«العمل عن بُعد».. تجربة تؤتي ثمارها

  • 3/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تجربة جديدة يخوضها الجميع في سوق العمل من خلال آلية العمل عن بُعد، وعلى الرغم من أن الأجواء مختلفة عن البيئة الأصلية التي كان الموظف يؤدي عمله فيها، إلا أن الكثيرين من الموظفين أثبتوا أنهم جنود مجهولة يعملون في ميدان آخر، تماهياً مع الرؤى الوطنية، ومن ثم استجابة للظرف الراهن لكي تستمر منظومة العمل بكامل كفاءتها في ظل تفشي وباء «كورونا» المستجد، لكن هذه التجربة بكل حمولتها خلقت تحدياً آخر، وأعطت كل موظف الفرصة للعمل في مناخ مريح، وهو متسلح بالمسؤولية لتمارس أيضاً المرأة العاملة دورها بكل عزم جنباً إلى جنب مع الرجل لتكتمل بيئة العمل الجديدة في زمن التحديات. لا تخفي الإعلامية منال أحمد أنه في مثل هذه الظروف فإن العمل عن بُعد ضرورة، ورغم أن تجربة بهذا الشكل جديدة بشكل كلي على جميع الموظفين إلا أنها مفيدة في الوقت نفسه، حيث تضعنا جميعاً أمام مسؤولية مجتمعية من خلال التفاعل الإيجابي مع تفشي «كورونا» وتهديده لحياة الناس، فضلاً عن الجهود المبذولة من أجل احتوائه وهو ما يجري حالياً على قدم وساق، لافتة إلى أنها تشعر بأن التحدي الحقيقي يتمثل في أداء المهام الوظيفية بالكفاءة المعهودة ذاتها، وأن ذلك من الممكن أن يتحقق من خلال تهيئة بيئة العمل في المنزل لتتناسب مع الظرف الطارئ، وتعتقد منال أن هذه الأزمة أثبتت أن الموظف مبدع في كل حالاته، حيث يواصل مسيرة النجاح رغم كل الصعاب. منظومة عمل ويرى أحمد إبراهيم (موظف)، أن هذه التجربة لها مكاسبها، فهي تجعل كل رب أسرة في هذا الظرف الراهن يشعر بالأمان، ومن ثم الاطمئان على أسرته كونه بجانبهم طوال الوقت، لكنّ هناك تحدياً كبيراً يتمثل في أن كل موظف يجب أن يعمل بالطاقة نفسها التي كان يؤدي بها دوره في بيئة العمل الأصلية، ويرى أن هذا الظرف الطارئ يتطلب أن يستجيب كل موظف لمنظومة العمل عن بُعد التي أدلى كل واحد فيها بدلوه، وأصبح النموذج الجديد يبرهن على أن الإدارة المنظمة، لا بد من أن تجني الثمار. أجواء البيت ويؤمن جاسم الحمادي (موظف)، أن المتغيرات التي يشهدها العالم تضع كل إنسان أمام مسؤولية جسيمة، وبالأخص مجتمع الموظفين، مبيناً أن أجواء البيت مخنلفة عن أجواء بيئة العمل، كما أن الموظف الذي يستقيظ مبكراً تكون لديه قدرة على إنجاز أكبر قدر من المهام المكلف بها، وأنه من المفترض أن تكون لديه غرفة خاصة مجهزة بكل شيء من أجل التكيف مع بيئة العمل الجديدة بعيداً عن ضجيج الأطفال، لافتاً إلى أنه من الممكن في مثل هذه الظروف المريحة أن يعمل الموظف فترات متقطعة لكنها قد تكون في النهاية أطول من الساعات العادية، وهذا دليل على حب العمل والتفاني في الظروف الصعبة. إنجاز ومهارات أما أمين محمد (موظف بأحد البنوك)، فيشير إلى أنه منذ تطبيق آلية العمل عن بُعد وهو يشعر بمسؤولية أكبر، وأن العامل المهم في الإنجاز تمثل في توافر التقنيات التي أتاحت التواصل مع المديرين، وأنه بالفعل يعمل في أجواء مختلفة عما تعوّد عليه، لكنه يسابق الزمن ويستيقظ في نفس مواعيد العمل ويواصل إنجاز مهامه بكل جدية، وأنه سعيد لتحقيق العديد من الإنجازات في الفترة الماضية، موضحاً أنه من خلال هذه التجربة اكتسب مهارات جديدة، وأنه يعمل بشكل منتظم أكثر من الوقت المحدد وبراحة تامة وبحيوية ونشاط، وهو وسط أسرته في مثل هذه الظروف. أسلوب علمي تقول الفنانة التشكيلية كريمة الشوملي: «العمل إبداع، وإذ توافرت كل الظروف للموظف لكي يعمل من داخل المنزل بالكفاءة نفسها التي كان يعمل بها داخل مكان العمل، فمن الطبيعي أن يزداد إنجازه وهو ما يحدث حالياً في ظل تفشي وباء «كورونا» المستجد، حيث إن مؤسسات العمل ألزمت موظفيها بالعمل عن بُعد ضماناً للسلامة، وهو ما وضع كل موظف في تحدٍ جديد، ومن الواضح أن التجربة خلال الفترة الماضية أثبتت فعالياتها على الصعد كافة، خاصة أن كل موظف يجتهد في الوقت الراهن من أجل تقديم أفضل ما لديه وبأداء جمالي خالص، وهو ما يجعل كل المؤسسات في حالة استعداد للتعامل مع الظروف الطارئة بأسلوب علمي منظم من خلال اتباع التعليمات». وتشير الشوملي إلى أن هذه المرحلة تحتاج من كل فرد أن يكون على قدر المسؤولية، وأن يعمل بروح الفريق الواحد من أجل أن تظل وتيرة العمل متسارعة وتلبي الطموحات. ابتكار أساليب جديدة تورد الاستشارية الأسرية دعاء صفوت أن العديد من الموظفين أدركوا أنهم أمام ظرف مختلف، وأنه من منطلق التماهي مع الظروف التي يعيشها الجميع حالياً بسبب «كورونا»، فإنهم عملوا على تهيئة البيوت وأعدوا العدة، خاصة أن كل موظف أصبح يجلس وسط أسرته مطمئناً على نفسه وعلى أبنائه وأسرته ككل، وهو ما يجعل بيئة العمل في البيت أكثر أماناً بخاصة المرأة العاملة التي أمامها تحدٍ آخر، حيث تواصل عملها بكفاءة، ومن جهة أخرى تؤدي ما عليها من أدوار أسرية كثيرة، باعتبارها سيدة المهام الصعبة. وترى دعاء أن العمل عن بُعد تجربة جديدة يخوض غمارها جميع الموظفين، وهو ما يملي عليهم ابتكار أساليب جديدة لترتيب بيئة العمل في المنزل، داعية الجميع إلى تهيئة مكان خاص وتوفير جميع الأدوات كجهاز الكمبيوتر والإنترنت وغيرها من الوسائل الأخرى التي تمكنه من ممارسة مهامه في أجواء مثالية، تضع الموظف أمام تجربة جديدة، ليكتسب مهارات عدة.

مشاركة :