سجلت احتياطيات بنك روسيا المركزي أكبر معدل انخفاض أسبوعي، خلال الفترة من 13 مارس/آذار الحالي، وحتى يوم الـ20 منه. ورأى مراقبون أن هذه نتيجة أولية لـ "إفراط" السلطات النقدية في سياسة "فك الارتباط بالدولار"، وتراجع حصته نسبة إلى العملات الأخرى في الاحتياطيات حتى مستويات متدنية للغاية. وحسب بيانات على الموقع الرسمي للمركزي الروسي، تراجع حجم احتياطياته من الذهب والعملات الصعبة خلال أسبوع بنسبة 5.1%، أو ما يعادل 29.8 مليار دولار. وبعد أن كان إجمالي قيمة الاحتياطيات في بداية الأسبوع ما يعادل 581 مليار دولار، تراجع مع نهايته، يوم 20 مارس، حتى 551.2 مليار دولاراً، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وهذه ثالث مرة يُسجل فيها هذا المستوى من الانخفاض، منذ أكثر من عقد ونصف العقد من الزمن. وقبل ذلك سجل أكبر انخفاض خلال أزمة عام 2008، بقدر 30.6 مليار دولار، ومن ثم في عام 2009، حين انخفض حجم الاحتياطيات الدولية لروسيا بقدر 30.3 مليار دولار. وكان آخر انخفاض خلال أزمة عام 2014، لكن لم يتجاوز حينها 26 مليار دولار خلال أسبوعين. ولم يقدم المركزي كثيرا من التفاصيل حول العوامل التي أدت إلى هذا الانخفاض الملموس، واكتفى بالإشارة إلى أنه جاء "تحت التأثير السلبي السائد لإعادة تقييم العملات الأجنبية والسوق". ويشير مراقبون إلى جملة أسباب أدت إلى هذا الانخفاض، بينها بصورة رئيسية، ارتفاع الدولار بالنسبة للعملات الأخرى، في الوقت الذي تراجعت فيه حصة العملة الأميركية في الاحتياطيات الدولية لروسيا حتى أدنى مستوى، نتيجة سياسة "فك الارتباط بالدولار" التي تبنتها الحكومة الروسية منذ ربيع عام 2018. حينها بدأ المركزي يتخلى بخطوات متسارعة عن السندات الأميركية، إلى أن تراجعت حصتها في احتياطيات روسيا الدولية من 96.9 مليار دولار مطلع ربيع عام 2018، حتى 8.5 مليار دولار في يوليو/تموز 2019. ورغم توجه المركزي لشراء سندات الخزينة الأميركية مجددا، فإن حصتها في الاحتياطيات بقيت متدنية للغاية مقارنة بحصة العملات الأخرى، ولم تتجاوز 11.491 مليار دولار في نوفمبر /تشرين الثاني 2019.
مشاركة :