خمس طرق للتعامل مع الإجهاد في زمن وباء كورونا

  • 3/29/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل تطورات انتشار فيروس كورونا المستجد وحصد الوباء مزيدا من الضحايا حول العالم مع تجاوز عدد الإصابات 681 ألفا واقتراب الوفيات من 33 ألفا حتى صباح الأحد، يمكن تفهم شعور البعض بالإجهاد المتزايد. فالمعلومات تتغير بسرعة كبيرة، ويمكنها أن تكون مربكة أو حتى مرعبة، مثل وفاة مئات المرضى يوميا في عدد من البلدان المتقدمة،  ما يؤدي إلى شعور كثيرين بالقلق والخوف. وحتى إن كان الفرد قادرا على التحكم في مستويات الإجهاد والقلق لديه، إلا أن على معظم الناس التعامل مع أمور كثيرة من حولهم. سواء كان ذلك التعامل مع أقارب معرضين للخطر أو مرضى، أو الاقتصاد المتهاوي وتداعيات ذلك على الأمن الوظيفي والقدرة على إطعام الأسرة ودفع الفواتير على اختلافها، أو محاولة التوفيق بين العمل من المنزل وإبقاء الأطفال مشغولين أو تعليمهم عن بعد في ظل إغلاق المدارس، أو ببساطة التكيف مع وضع جديد ومجهول تماما. كل تلك العوامل وغيرها تتراكم بسهولة وتؤثر سلبا على الفرد جسديا وعقليا. الأخصائية في علم النفس السريري، آيمي سوليفان، تشدد على أهمية التخطيط لنشاطات تساعد على التكيف، وتقول وفق موقع مستشفى كليفلاند كلينيك الأميركي، "لنكن مبدعين. هذا هو الوقت الذي يمكننا فيه حقا أن نكون مبدعين ونخرج بمهارات تأقلم إيجابية". خمس خطوات للتحكم في الإجهادممارسة الرياضة بانتظام على الرغم من إغلاق صالات الرياضة وإرشادات التباعد الاجتماعي، إلا أنه لا يزال ممكنا ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي أو الجري أو المشي لمسافات طويلة في المناطق التي لن يحظر فيها  الخروج من المنازل أو التوجه إلى الغابات، ويمكن أيضا اللعب مع الأطفال أو الحيوانات الأليفة مثل الكلاب. كل تلك النشاطات يمكن أن تساعد في إفراز الإندورفين الملقب بهرمون السعادة، والذي تنتجه الغدة النخامية، والمعروف بالأساس "كمضاد للألم" ويساعد على الشعور بالتحسن والحفاظ على موقف إيجابي من للأمور. وهناك تمارين أخرى يمكن القيام بها في منزلك. وتوصي الدكتورة سوليفان بممارسة اليوغا وحركات التمدد كطريقة تسمح للجسم بالتريض وتعمل على تهدئة العقل، ومن السهل القيام بذلك من دون مدرب.الحفاظ على نظام غذائي صحي  يمكن أن يؤثر الإجهاد سلبا على عادات الأكل والأيض (حرق الدهون في وضع الراحة). أفضل طريقة لمكافحة الإجهاد أو الأكل العاطفي هي أن يكون الشخص مدركا لما يحفز "الأكل بسبب الإجهاد" وأن يكون جاهزا لمقاومة الرغبة. وبحسب سوليفان "إذا كنت شخصا عرضة للأكل العاطفي، تعرف على مسبباته، واعلم ما الذي يسبب لك التوتر والاستعداد لمواجهة الرغبة". الحفاظ على وجبات خفيفة صحية في متناول اليد سيساعد على تغذية الجسم، وتسليحه من الناحية الغذائية، ما يجعله قادرا بشكل أفضل على التعامل مع الإجهاد. سوليفان تقول إن "المساعدة على تنظيم مستوى السكر في الدم على مدار اليوم ستحافظ على استقرار جسمك وعواطفك".أخذ استراحة "كبشر نريد السيطرة على حياتنا، وفي الوضع الراهن علينا أن نتعلم كيفية التحكم في انعدام السيطرة"، توضح سوليفان. وفي حين أن من المهم أن يبقى الفرد على علم بآخر المستجدات والتطورات من حوله، إلا أن طبيعة الأخبار قد تصبح غامرة. لذلك يجب البحث عن توازن للتعرض للأخبار بما يتناسب مع الفرد. وهذا الأمر مهم بشكل خاص للأطفال. إذ ثمة حاجة إلى الحد من تعرضهم لوسائل الإعلام وتوفير المعلومات المناسبة لهم بناء على سنهم. وكلما كان ذلك ممكنا، يجب الانقطاع عن العالم جسديا وعقليا والقيام بنشاطات تكسر الروتين مثل لعب الألعاب العائلية وألعاب الأحجيات أو إنجاز مشروع منزلي مثل طلاء جدران غرف أو القيام بإصلاحات أو غيرها، أو إعادة ترتيب شيء ما، أو بدء قراءة كتاب جديد لا علاقة له بالتغطية الخاصة بفيروسات كورونا.التواصل مع الآخرين تشدد سوليفان "لا يمكنني أن أؤكد بما فيه الكفاية مدى أهمية التواصل في أوقات الغموض والخوف"، وتضيف "الخوف والعزلة يمكن أن يؤديا إلى الاكتئاب والقلق. نحن بحاجة إلى تحديد نقطة للتواصل مع الآخرين بانتظام". وتنصح الطبيبة بالتواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء والزملاء بانتظام عبر الهاتف أو الرسائل النصية أو FaceTime أو منصات افتراضية أخرى.الحصول على قسط من النوم والراحة الأخبار المتغيرة باستمرار قد تخلق الكثير من الضغط والتوتر الذي يتضخم عندما لا يحصل الشخص على قسط كاف من النوم. من المهم بشكل خاص الآن الحصول على القدر الموصى به من النوم لكي يساعد على مواصلة التركيز على العمل وعلى التعامل مع الضغط الذي يمكن أن يسببه الوباء العالمي الحالي. توصي سوليفان بتجنب المنشطات، مثل الكحول والكافيين والنيكوتين قبل النوم. وتقول "إذا كنت لا تزال تجد نفسك مجهدا وغير قادر  على النوم، فكر في تطوير روتين جديد قبل النوم، بما في ذلك الاستحمام أو شرب كوب شاي بالأعشاب خال من الكافيين، والتخطيط للغد في وقت مبكر من يومك يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر المرتبط بما هو قادم". اتباع هذه الخطوات يساعد في التحكم في الإجهاد وإضفاء شعور بأن الحياة طبيعية ويمكن أن يساعد على التأقلم مع البيئة المتغيرة والحفاظ على الهدوء والتركيز. وإذا لم يكن الفرد قادرا على التكيف مع القلق أو الاكتئاب بمفرده، فمن الأفضل أن يستشير طبيبا متخصصا.

مشاركة :