«كورونا» يرفع معدلات الجريمة عبر الإنترنت

  • 3/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كل يوم يمرّ على إصابة الكرة الأرضية وسكانها بفيروس كورونا المستجد، تَظْهَرُ أخطارٌ جديدة تحتاج الدول التي تتحضّر للانتشار أو لمرحلة الانفجار - أي الإصابة بشكل يَخْرُج عن السيطرة - أن تتخذ تدابير لمواجهتها خصوصاً بعد أن أعلنت جامعة أكسفورد أن نصف سكان بريطانيا الـ66 مليون سيصابون بالفيروس. على رأس هذه التدابير: حماية الجسم الطبي الذي بدأ يسجل إصابات كبيرة وتدريب جسْم آخر ليأخذ مكانه، إيجاد كونتينرات كبدائل للمستشفيات المكتظّة للحالات الحرجة، توفير الكمامات والقفازات بشكل كبير للمستشفيات والطاقم الطبي، إيجاد برّادات داخل كونتينرات لوضع ضحايا الفيروس عند مرحلة الانفجار، حيث يمنع التجول دفْن هؤلاء وحضور عوائلهم لتسلمهم، التصدّي لخطر الدعاية الإلكترونية المغشوشة والنصْب الإلكتروني ووضع أرقام هواتف للاتصال في حال الإصابة لمَن لا طبيب عائلياً لديه. وكلها تدابير تتعلّمها أوروبا التي انتقل اليها مركز الوباء الأعنف بعد الصين. وتُعتبر أوروبا هي المركز الأكثر ضرراً - إصابة أكثر من 340 ألفاً - لقرْبها من قارات عدة حتى ولو احتلّت الولايات المتحدة، الصدارة كبلد، بتخطي عتبة المئة ألف. وإذا كانت القارة الأميركية بعيدة عن القارات الأخرى، وهي في مرحلة البداية، فإنّ أوروبا تتعلّم الدروس من الصين وأيضاً من أخطاء عدم استعدادها للمواجهة وبطء إجراءاتها. وهذه الإجراءات تُعتبر مدرسة للشرق الأوسط الذي يتحضّر لمرحلة الانتشار القصوى والانفجار لاحقاً لأن الفيروس سيصيب تدريجاً أكثر سكان الكرة الأرضية.ففي إيطاليا، رفع الفيروس عدد المصابين في الجسم الطبي إلى 600 طبيب و420 ممرضة، حتى الآن. ولا تَعتمد إيطاليا على الأرقام المعلَنة لأن المستشفيات لا تملك الوقت الكافي للإبلاغ عن عدد المُصابين. فقد صرحت نقابة الأطباء في برغامو المصابة في الشمال الإيطالي بأن لديها 70 ألف مصاب في المدينة وحدها، بينما تعلن الإحصاءات غير الرسمية عن إصابة نحو 90 ألفا في كل إيطاليا، ما يعني أن التقديرات المعلنة يجب ضرْبها بعشر مرات للاقتراب من الواقع.واستطاعت الحكومة الإيطالية تأمين عشرة ملايين كمامة للأطباء والمسعفين، كذلك وزّعت 275 ألف كمامة على السجناء لحمايتهم، وتم توزيع كونتنيرات مبرّدة لتخزين الضحايا الذين صعب على البلديات دفْنها في آن واحد (تخطت أرقام الضحايا عتبة 9200 في ايطاليا). وعرَض المهندس الإيطالي المشهور كارلو راتي، رسوماً لكونتنيرات تستطيع المستشفيات استخدامها كغرف طارئة توضع خارج المشفى ومجهّزة للحالات الحرجة لضيق المساحة وانعدام الأماكن لجميع المصابين في حالات دقيقة. وفي بلجيكا، أعلنت رئيسة الوزراء صوفي ويلميس، الجمعة، تمديد مهلة الإغلاق حتى 19 ابريل، مع إمكان ان تُمدَّد مدة الإغلاق حتى الثالث من مايو. وقررت بلجيكا تطبيق مبدأ مصادرة السيارات والغرامة المالية للمخالفين المشاة بقيمة 250 يورو.  ونصحت السلطات الأوروبية بعدم ممارسة كل أشكال الجنس الفردي أو الجماعي. وأعلنت نقابة المستشفيات في بلجيكا، أن هناك أشخاصاً يذهبون إلى المستشفى في هذه الأوقات الحرجة وهم مصابون بأمراض جنسية لممارستهم الجنس مع أشخاص جدد. وتالياً فإن من شبه المستحيل ممارسة الجنس من دون الإصابة إذا كان أحد الأشخاص من حاملي الفيروس. واستطاع «كورونا» إخافة الأشرار وإقناع أكثرهم بالبقاء في منازلهم، ففي الأيام الـ22 الأولى من الإصابات في إيطاليا، انخفضت الجريمة بنسبة 64 في المئة عن العام الماضي. وتراجع استغلال الدعارة بنسبة 77 في المئة والعنف الجنسي والاغتصاب بنسبة 69 في المئة وسرقات المنازل بنسبة 72 في المئة. إلا أن الجريمة عبر الإنترنت قد نشطت بشكل ملحوظ. وتقول البلجيكية كاترين دي بول، مديرة الإنتربول في لاهاي، «إن الجريمة المنظمة تأقْلمت وأصبحت ناشطة على الإنترنت. فهناك مَن يستولي على الداتا ويطلب فدية لاسترجاعها مثلما حصل في مستشفى برنو في تشيكيا. وهناك شركة أوروبية دفعت مبلغ 6.6 مليون يورو لشراء كمامات ومطهرات لم تتسلمها أبداً». وعرضت شركة على الإنترنت بيع كمامات واختبار للإصابة بالفيروس وقبضت الثمن، بينما كنت مجرّد غطاء وهمي.مصائب قوم عند قوم فوائد... لم تعُد أي دولة بمنأى عن الإصابة ولا أي فئة عمرية محصَّنة. ولم ينجح حتى اليوم إلا شعار أطلقتْه شركات الهواتف في أوروبا... «ابقَ في المنزل».

مشاركة :