الكويت 28 مارس 2020 (شينخوا) أطلقت أكثر 40 جمعية خيرية في الكويت اليوم (السبت)، حملة تبرعات شعبية لدعم العائلات المحتاجة والعمال المتضررين بسبب تداعيات وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وأطلق على الحملة التي تستمر يوما واحدا اسم "فزعة للكويت"، وذلك تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وقال عضو الحملة عبدالرحمن الشطي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن هذا التحرك هو تضامن اجتماعي يأتي انطلاقا من مسؤولية مجتمعية تهدف الى حفظ الأمن الاجتماعي في الكويت. وأضاف الشطي "نحن نسعى من خلال هذه الحملة إلى توفير سلات غذائية للعائلات المتعففة بالاضافة الى مواد تعقيم علاوة على دعم العمالة المتضررة التي تعمل بالأجرة اليومية، بعد أن أغلقت محلاتها وتوقف نشاطها، بسبب تداعيات فيروس كورونا". وتهدف الحملة أيضا وفق الشطي، إلى دعم جهود الحكومة خاصة في الجانب الانساني من خلال توفير المياه والوجبات الغذائية للطواقم العاملة والأشخاص الخاضعين للحجر الصحي في المؤسسات الصحية. واتخذت الحكومة الكويتية اجراءات صارمة للحد من انتشار فيروس كورونا، مما ألقى بظلاله على الكثير من العمال الأجانب الذين يعملون بنظام الأجرة اليومية، حتى أن بعضهم بات يواجه مصيرا مجهولا إن استمر الوباء فترة طويلة. ويعمل الكثير من هؤلاء في مجال الحدادة والنجارة والسباكة والبناء ونقل العفش وغيرها من المجالات، وباتوا يعانون من شلل شبه تام في الحركة والعمل بسبب حالة الاغلاق شبه الكلي التي تعيشها الكويت، خاصة منذ بدء حظر التجوال الجزئي ووقف المواصلات العامة وحركة سيارات الأجرة. ومن بين هؤلاء المصري علي خلف (40 عاما) الذي كان يبيع الأواني في سوق الجمعة, لكنه متوقف عن العمل منذ أعلنت الحكومة الكويتية اغلاق السوق قبل أسبوعين بسبب فيروس كورونا. ولدى خلف طفلان في السابعة والعاشرة من عمرهما. وقال خلف لـ ((شينخوا)) إنه كان يجني ما يكفي لسد احتياجات أسرته من بيع الأواني في سوق الجمعة لكن الوضع تغير الآن. ويشكو خلف قائلا "لا أستطيع تدبير ايجار السكن الذي تقيم فيه عائلتي بسبب اغلاق السوق كما أعاني الأمرين لتوفير المواد الغذائية الضرورية". وأغلقت الحكومة صالونات الحلاقة النسائية والرجالية والنوادي الرياضية والمجمعات التجارية بناء على توصيات السلطات الصحية للحد من التجمعات لمواجهة فيروس كورونا المستجد. وقالت اللبنانية ميسون شرف التي تعمل مصففة شعر في صالون تجميل نسائي لـ ((شينخوا))، إن مالكة الصالون أبلغتها بأنها لن تستطيع تأمين راتبها لشهر أبريل بسبب الاغلاق. فيما أوضحت مدربة الرياضة التونسية نسرين ماضي أنها هي الأخرى فقدت وظيفتها المؤقتة في أحد النوادي الرياضية بسبب اغلاقه. ودفعت هذه الظروف الاجتماعية الجمعيات الخيرية في الكويت الى اطلاق حملة التبرعات لمساندة المتضررين من تداعيات كورونا . ويعول القائمون على الحملة على قاعدة بيانات تملكها الجمعيات الخيرية وبيت الزكاة، ما سيسمح لهم بالوصول الى المستفدين. وبحسب الشطي، ستجري عملية توزيع المساعدات خلال الأيام القليلة المقبلة بالتنسيق مع عدة وزارات بينها وزارتا الداخلية والشؤون الاجتماعية والعمل. وخلال ساعات من انطلاق الحملة، بلغ حجم التبرعات وفق الشطي، أكثر من أربعة ملايين دينار كويتي (الدينار الكويتي يساوي 3.2 دولار)، تبرع بها أكثر من 90 ألف شخص من داخل وخارج الكويت. ويأمل المتبرعون أن تصل تبرعاتهم الى المحتاجين والمتضررين فعلا من التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا. ولفت أبو علي وهو كويتي في الرابعة والستين من عمره، الى أن الكويتيين سيعملون جاهدين لمساعدة الجميع. وأضاف "الكويت بلد العمل الانساني ونحن نواجه اختبارا حقيقيا يحتم علينا دعم من حولنا". وكان رئيس مركز التواصل الحكومي الناطق باسم الحكومة الكويتية طارق المرزم أعلن يوم الثلاثاء الماضي عن إنشاء صندوق لتلقي المساهمات النقدية من المؤسسات والشركات والأفراد لدعم جهود الحكومة في مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد. وشددت السلطات الكويت إجراءاتها لاحتواء وباء كورونا، إذ قررت بلدية الكويت منع زيارة جميع مقابر الدولة وأكدت ان حضور الجنائز سيقتصر على ـقارب المتوفي فقط. كما قيدت وزارة التجارة التسوق من الجمعيات التعاونية على سكان المنطقة التي تقع فيها الجمعية من مواطنين وكويتيين. وارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في الكويت اليوم الى 235 حالة بعد اكتشاف 10 حالات جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما ارتفع عدد حالات الشفاء الى 64 بينما توجد 11 حالة في العناية المركزة.