أوروبا وأميركا في مواجهة قاسية مع «كوفيد-19»

  • 3/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعيش أوروبا والولايات المتحدة أوقاتاً عصيبة في مواجهة جائحة «كوفيد-19 » التي خلفت قرابة ثلاثين ألف وفاة في جميع أنحاء العالم، وفي غياب لقاح أو علاج مثبت للمرض، فُرض على أكثر من ثلاثة مليارات شخص البقاء في منازلهم طوعاً أو قسراً. وعلى رغم من ارتفاع عدد الإصابات التي تم تشخيصها في أرجاء العالم إلى نحو 620 ألفاً، إلا أن معدلات الشفاء ناهزت 136 ألفاً، وسط بوادر أمل في إيطاليا. ففي شبه الجزيرة الإيطالية، قتل وباء كوفيد-19 نحو ألف شخص خلال 24 ساعة، في حصيلة يومية غير مسبوقة في بلد واحد منذ بداية الأزمة، ما يرفع العدد الإجمالي للوفيات في هذا البلد إلى 9134. وتأتي إسبانيا في المرتبة الثانية لأكبر عدد وفيات في العالم مع تسجيل أكثر من 5690 وفاة بينها 832 في الساعات الـ24 الأخيرة. لكن العدوى تواصل تباطؤها في شبه الجزيرة مثيرة الأمل في أن تفضي إجراءات الحجر الصارمة التي اتخذت قبل أسبوعين إلى نتائج أخيراً، وإن لم يبلغ الوباء ذروته بعد. وفي المقابل، تجاوز عدد الإصابات في الولايات المتحدة، أمس، عتبة المئة ألف شخص بعدما تقدم هذا البلد على إيطاليا والصين مسجلاً أكبر عدد من الإصابات المعلنة في العالم. وتوفي أكثر من 1700 شخص بالمرض حتى الآن في الولايات المتحدة. ودفع هذا الوضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إصدار مرسوم يلزم مجموعة صناعة السيارات «جنرال موتورز» بإنتاج أجهزة تنفس اصطناعي أساسية لمرضى كوفيد-19 الذين يرتفع عدد الذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات، وذلك فيما بدأت هذه الأجهزة تنفد بعد أسابيع من تفشي الوباء. وأفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بأن «النقص العالمي المزمن في معدات الوقاية الفردية» لطواقم المعالجين يشكل «تهديداً وشيكاً» في مكافحة وباء كوفيد-19. وفي هذه الأثناء، واصل رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وغيره من كبار أعضاء فريق الاستجابة لفيروس كورونا، قيادة فريقه الحكومي والعلمي من العزلة بعد إصابته بالفيروس. وتم إجبار أحد كبار مستشاري الحكومة الطبيين على العزلة الذاتية بعد شعوره بأعراض خفيفة. وقال ستيفن باويس مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، أمس، إن بلاده ستكون قد أبلت بلاء حسناً إذا عبرت الأزمة بأقل من 20 ألف حالة وفاة. وتخطت أمس حصيلة الوفيات في المملكة المتحدة عتبة الألف بعد تسجيل 260 وفاة جديدة في يوم واحد. وفي فرنسا، مددت الحكومة لأسبوعين إجراءات الحجر المنزلي للسكان اعتباراً من الثلاثاء وحتى 15 أبريل. وقام الجيش الفرنسي بنقل مريضين مصابين بالفيروس، أمس، من ميتز إلى مدينة إيسن الألمانية بطوافة قتالية من نوع «إن إتش 90»، كما أعلنت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي. وقال طبيب في مستشفى ميتز إنّ عمليات نقل مرضى آخرين ستجرى في وقت لاحق حسب تطور الوضع. من جهتها، بدأت أيرلندا فرض حجر صحي عام حتى 12 أبريل. وما زالت أفريقيا التي سجلت فيها أكثر من 3300 إصابة وأكثر من تسعين وفاة، بعيدة إلى حد كبير عن الوباء. لكن المسؤول الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ماتشيديسو ريبيكا مويتي حذر من أن انتشار الفيروس يتبع «تطوراً دراماتيكياً». وفي أديس أبابا، خضع رئيس المفوضية الإفريقية موسى فكي محمد لفحص طبي أثبت أنه ليس مصاباً بفيروس كورونا المستجد، بعدما أعلن الاتحاد الإفريقي فرض حجر صحي عليه بسبب إصابة شخص يعمل في مكتبه بكوفيد-19. وأعلنت غانا من جهتها فرض عزل في منطقتي أكرا وغراند كوماسي الكبيرتين لأسبوعين لتطويق انتشار الفيروس الذي أصيب به 137 شخصاً وتوفي أربعة. لكن الأمر ليس سهلاً في جميع أنحاء العالم. ففي وسط جوهانسبرغ فرقت شرطة جنوب أفريقيا الجمعة بالهراوات متسوقين تجمعوا بكثافة في سوبرماركت. وفي كينشاسا حيث كان يفترض أن يبدأ أمس حجر صحي لأربعة أيام أرجىء تطبيق القرار بسبب «تكهنات حول أسعار المواد الأساسية» و«لمنع أعمال يمكن أن تضر بالأمن»، حسب السلطات الكونغولية. وفي مواجهة الكارثة الأخرى، الاقتصادية، التي تلوح في الأفق، تحاول الأسرة الدولية تحريك مبالغ هائلة بينما اتهمت بعض الدول الاتحاد الأوروبي بالتباطؤ في التحرك. وقررت أوروبا اتخاذ «إجراءات قوية» خلال أسبوعين ما أثار خيبة أمل وغضب إيطاليا وإسبانيا، البلدين الأكثر تضرراً في القارة العجوز. وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لثلاث صحف إيطالية أمس: «لن نتجاوز هذه الأزمة من دون تضامن أوروبي قوي على مستويي الصحة والموازنة»، داعياً إلى إطلاق قروض مشتركة لكل الاتحاد الأوروبي، وهو أمر ترفضه ألمانيا تماماً.

مشاركة :