حليم.. عاشق ليالي الصبر مداح القمر

  • 3/30/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

على موعد مع الحزن ولد الفنان الكبير عبدالحليم حافظ، وعلى موعد مع الحزن أيضًا ذاق مرارة اليتم منذ صغره، ثم ضرب موعدًا آخر مع الأحزان، حينما أصيب في طفولته بمرض البلهارسيا، وكان اللقاء الأخير بينه وبين هذه الأحزان، حينما اشتد مرضه، حتى أنه قال عن نفسه ذات مرة "أنا ابن القدر"، حيث أجرى خلال حياته 61 عملية جراحية. تمر اليوم الذكرى الـ 43 لرحيل العندليب الأسمر، حيث رحل عن الحياة في مثل هذا اليوم "30 مارس 1977" بعد أن أثرى الحياة الفنية بأعمال كانت ومازالت محفورة في أذهان وقلوب محبيه في مصر والعالم العربي. يعد الراحل واحدًا من أبرز نجوم الفن بمصر في القرن الماضي، كما يعد علامة فارقة في عالم الغناء، بعد أن نجح في تقديم لونًا من الأغاني كانت جديدة على مسامع الجمهور العربي، وظل يمنح فنه كل مجهوده حتى اللحظات الأخيرة من حياته. تبدو قصة العندليب الأسمر - كما يحلو لمحبيه أن يطلقوا عليه -، وكأنها قصة درامية تشبه القصص السينمائية التي كانت تناسب عصره، وأيضًا تلائم كل العصور، فهو ابن قرية صغيرة اسمها "الحلوات"، تابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، كان ترتيبه الرابع بين أشقائه "إسماعيل ومحمد وعلية"، بعد أيام قليلة من ولادته رحلت والدته، وقبل أن يتم عامه الأول توفي والده، ليذوق مرارة اليتم منذ صغره، وينتقل بعدها للعيش في بيت خاله الحاج متولي عماشة. أصيب بمرض البلهارسيا في طفولته، ولكن هذه الإصابة لم تمنعه من دخول "كتاب الشيخ أحمد"، وبعدها التحاقه بالمدرسة الابتدائية، وهناك ظهر عشقه المبكر للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته، ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء. في عام 1943 التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين، وهناك التقى بالملحن كمال الطويل الذي كان يدرس في قسم الغناء والأصوات، واستمر الثنائي في المعهد حتى تخرجهما عام 1948، ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرسًا للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، وبعدها قدم استقالته من التدريس والتحق بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأوبوا عام 1950. في عام 1951 تقابل مع مجدي العمروسي في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي فهمي عمر، واكتشفه الإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ"، ليكون عبدالحليم حافظ بدلًا من عبدالحليم شبانة. لحكاية اعتماده كمطرب في الإذاعة روتين، إحداهما تقول إنه أُجيز في الإذاعة عام 1951 بعد أن قدم قصيدة "لقاء" كلمات صلاح عبد الصبور، ولحن كمال الطويل، أما الرواية الثانية فتقول أن إجازته كانت في عام 1952 بعد أن قدم أغنية "يا حلو يا أسمر" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي. في عام 1952 قدم أغنية "صافيني مرة" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، ونظرًا لكونها لونًا جديدًا لم يعتاده الجمهور من قبل، كان استقبال الجمهور لها سلبيًا للغاية في بادئ الأمر، ولكنه أعاد غناءها في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحًا كبيرًا، ثم قدّم أغنية "على قد الشوق" كلمات محمد على أحمد، وألحان كمال الطويل في يوليو عام 1954، وحققت نجاحًا ساحقًا، ثم أعاد تقديمها في فيلم "لحن الوفاء" عام 1955. تعاون مع عدد كبير من الملحنين منهم، محمد الموجي وكمال الطويل ثم بليغ حمدي، كما أنه له أغاني شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مثل: "أهواك، نبتدي منين الحكاية، فاتت جنبنا"، ثم أكمل الثنائي "حليم وبليغ" بالاشتراك مع الشاعر محمد حمزة أفضل الأغاني العربية من أبرزها: "زي الهوا، سواح، حاول تفتكرني، أي دمعة حزن لا، موعود". بعد حرب 1967، غنى في حفلته التاريخية أمام 8 آلاف شخص في قاعة ألبرت هول في لندن لصالح المجهود الحربي لإزالة آثار العدوان، وقد قدّم عبد الحليم في هذا الحفل أغنية "المسيح"، كلمات عبد الرحمن الأبنودي وألحان بليغ حمدي، وغنّى في نفس الحفل أغنية "عدى النهار"، وهي أيضًا للأبنودي وبليغ، وهي واحدة من أبرز أغاني حفلات عبد الحليم على مدى تاريخه الطويل. قدم في السينما مجموعة من الأفلام الناجحة، ومن هذه الأفلام "الخطايا" و"معبودة الجماهير" و"شارع الحب" و"أبي فوق الشجرة"، وجسدت أمامه الأدوار النسائية أغلب نجمات جيله، ومنهم شادية وفاتن حمامة ونادية لطفي وميرفت أمين وصباح.  أصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد سببه مرض البلهارسيا، وكان هذا التليف سببًا في وفاته عام 1977م وكانت أول مرة عرف فيها العندليب الأسمر بهذا المرض عام 1956، وتوفي يوم الأربعاء في 30 مارس 1977 في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عامًا، تاركًا رصيدًا فنيًا كبيرًا.

مشاركة :