الشاب بشار: التبرع بالدم صدقة جارية والإنسانية هي الرابط مع المتبرع له

  • 6/14/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اعتاد التبرع بالدم منذ أكثر من سبع سنوات، وذلك عندما كان عمره لا يتجاوز 25 عاماً، معتبراً التبرع بالدم «صدقة جارية» يساعد بها من يحتاج إلى دم ولا يمكن أن يحصل عليه، وهو اليوم يبلغ من العمر 32 عاماً، ولايزال يتبرع بالدم. فالشاب بشار محمد قهرمان (32 سنة)، من المترددين على بنك الدم المركزي بمجمع السلمانية الطبي، إذ يزور البنك للتبرع خلال العام الواحد ما يقارب أربع مرات، ففي كل ثلاثة أشهر يقوم بالتبرع بالدم لمساعدة إنسان لا يرتبط به بصلة قرابة ولا حتى صداقة، وإنما الرابط بينهما هو الإنسانية. بدأ قهرمان التبرع بالدم بتشجيع من صديقه قبل أكثر من سبع سنوات، عندما كان الأخير قرر بالتبرع بالدم. وتحدث قهرمان عن بداية التبرع قائلاً: «قبل أعوام أعطاني صديقي فكرة لم تكن تخطر بعقلي أبداً، فكان من المواظبين على التبرع بالدم، وكانت التجربة الأولى للتبرع برفقته عندما شجعني على ذلك، وكانت تحديداً في رمضان، وقد أحسست بعد التبرع بالتعب، إلا أنني سرعان ما بدأت أعتاد ذلك». وأضاف «بعد ذلك أخذت على نفسي عهداً أن أزور بنك الدم المركزي كل ثلاثة أشهر للتبرع بالدم؛ لإنقاذ حياة إنسان قد أكون أعرفه، وقد أكون لا أعرفه، فهدفي كان ومازال إنساني يكمن في إنقاذ حياة إنسان، وبالفعل واظبت طوال هذه السنوات على ذلك». لكن قهرمان لفت إلى أنه لم يشارك أبداً في حملات للتبرع بالدم، معللاً ذلك، بعدم استطاعته التبرع قبل مرور ثلاثة أشهر من آخر تبرع، «لذلك دائماً ما أتبرع في مجمع السلمانية الطبي». وعما إذا يعرف المستفيد من دمه، قال: «أنا لا أعلم من المستفيد من دمي، فيكفي أنه أنقذ حياة إنسان»، مشيراً إلى أن «الشخص الوحيد الذي عرفت أنه استفاد من دمي هو طفلة صغيرة كان أبوها واقفاً حائراً في بنك الدم المركزي يحاول الحصول على متبرع بالدم تتناسب فصيلة دمه مع فصيلة دم ابنته، وكنت متواجدا بالبنك بالصدفة، فتبرعت على الفور، إذ كانت فصيلة دمي تناسب فصيلة دم الطفلة، وشعرت بإنجاز لا يمكن أن أصفه، فقد استطعت أن أساهم في إنقاذ حياة إنسان». وأضاف «بعد مرور الأيام احتاجت أختي في الطوارئ إلى من يتبرع لها بالدم وحاولت أن أتبرع لها، إلا أنه لم يكن مضى على تبرعي بالدم سوى شهرين أو أقل، فرفض بنك الدم المركزي ذلك، لكن وبالصدفة كان هناك شخص يقف أمامي طلب هو أن يكون المتبرع لأختي وبالفعل كان هو الشخص المناسب للتبرع». وأكد قهرمان أن التبرع بالدم يعتبر صدقة تساعد فيها محتاجاً بالدم، موضحاً أن الصدقة ليست بالأموال والطعام وغيرهما من الاحتياجات فقط، بل التبرع بالدم هو صدقة جارية تجري في دم إنسان تساعده على العيش بعد أن كان محتاجاً إلى من يتبرع له.

مشاركة :