«كورونا» من منظور «نظرية المؤامرة»

  • 3/30/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أثمر تبادل الاتهامات ، بين الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب ، و المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان، بتحمل مسئولية إنتشار  فيروس " كورونا" القاتل ،   لتزداد  قناعتي بنظرية المؤامرة،  التي تؤكد أن كورونا ليست وبائا طبيعيا،  لكنه يندرج في إطار حرب بيولوجية ، قصف خلالها جهاز الاستخبارات الأمريكي " سي أي إيه " ، الصين و بالتحديد  مدينة ، ووهان ، بفيروس كورونا إدراكا من أمريكا ،  أن الصين ، هي الدولة الوحيدة في العالم،  التي تستطيع إقامة أكبر حجر صحي في العالم ،  بإجبار  شعبها الذي يمثل ربع سكان العالم على البقاء في منازلهم ، و إغلاق مصانعهم ، و متاجرهم ، و شركاتهم ، لقهر الفيروس اللعين ،  و هو ما ستضطر انتهاجه  بقية شعوب العالم  للنجاة بنفسها من الفيروس،  القاتل ، الذي يدمر رئة الإنسان .فكل ما فعلته الصين ، هو إجبار 9 ملايين ووهاني ، بالبقاء في منازلهم  ، و عدم الخروج من مدينتهم،  و بذلك نجحت الصين  في مواجهة كورونا ، بتطبيق أهم تعليمات منظمة الصحة العالمية،  و هو أنه لكي تمنع  انتشار الفيروس ،  عليك  بمنع الإزدحام ، و التكدسات البشرية ،  من منطلق أن المصاب  الواحد بفيروس كورونا ، قادر على نقل العدوى  لنحو 3500 شخص،  بعد مرور 6 أيام فقط  ، ما لم يتم عزل  الناس عن بعضها .   ولمن لا يعلم فالصين،  دولة تغلب المصلحة الوطنية ، على المصلحة الشخصية ، مهما كانت التضحيات،  فهي  التي قضت على مؤامرة نشر الفوضى الخلاقة في ربوعها ،  بقيام الجيش الصيني،  بدهس 10 آلاف متظاهر ،   بالدبابات في ميدان، تيانانمن ،  بوسط بكين ، ليكون هذا الدهس ، من الأسباب التي ساهمت في تحول الصين،  للقوة التجارية الأولى في العالم .كما بلغت قوة تغليب المصلحة الوطنية ، على المصلحة الفردية،  إلى حد  إجبار الصينيين،  على الخضوع لسياسة إنجاب الطفل الواحد ، من سنة 1978 ، إلى 2015 ، لدرجة أن العقوبة وصلت إلى حد  " خصي " الرجل المخالف .وبداية قناعتي بأن كورونا فيروس مخلق ، و ليس طبيعيا  ، يرجع إلى  المعلومات الصحفية التي كشفت عن أن  كورونا ،  فيروس تم تخليقه  في أحد أهم المختبرات الأوروبية،  و بالتحديد معهد باستور الشهير  بفرنسا ،  قبل  أن يخضع للتطوير،  في  الولايات المتحدة في 2015 ، في إطار التجهيز للحروب البيولوجية .....و طالما تحدثنا من منطلق نظرية المؤامرة  ينبغي علينا طرح عدة تساؤلات مشروعة .التساؤل الأول،  يتعلق  بخصوص موعد  قصف ووهان  بالفيروس  ، فظهور الفيروس جاء قبل  أشهر  قليلة من  الانتخابات الأمريكية،  التي ستجرى في نوفمبر  2020  و يعني ذلك أن هناك   مكاسب سياسية ، واقتصادية،  و مالية  كبيرة،  يتعين تحقيقها من وراء اختيار ظهور الفيروس في هذا التوقيت .وطالما تحدثنا عن عامل التوقيت و تحقيق المكاسب السياسية ، و الاقتصادية ، و المالية،  فلا مناص هنا إلا من توجيه الإتهام  لجماعات اللوبي الأمريكي،  أو جماعات الضغط في الولايات المتحدة و بريطانيا و بعض دول أوروبا الغربية  . وتتكون هذه الجماعات   من لوبي البترول،  و لوبي المال  ، و لوبي السلاح ، ولوبي الدواء ، واللوبي الإعلامي،  و  اللوبي اليهودي  الصهيوني .  المستفيد الأول من الدفع بهذا الفيروس ،  الذي نجح للمرة الأولى في التاريخ ، في حبس البشرية جمعاء  في منازلها .وقبل أن يتهمني البعض بأني ضحية نظرية المؤامرة ، على أساس أن توقف الأنشطة العالمية قد أنزل ضررا بالغا بالإقتصاد الأمريكي،  و الأوروبي ، بقدر ما أنزل  الضرر  بكل دول العالم " المحبوسة"  في منازلها ،  ينبغي أولا أن يعرف القارئ، أن اللوبيات ،  لا يهمها مصلحة  أمريكا ، و لا  مصلحة  أوروبا ،  و لكن ، كل ما  يهمها،  هي  مصلحتها الخاصة ، و تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية  .و سأضرب هنا مثالا  ، يتعلق بنفوذ  لوبي السلاح  في الولايات المتحدة ، فعلى الرغم من المطالبات المستمرة من الكثيرين في امريكا،  بضرورة  تمرير قانون في الكونجرس الأمريكي،  لمنع بيع الأسلحة الخاصة   ، إلا أن لوبي السلاح ، نجح من خلال رجاله في الكونجرس،  في منع تمرير مثل هذا القانون ، رغم أن  الإحصائيات الرسمية كشفت عن أن  حوادث إطلاق النار في أمريكا في عام ، 2019  نحو ،  35 ألف حالة .  و كثيرا ما نسمع  عن قيام تلاميذ في المدارس الأمريكية ، بفتح  النار على زملائهم ، بأسلحة مرخصة  .. وسأضرب  مثالا آخر،  بخصوص  تغليب جماعت الضغط ،  لمصلحتها الشخصية على المصلحة الوطنية،  و  يتجسد هذا  المثال  في  اللوبي اليهودي .  فهذا اللوبي  المؤيد لإسرائيل ، نجح في إتلاف العلاقات بين الولايات المتحدة،  ومعظم  الشعوب العربية ،و الإسلامية ،   علما بأن أمريكا،  هي الدولة الغربية  الوحيدة ، التي ليست  لديها تراكمات عدائية تاريخية ،  مع العرب ، و المسلمين .    و كان من نتاج ذلك أن   تكبد  الأمريكيون    خسائر فادحة  في الأرواح ، و الأموال ،  خلال الحروب المتعددة  التي خاضتها  الولايات المتحدة   بزعم مكافحة الإرهاب ، الأمر الذي جعلها تقترب من فقد لقب القوى الإقتصادية العظمى في العالم،  لحساب الصين ، و من المتوقع أن  تفقد أيضا المركز الثاني  لمصلحة  الهند قبل نهاية منتصف هذا القرن ، لكن كل ما يهم هذا اللوبي هو شن الحروب لإدارة مصانع السلاح و بيعها    .   وخلاصة القول ،  ماذا تريد جماعات الضغط ، أو جماعات  المصالح الأمريكية ، من وراء إستخدام خطر  فيروس كورونا القاتل ، الذي يمكن أن ينزل خسائر رهيبة في الأرواح   ؟ الإحابة تكمن في أن جماعات الضغط  تريد  أولا إكتشاف دواء لهذا الفيروس المخلق ، لأن من خلق الداء قادر على خلق الدواء . و صناعة الدواء،  تعد اليوم في قلب مكاسب ، لوبي المال،  الذي يسيطر على العالم،  من خلال أسواق المال في نيويورك . فتجارة الدواء أصبحت اليوم ،  أكثر ربحية  من تجارة المخدرات،  خاصة مع تقدم متوسط العمر لدى كل شعوب العالم و لا يهم من يكتشف الدواء ، سواء كان  المكتشف من فرنسا ،  أو ألمانيا  أو أمريكا ،  المهم الحصول على حق تسويقه .ويأتي   تخفيض أسعار البترول العالمية  ،  لأقل سعر ممكن ،  على رأس أولويات لوبي لمصالح الأمريكية،  ولن يتسنى ذلك  إلا من  خلال تقليل الطلب على البترول إلى أقل معدلات ممكنة  ، بتجميد  معظم الأنشطة  العالمية، من خلال  حجز  سكان الكرة الأرضية  في بيوتهم ، لتتمكن هذه اللوبيات من إستيراد  البترول بأسعار متدنية ، و  إعادة بيعه في السوق الأمريكي الكبير ،  لتنتفخ حافظة نقودها بمزيد من المليارات . و يستهدف تعطيل النشاط العالمي ضرب الشركات الصاعدة لكي لا تكبر و تنمو و تشكل تهديدا لمصالح هذا اللوبي الرهيب.و يأتي  إنتقاء موعد ظهور كورونا،  ثم  التحديد المسبق لموعد  القضاء عليه  ،  كما حدده  ترامب في متصف إبريل،  أي  قبل أشهر قليلة من   الإنتخابات الأمريكية، ليؤكد أن الأمر يتعلق بتهيئة الأجواء،  لإعادة إنتخاب  ترامب، لفترة رئاسية ثانية،   بوصفه  أكثر رؤساء أمريكا،  قربا و تعاونا و تنفيذا لأوامر  جماعات الضغط الأمريكية  .كما سيؤدي تخفيض أسعار البترول ، من خلال  تقليل الطلب عليه  إلى أقل حد  ممكن ،  إلى   إنزال الضرر بالأعداء المصدرين،  الذين يعتمدون على البترول كمصدر أساسي للحياة،  و على رأسهم  إيران ، و روسيا ، وفنزويلا ،  فضلا عن  تمهيد الطريق أمام إستكمال مخطط  الشرق الأوسط الجديد ،  بمواصلة إستنزاف ثروات السعودية ، و دول الخليج البترولية الأخرى . ولم يكن إستهداف الصين،  بكورونا ، أمرا عفويا ، بل كان متعمدا ، و مدروسا بعناية ،  بوصفها أكثر دول العالم إستهلاكا للبترول ، و لم يكن هناك سبيلا لإجبار الصين على تخفيض إستهلاكها من البترول،  بوصفها مصنع العالم،  سوى ضربها جرثوميا بكورونا  ،  فهي أكبر مستورد للبترول في العالم ، بنحو 10 ملايين برميل يوميا ، قبل الولايات المتحدة ، التي تحتل  المرتبة الثانية ، بنحو 8 مليون برميل يوميا .وجاء إتهام المتحدث باسم الخارجية الصينية ،  تشاو لي جيان ، للولايات المتحدة،  بأنها وراء نشر فيروس كورونا،  في مدينة ووهان الصينية ، بواسطة جهاز المخابرات الأمريكي" سى أي إيه" ،  خلال مشاركة  جنود أمريكيين ،   في دورة الألعاب العسكرية العالمية  ، التي أقيمت في ووهان ، في أول أكتوبر الماضي لتزداد قناعتي بنظرية المؤامرة في المسألة الكورونية .ويرى محللون صينيون أن  هدف" سي أي إيه "  ، من وراء  نشر فيروس  كورونا إنطلاقا من  الصين ، يتضمن   تحقيق هدفين مهمين ،  الهدف الأول :  إجبار الصين على تخفيض إستهلاكها من البترول، لينخفض سعر البترول إلى  أقل حتى من   من 20 دولار   للبرميل،  بدلا  من  60   دولار   سابقا. و ثانيا:  إيصال رسالة للصين مفادها،  لن نسمح لكي  بتولي حكم العالم  ،  من خلال  منظومة طريق الحرير،  و العمل على تدشين نظام إقتصادي عالمي جديد ، بديلا عن منظومة الإقتصاد الحالي،  الذي تم تدشينه منذ الثورة الصناعية في  أوروبا  ، و إستمر بعد ذلك  تحت سيطرت الولايات المتحدة حتى يومنا هذا،   و عليكم أيها الصينيون أن تجلسوا  معنا لتشاركونا في إدارتها بعد الطفرة الهائلة في الإقتصاد الصيني .  و تعد  إيران،   من أكثر الضحايا تضررا  يفيروس كورونا ، على المستويين،  الصحي،  و الإقتصادي،  فقد وصل عدد المصابين بالفيروس في إيران  إلى نحو  22 ألف إصابة ، توفى منهم 1685 إيرانيا .أما على الجانب الإقتصادي،  فقد كانت خسائر إيران،  و لازالت،  خسائر مدوية ، جراء تراجع أسعار البترول ، فإيران تعتمد بنسبة 85 في المائة من دخلها على البترول. و سوف يؤدي  الإنخفاض الكبير في  أسعار البترول ، مع إستمرار العقوبات الإقتصادية المفروضة عليها،  إلى تدهور كبير في الحياة المعيشية للإيرانيين ، و من ثم مزيد من إضعاف نظام الملالي ، الأمر الذي سيمهد الطريق ، لإجبار إيران على تقديم تنازلات في ملفها النووي .فاللوبي الصهيوني اليهودي ، يرى أن أكبر خطأ إرتكبه نظام الرئيس الأمريكي الأسبق،  باراك حسين أوباما ، كان توقيع الإتفاق النووي مع إيران .   ولا يعني ذلك  ،  أن أمريكا تعمل على إسقاط نظام الملالي في إيران،  فكل ما تريده أمريكا ، هو منع إيران من إمتلاك السلاح النووي،  على أن تظل تمارس مهمتها الرئيسية في  تهديد أمن السعودية ، و دول الخليج البترولية الأخرى ، فالنظام الديني في إيران،  يعد بمثابة   الدجاجة التي تبيض ذهبا لأمريكا،  فلولا إيران ما تمكنت  أمريكا من إبتزاز  دول الخليج ، من خلال فرض إتاوات عليها ، نظير توفير الحماية لها ، من مطامع إلتهام  العملاق الإيراني الشيعي .ةيتشابه وضع روسيا ، مع وضع إيران ، حيث ترى هذه اللوبيات  ،  أن أسعار البترول المرتفعة ، مكنت الديكتاتور الروسي،  فلاديمير بوتين ، من العودة من جديد إلى  منطقة الشرق الأوسط ، لا سيما من خلال السيطرة على الأوضاع في  سوريا ،  مما يمهد الطريق لروسيا  لإستعادة دورها  كدولة عظمة ،  كما كان الوضع  عندما كانت زعيمة للإتحاد السوفيتي السابق ،  على أسس دينية و عرقية  . و المعروف أن روسيا ، هي ثاني مصدر للبترول في العالم بعد السعودية ، حيث وصل إنتاجها اليومي إلى نحو 10 ملايين برميل  .ونأتي لأهم عنصر في قائمة إهتمامات اللوبيات الأمريكية ،  و هي المملكة العربية السعودية   ، حيث ترى هذه اللوبيات،  أنه لم يعد كافيا إستنزاف ثروات  السعودية البترولية ،  بواسطة الحرب مع عصابات الحوثي في اليمن  ، التي تمولها و  تدربها  إيران الشيعية،  بمباركة أمريكا ، و إسرائيل،  و لا حتى من خلال الإتاوات التي أصبح يفرضها علنا  ،  دونالد ترامب ، على السعودية و دول الخليج  البترولية الأخرى ،  نظير توفير  الحماية لهما  ، من خطر العدو الإيراني الشيعي،  و لا حتى من خلال صفقات السلاح الأمريكية الأوروبية ،  بمئات المليارات،  رغم فشلها المتواصل  في تدمير صواريخ الحوثي البدائية ،  لكن ينبغى أيضا تدمير السعودية إقتصاديا ، من خلال تخفيض أسعار النفط  ،  إلى أدنى  مستوى ممكن.  فالسعودية تعتمد على البترول بنسبة 95 في المائة في إعاشة شعبها،  و توفير الرفاهية له   . و هنا لن تجد السعودية ، مفرا آخر ،  لمواجهة الزيادة السكانية الرهيبة التي تعاني منها ، فضلا عن مواصلة تقديم  الدعم،  الذي إعتاد عليه المواطن السعودي،  في جميع مجالات الحياة سواء دعم  البنزين ، أو الغاز ، أو الطعام ،  و كل خدمات المصالح الحكومية الأخرى ،  سوى السحب من الإحتياطي النقدي .و تقوم سياسة اللوبي الأمريكي  ، على تأليب الشعب السعودي على أسرة الملك عبد العزيز ،التي تمكنت من إقامة دولة السعودية على أراضي شاسعة من الجزيرة العربية ، لم تكن تابعة أصلا لدولة  الحجاز وريثة السعودية الحالية .  و مع إستهداف الأسرة الحاكمة في السعودية ، من خلال قطر ، و قناة الجزيرة القطرية،   التي تركز حاليا حربها الإعلامية ، على تراجع الإحتياطي النقدي السعودي من العملات الصعبة ، لتأليب الشعب السعودي على قيادته.  و تهدف هذه الحرب الإعلامية إلى زعزعة إستقرار المملكة لتسهيل   تقسيم السعودية ، كما هو مخطط،  لدويلات ، بحيث يكتفي ملك السعودية،  بحكم مكة ،و المدينة المنورة ، بوصفه خادم الحرمين الشريفين ، على أن تقسم باقي أراضي المملكة ، إلى إمارات ، على غرار إمارة قطر،  التي أظهرت نبوغا كبيرا في الخيانة،  و العمالة . وبما أن مكة ، و المدينة ، مدينتان فقيرتان،  فلن تستطيع أسرة عبد العزيز تقديم الخدمات المتميزة  للحجيج،  كما تفعل في الوقت الراهن،  على أساس أن معظم الثروات النفطية السعودية ، تتواجد على ساحل  الخليج العربي ،  الذي  من المخطط  أن يتحول إلى  إمارات عميلة ، على غرار  قطر . و في حال تم تنفيذ هذا المخطط بنجاح،  فإنه لا يمكن  تبرئة العامل الديني للوبي الصيهو يهودي  من محاولة تنفيذ هذا المخطط الجهنمي ، الذي يستهدف  تفتيت السعودية ، حيث ترى هذه اللوبيات أنه كلما تراجعت قدرة السعودية المالية ، كلما مهد ذلك  لإعادة بناء هيكل سليمان في القدس العربية  .و رغم كل الإصلاحات التي يقوم بها حاليا ولي عهد السعودية الشاب ، الأمير محمد بن سلمان،لتحديث الخطاب الديني في السعودية، و الإبتعاد عن ثقافة الوهابية  المتخلفة   ،   إلا أنه  يبدو أن سياسة الأمير،  محمد بن سلمان ،  لم تنجح في إرضاء جماعات الضغط الأمريكية ، و أنها مستمرة في تنفيذ مخططها الجهنمي .ونهاية ، فهل  يقتصر هدف جماعات الضغط الأمريكية من إستخدام فيروس كورونا المرعب،   على توجيه هذه الرسائل المفزعة  للصين،  و إيران،  و روسيا ، و السعودية و دول الخليج البترولية   ؟ بالقطع لا ، فالهدف  الأساسي  أيضا ، هو تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية بالمليارات ،  في الشهور القليلة التي تسبق إجراء الإنتخابات الرئاسية الأمريكية  في نوفمبر 2020   .فانخفاض أسعار النفط،  ستمكن لوبي البترول ، من إستيراد البترول بأسعار منخفضة،  ليعاد بيعه في الولايات المتحدة ، بأسعار معقولة،  لكسب رضاء و تأييد الناخب الأمريكي ، سواء لتمهيد الطريق لإعادة إنتخاب الرئيس ، دونالد ترامب ، لفترة  رئاسية ثانية،  أو لتمويل حملات النواب في 52 ولاية إمريكية  ، للوصول بمرشحين موالين لجماعات الضغط في الكونجرس،  بغرفتيه،  مجلس النواب ، و مجلس الشيوخ ، بغض النظر عن إنتماء المرشحين،  سواء للحزب الجمهوري ،  أو الحزب الديمقراطي،  المنافس لحزب ترامب . يقول فرانسيس بيران ، الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية  و  الإستراتيجية "iris  "  ، أن لوبي البترول الأمريكي ، و الشركات التابعة له ، هي المستفيد الأول من انخفاض أسعار البترول العالمية،  الأمر الذي سيمكنها من  تخفيض ديونها نظرا لإرتفاع أسعار إستخراج البترول الأمريكي ، الذي لا يصبح مربحا  لها ، إلا إذا زاد سعر البرميل عن 45 دولارا  .وأضاف فرانسيس بيران ،أنه على الرغم من الديون التي تثقل كاهل شركات البترول الأمريكية،  إلا أن إستيراد البترول ب20 دولارا للبرميل،  بسبب تداعيات فيروس كورونا ، سيملأ خزائن لوبي البترول ، و سيساهم بقوة في تقليل ديون شركات البترول الأمريكية التابعة له .وأوضح ، أنه في عام الإنتخابات الرئاسية  الأمريكية ،  فإن  الرئيس ، دونالد ترامب ، سيكون أكبر مستفيد من تراجع أسعار الوقود في محطات البنزين الأمريكية،  لأن ذلك سيرضى الناخب الأمريكي  الذي يقضي  في سياراته ، نفس الزمن الذي يقضيه  في منزله . كما يستهدف تخفيض أسعار البترول،  إنعاش الإقتصاد الأمريكي، و  ضرب الخبير الفرنسي مثالا بعامي 2015،  و 2016 ، عندما إنخفضت أسعار البترول،  ساهم ذلك في تحقيق نمو في الإقتصاد الأمريكي ، بلغ 3ر0 في المائة ، و هي نسبة تعد مرتفعة بالنظر  لضخامة الإقتصاد الأمريكي . وسوف يؤدي إمتلاء حافظة نقود لوبي البترول،  الذي يرتبط بعلاقات و مصالح  وثيقة ، مع بقية جماعات الضغط الأمريكية  ، إلى توفير التمويل اللازم  للحملات الإنتخابية ، للوصول بنواب موالين لجماعات الضغط في الكونجرس بغرفتيه . فلوبي السلاح على سبيل المثال،  لن يقبل بأي حال من الأحوال،  أن يجلس في الكونجرس مرشح مؤيد لمنع إنتشار الأسلحة الخاصة،  مهما كانت ضحايا هذه الأسلحة ، و و مهما كان قدر  الضغوط الشعبية المبذولة لمنع إمتلاك الأسلحة الخاصة  . و من جانبه لن يسمح اللوبي اليهودي الصهيوني،  بعدم إعادة إنتخاب الرئيس ، دونالد ترامب ، لفترة  ثانية ، تبدأ في سنة 2020 ، و تنتهي في 2024، مكافأة له  على  الخدمات الجليلة  التي قدمها لإسرائيل،  بالإعتراف بالقدس ، عاصمة لإسرائيل ، من خلال نقل  السفارة الأمريكية إليها ، و هي خطوة،  لم يجرؤ على إتخاذها،  أكثر رؤساء أمريكا تأييدا لإسرائيل ، فضلا عن إعتراف ترامب  بضم مرتفعات الجولان السورية لإسرائيل.  كما  يرى اللوبي الصهيوني الإسرائيلي،  أن  ترامب  لم ينه كل مهامه بعد،  فلايزال أمامه مهام أخرى  ليؤديها ، على رأسها  منع إيران نهائيا من إمكانية إمتلاك السلاح النووي ، من خلال إعادة التفاوض بخصوص ملفها النووي ، إضافة إلى  المضي قدما في تنفيذ   مخطط الشرق الاوسط  الجديد ، خاصة  تفتيت ما تبقى من الدول العربية الكبرى . فالإبقاء على ترامب لفترة ثانية،  و الوصول بمرشحين موالين لجماعات الضغط في الكونجرس  يتطلب أموالا طائلة،  لدعم مرشحين موالين في 52 ولاية أمريكية،  و لا أفضل من أموال الدول المنتجة للبترول،  لتمويل هذه الحملات.ونهاية طالما أن الأمر يتعلق بنظرية المؤامرة ، لماذا تتخذ كل حكومات العالم كل هذه الإحتياطات  و الإجراءات الإحترازية ؟ الإجابة أن هذا الفيروس سريع الإنتشار،  و أنه طالما أن الأمر يتعلق بحرب،  بيولوجية،  جرثومية ، فعلى الجميع إتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة،  لحماية شعوبهم ، فهذا اللوبي الرهيب لا يعرف إلا تدمير من يقف في وجهه،  فقد أطاح بنابوليون بونابارت  ، إمبراطور فرنسا،  المسيحي الديانة ، عندما أراد التمرد على هذه المنظومة الشيطانية ، فمولت البنوك التابعة له  عملية تدميره ، لينتهي به المطاف منفيا  في جزيرة سانت هيلانة. ونجح نفس اللوبي الرهيب  في تحجيم، محمد على باشا ، حاكم مصر،  عندما كون جيشا  مصريا قويا   للمرة الأولى منذ عهد الفراعنة ، قبل أن يتمكن من إخضاع  الشرق الأوسط و إفريقيا لسلطته. كما  لقي عدوهم الأكبر أدولف  هتلر المسيحي مصيرا و لا أسوأ،  إنتهى بإنتحاره في الحرب العالمية الثانية . و لم يتمكن  الإتحاد السوفيتي السابق ، من الوقوف في وجهه  رغم أسلحته النووية الجبارة ، ليقسم لإثنتين و عشرين دولة ، على أسس دينية،  و عرقية .  ونفس المصير لقيته  يوغوسلافيا السابقة ، التي قسمت هي الأخرى إلى خمس دول.  وعندما  جاء وقت تنفيذ الفوضى الخلاقة ، و الشرق الأوسط الجديد ، أطيح  بصدام حسين ، و قسم  العراق ، يليه  فلسطين ، ثم  سوريا ، و ليبيا ، و اليمن . و المدهش أن البعض لا يزال يشكك في كون" كورونا " هي المؤامرة نفسها .

مشاركة :