قال الكاتب شلدون واتس في كتابه " الأوبئة والتاريخ "، إن علم الأوبئة يهتم بدراسة الحالات الجماعية للعدوى أي العدوى الجماعية وليست الأمراض الفردية فالأمراض الوبائية هي في الأصل أمراض معدية تصيب أعداد كبيرة من البشر.يوضح شلدون في كتابه أن العوامل التي تؤدي إلى انتشار الاوبئة مثل العوائل الناقلة كالحشرات والفئران وعلى هذا فعلم الاوبئة يهتم بكل الاسئلة حول المرض فيما عدا التي تتعلق مباشرة بأعراض هذه الأمراض وطرق الشفاء منها فالعدوي تنتقل عبر عدة طرق منه الهواء كما في حالات اصابات الجهاز التنفسي فتنتقل العدوي عن طريق الرذاذ كالسل والانفلوانزا، بينما نجد ان مرض الطاعون والملاريا ومرض الفيل جاء عن طريق البراغيث التي تعتبر العائل الأساسي الناقل لهذه الأمراض.أشار واتس أيضا إلى أن انتشار الاوبئة يأتي في الغالب عن طريق حركة البشر العمدية والقهرية من خلال ظاهرتين هما الغزو الاستعماري وتجارة العبيد، فقد كان الغزو الاستعماري أداة جبارة في إصابة الأمريكتين بأمراض لم تعرفها من قبل وهو ما أدى إلى ابادتها فلم تكن هذه الشعوب تملك مناعة فعالة لمقاومة هذه الأمراض فيعد وصول كولومبوس إلى أمريكا وخلال عقدين من الزمان تدفق الآلاف من شعوب شبه جزيرة إيبيريا الحاملين لفيروس الجدري إلى هذه الأرض البكر وبذولك وصل وباء الجدري لأمريكا الوسطى عام 1518 والى المكسيك 1521 والى شعوب الانكا شمالا عام 1527.بيّن واتس أن هذه الشعوب لم تكن تملك مناعة كافية لمقاومة هذه الأمراض وهو ما أدى إلى إبادة الشعوب باكملها وهجرة العديد من القبائل وانقرض ما يقرب من 9 % من شعوب الامريكتين ففي عام 1630 عان عدد سكان الامريكتين 7 بالمائة فقط من عدد السكان االذين كانوا موجودين قبل عام 1524.وقد انتشر في هذا العصر وباء جديد يهدد العالم باكمله هو فيروس كورونا الذي قضى على الآلا ف من البشر وأصاب الآخرين من جميع دول العالم وما زال العلماء والأطباء يحاولون كبح انتشار هذا الوباء ومحاولة إيجاد لقاح أو مصل أو علاج لهذا الفيروس المستجد.
مشاركة :