، إلى جانب عدد من المحلات التجارية والمكاتب الإدارية. ومن المتوقع الانتهاء من الأعمال المعمارية والهندسية للمشروع في عام 2019 ، حيث أعلنت الإدارة المشتركة لكل من شركة "الديار القطرية المملكة المتحدة" ومجموعة كناري وارف عن خُططهما المستقبلية لإعادة تطوير منطقة "ساوث بنك" في لندن، حيث يقع برج مركز شل الشهير في القلب منها، وذلك لإقامة مشروع عمراني فريد من نوعه ومتعدد الاستخدامات، يتميز بتصميمات معمارية عالية الجودة. ومن المقرر أن يضم هذا المشروع مساحات سكنية وتجارية ومكتبية إلى جانب ساحات عامة مفتوحة وخلابة، فيما سيتم مد شبكة طرق للمشاة قرب محطة ووترلو بمنطقة ساوث بنك على نهر التايمز. كما أن أعمال توسعة شارع "تشيشلي ستريت" ستتيح سهولة الوصول إلى "عين لندن" ، فيما سيوفر "سيتي سكوير" الواقع في قلب المخطط الهندسي، ساحة مفتوحة ليساعد السكان والزوار على حرية وسهولة الحركة في المنطقة. وسوف يظل البرج الشهير "شل سنتر تاور" في مقره الحالي الذي تشغلة حاليًا شركة شل، التي ستحصل على مساحة إضافية تقدر بنحو 245 ألف قدم مربعة، وسيُرفق بالبرج ثمانية مبانٍ جديدة، منها مبنى يتضمن مكاتب جديدة وطوابق تجارية خاصة بشركة شل، حيث تقدر المساحة المكتبية في المشروع بنحو 800,000 قدم مربعة (شاملة برج شل سنتر تاور)، إضافة إلى وحدات جديدة للبيع بالتجزئة ومطاعم ومقاهٍ تبلغ مساحتها نحو 80 ألف قدم مربعة، سيتم إلحاقها بمساحة سكنية تقدر بنحو 800,000 قدم مربعة تضم ما يصل إلى 790 منزلاً جديدًا، شاملاً الإسكان المخصص لمحدودي الدخل. وسوف يتضمن المشروع مركزًا للطاقة من شأنه أن يحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن أعمال التطوير ويوفر حلولاً فاعلة ومستدامة، مع الاستفادة الكاملة من الفرص التي تتيحها الاستخدامات المتنوعة بالموقع. كما سيتم تصميم نظام لربط شبكة التدفئة بالحي تمهيدًا لتعميمها على منطقة ساوث بنك ككل. وفي تصريح سابق للسيد جورج أياكوبيسك، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة كناري وارف، قال فيه: "يسرني أن تتاح لنا الفرصة للعمل على تطوير وتجديد مركز شل، هذا الموقع الذي يحظى بأهمية تاريخية بالغة. وتتمثل رؤيتنا في مكان مثالي يستمتع الناس بالعيش والعمل فيه، كما أننا نتطلع إلى العمل مع السلطات المحلية والمجتمع لضمان حصول المقيمين على أفضل الفرص الممكنة من هذا التطوير العمراني الجديد" . يشار إلى أنه تم استطلاع آراء ما يزيد على 1000 مواطن وشركة وزائر للوقوف على ملامح أعمال التطوير المستقبلية، عبر مشاورات أهلية موسعة على مدار عام كامل، الأمر الذي أسهم في تشكيل ملامح المخطط الرئيس للموقع، الذي نفذه مكتب "سكواير أند بارتنرز" للاستشارات الهندسية. جدير بالذكر أنه في شهر يوليو من عام 2011 وقعت شركة الديار القطرية ومجموعة كناري وارف اتفاقًا مع شركة "رويال دتش شل" لإعادة تطوير موقع مركز شل في منطقة ساوث بنك، في قلب لندن. وبمقتضى هذا الاتفاق تأخذ الشركتان الموقع الذي تبلغ مساحته 5,25 فدان على سبيل الإيجار لمدة "999" سنة، بحيث تظل شركة شل المالك الحر للموقع. وسوف يكون هذا المشروع التطويري متعدد الاستخدامات، حيث سيضم مساحات سكنية وتجارية ومكاتب، بعد خضوعها لنقاش عام والموافقة على الخطط الموضوعة. أما البرج الشهير الذي يتكون من 27 طابقًا ويقع في وسط مركز شل، فستحتفظ به شركة شل. كما ستأخذ شل أيضًا مساحة 210,000 قدم مربعة في واحد من مباني المكاتب الجديدة التي سيتم بناؤها في الموقع. وتتعهد شركة شل بعودة كامل طاقم العمل في لندن إلى الموقع بعد إعادة تطويره.
مشاركة :