نيويورك أ ف ب أقامت المرشحة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون أمس في نيويورك أول مهرجان انتخابي لها، سيكون فرصة لها لعرض نظرتها «التقدمية» لمستقبل البلاد. وينتظر المحللون بكثير من الاهتمام خطابها لأن نشاطها اقتصر منذ أبريل على طاولات مستديرة ولقاءات مع ناخبين، أي أنها كانت مستمعة أكثر منها متكلمة عن برنامجها الرئاسي. وها هي اليوم وزيرة الخارجية السابقة والسنياتورة السابقة لولاية نيويورك تستعد لعرض برنامجها وشرح رؤيتها للبلاد بعد انتهاء الولاية الثانية للرئيس الحالي باراك أوباما. وتقول كلينتون البالغة الـ67 من العمر في شريط فيديو لها تم بثه الجمعة «الجميع لهم الحق في فرص لإبراز قدراتهم التي هي هبة من الله. إنه الحلم الذي نتقاسمه والمعركة التي علينا أن نخوض غمارها». ومن المتوقع أن تجمع كلمتها بين السياسي والشخصي عبر التركيز على تاريخ التزامها السياسي الذي لا ينفصل عن تاريخها العائلي. ويحمل شريط الفيديو عنوان «المقاتلة» وتعرض فيه هيلاري كلينتون أكثر من 40 عاما من التزامها لصالح «الأطفال والعائلات» الذين تطرح نفسها حامية لهم. وهي مواصفات الهدف منها إبعاد صورة المليونيرة أو المتخصصة السياسية التي قد تكون فقدت علاقتها بالواقع. وتقول هيلاري كلينتون في الشريط «والدي كان ابن عامل وتمكن من إنشاء شركته الصغيرة، ووالدتي التي لم تنه دراستها مع ذلك أرسلت ابنتها إلى الجامعة». وتتقدم هيلاري كلينتون كثيرا في استطلاعات الرأي على بقية المرشحين الديمقراطيين الذين سينافسونها لكسب ترشيح الحزب الديمقراطي بوجه المرشح الجمهوري. إلا أن حملتها لن تكون سهلة بأي حال فقد أفاد استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي أن أن» إن نسبة الأمريكيين الذين يعتبرون أنها «غير نزيهة وغير جديرة بالثقة» ارتفعت من 49 إلى 57% بين مارس ويونيو. وتأتي نتائج هذه الاستطلاع في خضم معلومات كشفت عن استخدامها لبريد إلكتروني خاص بينما كانت وزيرة للخارجية بين 2009 و2013، إضافة إلى مقالات ركزت على تورطها في مشكلات تعارض مصالح مع مانحين لمؤسسة كلينتون الخيرية. ولا تخفي هيلاري كلينتون إعجابها منذ سنوات عدة بوالدتها دوروثي التي تخلى عنها أهلها وكانت جدتها تسيء معاملتها، إلى أن بدأت العمل وهي في الـ14 من العمر خلال الأزمة الاقتصادية الكبيرة عام 1929. وقد توفيت عام 2011. ويسعى المسؤولون عن حملتها الانتخابية إلى ردم الهوة بين صورتها كمرشحة طموحة وبين الصورة التي ينقلها أصدقاؤها عنها كشخص دافئ وطريف. وقالت جنيفر بالمييري مديرة الاتصالات في حملتها الانتخابية «عملي يقوم على إبراز هذه المواصفات، ولست متأكدة بأنني سأملك العصا السحرية لتحقيق ذلك». وأضافت «علينا أن نقدم للناس الصورة التي نعرفها عنها أي المرأة الدافئة الساحرة والأم في الوقت نفسه». وحول الهجرة قطعت هيلاري كلينتون التزامات الشهر الماضي عندما دعت إلى شرعنة واسعة للمقيمين بشكل غير شرعي في البلاد. لكن يبدو أنها تركت المواقف الأساسية للأسابيع المقبلة.
مشاركة :