أستاذ قانون دولي يصدر دراسة تحليلية لخطابات زعماء الدول حول كورونا

  • 3/28/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قالت الدكتورة نورهان موسى، أستاذ القانون الدولي وخبيرة العلاقات الدولية، إنه لأول مرة في التاريخ الحديث تواجه كل دول العالم نفس الخطر والتحدي، وعليه تباينت ردود الفعل، ولكن يمكن أن تكون هي المرة الأولى التي تكون كافة الدول على طبيعتها في التعامل، وكذلك أول اختبار حقيقي عما تصدره من مبادئ بدافع التدخلات في الشئون الداخلية أو إعطاء مميزات لأنفسهم لا يستحقونها. وأوضحت خبيرة العلاقات الدولية، في تصريحات صحفية لها، أن فيروس كورونا ما هو إلا امتحان حقيقي لكل الأنظمة سواء في الدول المتقدمة أو النامية، لنجد أن معظم الدول التي نادت وتفاخرت بتطبيقها لحقوق الإنسان والتنظير على غيرها، نجدها في أول اختبار تحت ضغط بعيدة كل البعد عن هذا، مؤكدة أنه بتحليل بعض الخطابات والقرارات يتبين من يحقق مبادئ حقوق الإنسان ومن يتاجر بها لتحقيق مكاسب سياسية. وفي دراسة جديدة لها، حللت موسى، خطاب رئيس الوزراء البريطاني قائلة: "نجد ألفاظ الخطاب العام الموجه للشعب لا يصنف أبدا بتماشيه مع أي من مبادئ حقوق الإنسان، ولقي الخطاب موجة من الذعر والخوف وكذلك غضب من الألفاظ المستخدمة في خطاب جونسون، وعليه لم يشعر المواطن أنه الأولوية الأولى لدولته ولكن اتسم الخطاب بلغة سافرة وجامدة مفتقد لأي من مبادئ الإنسانية"- على حد قولها. وفيما يتعلق بالخطاب الأمريكي، كشفت خبيرة العلاقات الدولية، أن الخطاب الأمريكي لم يصب في مصلحة المواطن الأمريكي، وفقد هدفه، ولكن حقق هدف ترامب، وهو إلقاء اللوم والضغط أكثر على الصين. وجاء جليا في نعت كورونا بالفيروس الصيني، كافة المؤتمرات أو التصريحات والتويتات الصادرة عن ترامب وإدارته ما هي إلا اكتراث للوضع الاقتصادي التي طالما يراهن عليه لخوض الانتخابات المقبلة دون الاهتمام بالمواطن الأمريكي كأولوية أولى، وبالتالي بعيدا عن مواثيق حقوق الإنسان التي طالما تفاخرت أمريكا بها، وتناست دورها تجاه العديد من الدول مثل إيطاليا.أما بالنسبة للخطاب الفرنسي، كان هدفه فقط هو رفع شعبية ماكرون بين الشعب الفرنسي. ولكن كإحدي الدول الرائدة في الاتحاد الأوروبي والتي دوما ما أعطت دروسا عن حقوق الإنسان، نجد ليس هناك أي تطبيق لتلك الدروس والمبادئ بل القمع والذي ظهر بشكل واضح منذ ما يعرف بثورة السترات الصفراء.ومع الوضع الراهن التي تمر بها إيطاليا وإسبانيا والنمسا، نجد أن ألمانيا اهتمت بنفسها فقط مما أدى إلى موجة غضب في إيطاليا من ألمانيا وفرنسا وأمريكا، معتبرة أن ذلك يبعد تلك الدول عن كونهم دول قائدة، مضيفة أنها لا تستبعد بريكست آخر بعد مرور الأزمة العالمية داخل الاتحاد الأوروبي بسبب موجة الغضب بين دول الاتحاد. وبالنظر إلى المشهد المصري، أشادت "موسى" بأداء الدولة المصرية بتطبيق مبدأ دولة المؤسسات واتخاذ حزمة من الإجراءات الصحية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية مع إعطاء بيانات يومية عن الوضع الراهن، وكيفية مجابهته. لنجد الخطاب المصري الذي قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي بدوره القائد والإنسان يتحدث إلى شعبه في ظل أزمة عالمية بحيث احتوي خطابه على كلمات تحفيزية للشعب المصري مع اسلوب هادئ مدرك للوضع وبث روح الطمأنينة ولم يكتفي الرئيس بارسال رسالة اهتمام على المستوى الداخلي، ولكن على مستوى الدولي من خلال مؤازرته للصين وايطاليا ثم مساعدات إلى غزة وذلك باسم الإنسانية.

مشاركة :