تحقيق إخباري: مصنع كمامات في جنوب لبنان يوزع انتاجه مجانا لمواجهة فيروس كورونا

  • 3/30/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حاصبيا، جنوب لبنان 29 مارس 2020 (شينخوا) داخل قاعة متوسطة المساحة عند الطرف الشرقي لبلدة حاصبيا القطاع الشرقي من جنوب لبنان، توزعت عدة نساء خلف آلات خياطة حديثة تعمل على الطاقة الكهربائية وطاولات خشبية غصت بلزوم الخياطة من أقمشة وخيطان ومقصات. ورشة من النساء جلهن من المنقبات تجتهدن في تفصيل وخياطة الكمامات لصالح بلدية حاصبيا والتي أطلقت مشروع تأمين كمامات لأبناء البلدة والجوار بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات دولية ومحلية داعمة. وقال رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا والمشرف على المشروع، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن فكرة إنشاء مصنع خياطة للكمامات فرضتها الحاجة الماسة للحماية ضد فيروس كورونا . وأضاف الحمرا "توجهنا لتصنيع الكمامات بعدما نفدت من الصيدليات وارتفعت أسعارها بشكل جنوني بنسبة 50 إلى 70 في المائة وبعدما ظهرت في الأسواق كمامات مغشوشة غير صالحة للاستعمال وقد اكتسبنا خبرات مهمة في هذا المجال من خلال التواصل مع مصانع عبر الانترنت". وأوضح إن البلدية بالتعاون مع جمعية "شيلد" الدولية التي تعنى بالنازحين وبتنمية الريف قد نظمت دورة خياطة شارك فيها حوالي 50 متطوعة من أبناء البلدة وبعدها عملت الجمعية على تجهيز قاعة للخياطة في بلدة حاصبيا وقدمت 7 آلات خياطة حديثة وطاولات ومعدات عينية للخياطة، في حين قدم متبرعون أقمشة وخيط ومعدات أخرى. وأوضح "يقضي مشروعنا بتحضير وتقديم أجود الكمامات مجانا لحوالي 50 إلف نسمة من سكان بلدة حاصبيا والقرى المحيطة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان كمرحلة إولى، ليتبع ذلك تإمين كمامات للنازحين السوريين وللمناطق المحاذية في الجنوب والبقاع". من جهتها، أوضحت مديرة المصنع غادة غشام لـ((شينخوا)) أنها أجرت مع فريق العمل كشفا وفحوصات مخبرية على الكمامات المعروضة في الصيدليات حيث تبين لنا بنتيجتها إن بعض أنواعها غير صالح وان معظمها يستعمل لمرة واحدة ولساعات محدودة فقط. وقالت "الكمامات التي بدأنا انتاجها هي من القماش الممتاز ومطابقة للمواصفات القياسية المطلوبة وتسمح بالاستخدام المتكرر بعد غسلها وتعقيمها بطريقة الكي". وأشارت إلى أن جميع العاملات في المصنع من المتطوعات ويعملن حوالي 8 ساعات يوميا مجانا لأجل صحة أبناء بلدنا. بدورها، قالت المتطوعة زهية لـ(شينخوا) إن "المصنع ينتج مع انطلاقته مئات الكمامات يوميا بتقنية عالية واننا نطمح لتطويره لاحقا علنا نتمكن من تأمين جانب من حاجة السوق اللبنانية للكمامات". اما المتطوعة هناء فأشارت إلى أن "فكرة التصنيع وليدة الحاجة منذ تسجيل أولى الإصابات في لبنان بفيروس كورونا وعملنا انساني ومجاني". وقالت سهام إن نجاحنا في انتاج الكمامات سيدفعنا لاحقا لانتاج مواد التعقيم والصابون من زيت الزيتون. من جانبه، نوه قال مختار أمين لـ(شينخوا) بأن مصنع الكمامات سيساهم في وقاية الأهالي من فيروس كورونا، لافتا إلى أن نسبة 50 إلى 60 من إبناء المنطقة يعجزون عن شراء كمامات لعائلاتهم بشكل يومي في ظل الوضع الاقتصادي الصعب المخيم في لبنان. وكان لبنان قد سجل منذ 21 فبراير الماضي 438 إصابة فيروس كورونا بينها 27 حالة شفاء و10 وفيات في حين أعلنت السلطات حالة التعبئة العامة والطوارىء الصحية مع التزام الحجر المنزلي لأربعة اسابيع في محاولة للحد من انتشار الفيروس.

مشاركة :