أكد مديرو جامعات أن نظام «التعلم عن بعد» الذي تم تطبيقه أثبت جدارة ونسبة نجاحه تجاوزت 90% سواء في المدارس أو الجامعات والكليات والمعاهد، مرجعين ذلك إلى استثمار الدولة في مجال التكنولوجيا والخدمات الإلكترونية منذ أمد بعيد وتسخيرها العملية التعليمية، ما جعل عملية تطبيقه سلسة، كما أن الدراسة عن بعد من الممكن أن تحل مستقبلاً محل الدراسة المباشرة وخصوصاً عند حدوث الأزمات، وهذا ما أثبته الواقع الحالي. وأشاروا إلى أن معظم إدارات الجامعات تمتلك بنية رقمية متميزة مكنتها من التواصل والتفاعل بصورة ميسرة مع الطلبة، سواء كانوا داخل الدولة أو خارجها، مبينين أنه في حال استمرار الدراسة عن بعد حتى نهاية العام على الجامعات أن تهيئ بيئاتها التعليمية حتى تتمكن من إجراء امتحانات النصف أو الأخيرة عبر أحدث الوسائل حتى يتم التقييم الصحيح للطالب، وهو ما أصبح تحدياً لا بد للجامعات من تجاوزه، وحتى تحقق شفافية في الامتحانات تصل إلى درجة صفر غش. ولفتوا إلى أن هناك تحديات تقنية تتمثل في نوعية الاتصال بشبكة الإنترنت، وأخرى أكاديمية، ومنها عدم تطوير مهارات التواصل بالمستوى الذي تفرضه الحياة العملية، إضافة إلى عدم الاستفادة بالشكل الكافي من الأنشطة والفعاليات الطلابية التي تغني تجربة الطالب خلال فترة تحصيله العلمي، كما أن الأزمة العالمية أتاحت فرصة للمؤسسات التعليمية والمعلمين وأولياء الأمور والطلبة لاكتشاف الفوائد العديدة للتعليم عن بعد. تجربة وأكد الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة أن الجامعة رائدة في التعلم عن بعد، لأنها كانت مهيأة من قبل، واستمرت في الدراسة عن بعد منذ السابع من مارس الماضي. والأسبوع المقبل تبدأ عطلة الربيع في الجامعة، وخلال التجربة فإن نسبة نجاح التجربة تجاوزت 90%، مشيراً إلى أن الجامعة تعد أكبر الجامعات من حيث الطلبة الذين بلغ عددهم 15 ألف طالب وطالبة، منهم 2100 طالب دراسات عليا لماجستير ودكتوراه من 100 جنسية، ومشاريع بحث علمي ومشاريع تخرج، إضافة إلى 114 برنامجاً أكاديمياً معتمداً، وأكثر من 50 برنامجاً في الدراسات العليا والدكتوراه، كما أن هناك فروعاً للجامعة تتم فيها الدراسة عن بعد عن طريق التلفزة و(أون لاين) وخلافها من البرامج. ونوه بامتلاك الجامعة بنية رقمية مكنتها من التواصل مع عدد كبير من طلابها خارج الدولة من خلال تفاعلهم مع المحاضرات أو التواصل مع الإدارة لأي استفسارات، مبيناً أن الإدارة تفكر في كيفية إجراء امتحانات المنتصف والامتحانات النهائية في حال استمرار نظام التعلم من بعد، بحيث يأخذ كل طالب حقه بعيداً عن عملية الغش التي لا بد من أن تكون صفراً. محاضرات وأضاف إن الجامعة بثت 8064 محاضرة افتراضية تفاعلية مباشرة منذ بدء عملية التعلم عن بعد، والتي تتم بشكل متزامن في نفس توقيت المحاضرات الأصلية على منظومة إدارة المساقات، حيث يلتقي فيها كافة الطلبة المسجلين في المساق كل في مكان تواجده مع أستاذ المادة المتواجد في مكتبه بنفس التوقيت للشرح والتفاعل التام. كما تم تسجيل هذه المحاضرات ليتمكن الطالب من الاطلاع عليها ومتابعتها في أي وقت يناسبه، حيث بلغ زمن المحاضرات المباشرة أكثر من 25 ألف ساعة تلقاها أكثر من 15 ألف طالب وطالبة بالجامعة على اختلاف أماكن تواجدهم سواء المقيمين داخل الإمارات وخارجها، باستخدام الأجهزة الإلكترونية المتاحة لديهم، إضافة إلى 10500 ساعة تدريب إكلينيكي و16800 ساعة تدريب ميداني و3600 دروس مخبرية. مساقات وأفاد الدكتور كريم الصغير مدير جامعة عجمان بأن الجامعة خاضت تجربة التعلم عن بعد في العديد من المساقات قبل ظهور هذه الأزمة العالمية الحالية. وذلك عندما تلقت تعميم وزارة التربية والتعليم العالي باعتماد جميع المؤسسات التربوية، ومنها الجامعات آلية التعلم عن بعد، كما أن الجامعة استثمرت في التقنيات الحديثة ما مكنها من الاستفادة مما أبدته مفوضية الاعتماد الأكاديمي مؤخراً حول إمكان طرح ما نسبته 25% من المناهج تعليماً إلكترونياً، فتم إعداد برامج تدريبية مكثفة للهيئة التدريسية مكنتهم من استخدام المنصات الإلكترونية بالشكل الأمثل، مبيناً أن خطة الجامعة للتعلم عن بُعد شهدت نسبة حضور للمحاضرات تصل إلى 99%، وحضر الأسبوع الأول إجمالي 6050 طالباً وطالبة، موزعين على 1935 شعبة. تحديات وأضاف أن التعلم عن بعد له إيجابيات عديدة، فهو يختصر الجهد والوقت والتنقل على الطلبة، كما فيه إتاحة للطالب لأن يتحكم في المحتوى التدريسي ولا سيما في ظل تسجيل كافة المحاضرات ووضعها على نظام MOODLE، وبالتالي يمكن للطالب إعادة ما تم شرحه خلال فترة المحاضرة لفهم المادة بصورة أعمق، وتحقيق أمثل لمخرجات التعلم، وهذا يؤهل الطلبة لسوق العمل الذي بات يعتمد على التواصل الإلكتروني أكثر من أي وقت سابق. تطويع وقال الدكتور حسام حمدي مدير جامعة الخليج الطبية إن الجامعة تعمل على تطويع المناهج الأكاديمية، بما يخدم فلسفة التعلم عن بعد، ويؤدي إلى مخرجات تعليمية ذات جودة عالية، وإن الدولة استثمرت في المجال التكنولوجي والرقمي بصورة كبيرة مكن الجامعات من تحقيق نسبة نجاح عالية في التعلم عن بعد، مستشهداً بالنماذج التعليمية لجامعة الخليج الطبية وتوجهاتها، إضافة إلى جهودها في تعزيز تواصل طلبتها من المراحل الإكلينيكية المتقدمة عبر الاستفادة من التقنيات الرقمية، لضمان تحقيق نتائج أكاديمية وعلمية متقدمة. مسافات بعيدة وشدد الدكتور جلال حاتم مدير جامعة أم القيوين على أن الدولة حرصت على سلامة شعبها بكافة فئاته من مواطنين ومقيمين على أرضها من خلال تطبيق مبادرة التعلم عن بعد، كما حرصت على سير العملية التعليمية في كافة المراحل الدراسية وبشكل لا يقل جودة عن المحاضرات الصفية. مبيناً أن تجربة جامعة أم القيوين في عملية التعلم عن بعد ليست وليدة اليوم، بل كانت تستخدم بين فترة وأخرى وذلك في ما يخص الواجبات والأبحاث، كما أن التجربة شهدت نجاحاً كبيراً وتفاعلاً من الطلبة في كافة مساقاتهم. تحديات أوضح الدكتور كريم الصغير أن هناك تحديات تقنية تتمثل في نوعية الاتصال بشبكة الإنترنت، وأخرى أكاديمية، ومنها عدم تطوير مهارات التواصل بالمستوى الذي تفرضه الحياة العملية، إضافة إلى عدم الاستفادة بالشكل الكافي من الأنشطة والفعاليات الطلابية التي تغني تجربة الطالب خلال فترة تحصيله العلمي.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :