تؤثر التدابير والإجراءات الاحترازية التي تم فرضها لمواجهة فيروس كورونا على العادات والتقاليد في مصر، وسائر أنحاء العالم. من بين تلك العادات حفلات الزفاف التي توقفت، ومراسم العزاء التي اقتصرت على المقابر والعائلة المقربة ودون إقامة سرادقات. وأثّرت هذه الإجراءات الاحترازية على خطط الشابين المصريين باسم عبد الحليم وآية إيهاب، حيث كان من المقرر إقامة حفل خطوبتها أمس الجمعة. وهذا الموعد كان قد تحدد قبل تصاعد وباء كورونا. وبعد إقفال دور المناسبات ومنع التجمعات وفرض حظر التجول في مصر، باتت إقامة حفل خطوبة الشابين صعبة جداً، إلا أن باسم وآية أصرا على إقامة الخطوبة "مهما كلّف الأمر"، فاتجها إلى العالم الافتراضي. باسم وآية باسم وآية وروى باسم لـ"العربية.نت" كواليس "الخطوبة الأونلاين" التي أقاماها قائلاً: "ظهر الثلاثاء الماضي اتصلت بخطيبتي آية وأبلغتها بصدور قرار بحظر التجوال يسري مفعوله اعتباراً من اليوم التالي، أي من الأربعاء". وكشف باسم أن خطوبتهما كان قد تم تأجيلها لأكثر من مرة، ولذلك رفض الشابان تأجيلها مرة أخرى، فخطرت على ذهن آية فكرة إقامة حفل الخطوبة "أونلاين". وأضاف: "اتفقنا على إقامة الخطوبة في موعدها الجمعة. واقتصر الحضور على أسرتينا فقط، مع دعوة الأصدقاء وباقي الأقارب لمشاهدة حفل الخطوبة عبر الإنترنت". "فيديو كول" للمشاركين في حفل الخطوبة الافتراضي "فيديو كول" للمشاركين في حفل الخطوبة الافتراضي وأوضح باسم أنه اصطحب أشقاءه، لكون والديه متوفيين، وتوجه من منزله بمنطقة مدينة نصر شرق القاهرة، لمنزل آية في منطقة الرماية بالجيزة في وقت مبكر من يوم الجمعة. وكشف أنه وقبل بدء مراسم الحفل، تم تعقيم "الشبكة" ومكان الحفل. واقتصر الحفل على أسرتي العروسين، فيما شارك باقي المدعوين بالحفل "أونلاين" من خلال مجموعة "غروب" مغلق على موقع "فيسبوك" دشنته العروس وضمت فيه نحو 40 فرداً. وشاهد المدعوون الافتراضيون الحفل عبر تقنية الاتصال الفيديو "فيديو كول". وقد تفاجأ الشابان بوابل من الزغاريد من "الحضور الافتراضي". وفي حفل الخطوبة، تمت قراءة الفاتحة وارتداء "الشبكة"، ثم انصرف الشاب وأشقاؤه بسرعة للعودة إلى منزلهم في مدينة نصر قبل سريان حظر التجوال في تمام الساعة السابعة مساءً. وأعرب باسم عن أمله بألا تتكرر هذه التجربة بحفل الزواج المقرر إقامته العام المقبل، متمنياً أن يتخلص العالم من وباء كورونا وأن تعود الحياة لطبيعتها. وأوضح أنه اضطر للإسراع بخطوبته، بعدما تم تأجيلها أكثر من مرة، وخشية فرض عزل كامل مستقبلاً يستحيل معه الخروج من المنزل.