تشير الدراسات الحالية إلى صعوبة انتقال عدوى فيروس كورنا المستجد عن طريق الهواء، وتشكك منظمة الصحة العالمية في بقائه عالقا في الجو، أو أن يتنقل إلى أبعد من مسافة متر فقط، لكن اختصاصيا في الأمراض المعدية شكك في هذه الفرضية. الدكتور دونالد ميلتون، اختصاصي الأمراض المعدية في كلية الصحة العامة بجامعة ميريلاند، اتهم المنظمة العالمية "بعدم المسؤولية" لأنها طرحت مثل هذه المعلومات "المضللة"، مشيرا إلى عدم وجود بيانات كافية للتأكد من صحة أي معلومات أوتفنيدها في الوقت الحالي، وفقا لمقابلة مع شبكة "إن بي آر" الأميركية. منظمة الصحة العالمية استندت إلى "أدلة حالية" تثبت أن قطرات الرذاذ التي تطلق خلال السعال أو العطاس تنطلق في الهواء لمسافات قصيرة فإما أن تهبط على أشخاص أو على أسطح يلمسها الأشخاص لاحقا، ولهذا تتواصل الدعوات إلى غسل الأيدي باستمرار. ولم تستبعد المنظمة أيضا انتقال العدوى عن طريق الجو في حال خضوع المرضى لإجراءت طبية تتضمن تعرضهم للهواء مثل أجهزة التنفس الصناعي، بل تشير فقط إلى انتقال العدوى داخل المستشفيات فقط. وفي المقابل، هناك فيروسات أخرى، تبقى عالقة في الهواء لدقائق أو ساعات حتى يمر شخص ويتنفس هذه الفيروسات المحمولة جوا. لكن دراسة أجراها علماء من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأميركي وجدت أن الفيروس الجديد يمكن أن يظل حيا ومعديا لساعات في الهواء. واستنتج العلماء أنه عندما يكون الفيروس موجودا في قطرات الرذاذ، فإنه يبقى قادرا على إصابة الأشخاص، لمدة "ثلاث ساعات على الأقل، في حالة وجوده في الجو". ويقول إننا لا نعرف سوى القليل عن الفيروس الغامض لذلك من الخطأ أن تخرج المنظمة بهذه الاستنتاجات. ويظن البعض أن هناك فارقا كبيرا بين النوعين من الفيروسات، العالقة في الجو وتلك التي تنتقل عن طريق الملامسة، لكن من وجهة نظر ميلتون فإن الفارق بينهما بسيط للغاية، ووصف الطبيب تصنيف الفيروسات إلى نوعين بهذا الشكل بأنه "هراء". ويشير إلى إنه حتى اللحظة، على سبيل المثال، لا تزال مسألة مدى انتقال عدوى الإنفلونزا عن طريق الجو محل جدل بين العلماء. ويرى أنه يجدر على المنظمة أن تنصح بأخذ الاحتياطات من إمكانية انتقال الفيروس عن طريق الهواء، مثلما فعلت "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" التابعة لوزارة الصحة الأميركية التي قدمت نصيحة بهذا الشكل. وينصح بإبقاء أنفسنا مسافة مترين على الأقل عن الآخرين، وفي حال وجود شخص مريض في المنزل، يقول خبير الأمراض المعدية، إن عليه ارتداء قناع طبي وأن يتم تهوية بشكل جيد، وينصح أيضا بتجنب زحام المواصلات وإغلاق نوافذ السيارات.
مشاركة :