فارق الحياة لأنه عجز عن دفع إيجار المسكن

  • 3/28/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بعد سنين وهو يقف أمام طلبته يعلمهم قواعد اللغة وأساليب الكتابة توقف قلب المعلم حسين قهرا بعد أن طلب منه وعائلته مغادرة الشقة التي يستأجرها عندما عجز عن دفع متأخرات إيجار عام كامل. في الحي الغربي للعاصمة اليمنية التي تسيطرعليها ميليشيا الحوثي كتبت نهاية مفجعة لمعلم اللغة الإنجليزية الذي وهب حياته ووقته لتعليم طلابه وظل يعمل طيلة ثلاثة أعوام رغم إيقاف الحوثيين رواتبه وزملاءه، إلا أنهم استمروا في أداء رسالتهم، مع أنه كان يعاني من أمراض مزمنة وليس له في هذه الدنيا سوى ابنة واحدة أنجبها عبر الأنابيب بعد انتظار عشرة أعوام. حاول مجابهة الظروف الصعبة عبر إعطاء الدروس الخصوصية، فيما عملت زوجته على بيع الحلوى، وتذهب ابنتها لتصوير حفلات الزفاف إلا أن العائد كان بسيطاً وبالكاد يغطي الاحتياجات اليومية، وتراكمت إيجارات المنزل على الأسرة حتى قاربت المليون ريال يمني. إلى جانب ديون أخرى لصاحب البقالة والصيدلية، قبل أن يطلب منهم مالك الشقة مغادرتها فوراً بعد أن عجزوا عن دفع ما عليهم من إيجارات متأخرة. تروي الابنة مها اللحظات الأخيرة للمأساة، وتقول في ذلك اليوم عاد أبي إلى البيت يتملكه الجوع والعطش وطلب مني تجهيز أي طعام، إذ إن والدتي ذهبت إلى أحد الأقارب لتطلب منه مبلغًا من المال سلفة نقدية لدفعه لمالك الشقة، لتهدئته وجعله يؤجل قرار طرد الأسرة. ذهبت البنت ذات ال18 عاماً إلى المطبخ وتركت والدها أمام التلفاز في حالة إرهاق شديد وحينما عادت ووضعت الطعام أمامه وجدته غير قادر على التنفس فقامت مسرعة لإحضار الدواء الخاص بالضغط والسكر ولكنها عادت وقد فارق الحياة. خرجت مذعورة إلى سلم العمارة تصرخ وتستنجد بالجيران لإسعافه ولكن القدر كان أسرع فقد أكد الأطباء انه فارق الحياة، ومع هذه اللحظة فتح أمامها فصل جديد في الصراع من أجل البقاء في بلد يقاسي الملايين من سكانه من الجوع والفقر والأوبئة . كانت مها تحلم بالالتحاق في كلية الإعلام إلا أن وضع أهلها والوضع العام في البلاد جرها للتسجيل في كلية التجارة، بعد وفاة والدها. ودعت الجامعة أيضا وتركت الحزن جانبًا وبدأت مشوار الحياة من جديد للمساعدة في سداد ما عليهم من ديون فذهبت إلى شركة تعمل في مجال التصوير وتم قبولها إذ سبق لها أن التحقت بدورة خاصة بهذا المجال وهي هوايتها المفضلة أيضًا. وتقول، حصلت على عائد مادي يغطي احتياجاتي ووالدتي وتسديد جزء من الديون التي كانت متراكمة على والدي وبرعت في تصوير حفلات التخرج والأفراح وجميع المناسبات. وفي اغلب مناسبات الحي تكون الفتاة حاضرة بابتسامتها الطفولية توثق للجميع سعادتهم وتخفف ما بداخلها من ألم.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :