بيروت:هناء توبي مع تفشي فيروس كورونا في معظم دول العالم، تطفو هموم شرائح عمالية ومجتمعية كثيرة على السطح، ومن بينها هموم النساء المعرضات للعنف الأسري اللواتي فرضت عليهن العزلة بقاءهن وحيدات مع أزواج يسيئون معاملتهن، ويتحكمون في مصائرهن. وبدأت أصوات الجمعيات النسائية والمنظمات الحقوقية النسوية تحذر من ارتفاع حالات العنف، وتفاقمها، بعد تسجيل زيادات في الاتصالات الواردة إليها بهذا الشأن.وفي لبنان، سجل التجمع النسائي الديمقراطي، الذي يعنى بدعم المعرضات للعنف، ارتفاعاً في عدد الاتصالات الواردة إلى الخط الساخن خلال شهر مارس/ آذار الجاري بنسبة 50 في المئة مقارنة مع الأشهر الماضية.وأكدت رولا زعيتر المسؤولة عن الخط الساخن ل«الخليج»: مع تفشي فيروس كورونا، وما فرضه من البقاء في المنزل ارتفعت حدة المشاكل بين الأزواج، وزادت الاتصالات الواردة إلينا، بعضها لأجل الحصول على استشارات قانونية حول الطلاق، والآخر للتبليغ عن العنف، وسوء المعاملة، ويندرج العنف في إطار اللفظي، والجسدي، ولا يعنى باللبنانيات فحسب، بل تردنا اتصالات من مقيمات في لبنان، ونحن في ظل هذه الظروف نحاول المساعدة ضمن إمكاناتنا المتاحة، فنقدم الدعم النفسي لمن تحتاج إليه، ونحيل كل حالة إلى التنسيق مع مراكز الدعم لدينا في محافظات لبنان الخمس، كما ننسق مع غيرنا من جمعيات الحماية لتقديم ملاجئ للنساء، أو التدخل من قبل جمعية «حماية» المعنية بالأحداث، لأنه تردنا اتصالات من قاصرات، إضافة إلى طلب تدخل منظمة شؤون اللاجئين، وفي بعض الحالات نوثق بعض الشكاوى لدى الأمن الداخلي اللبناني لاستدعاء الشرطة.وأكدت زعيتر على أهمية حماية الأسرة من العنف، لأن التوتر داخل المنزل بين الأم، والأب، له تداعيات خطيرة جداً على الأبناء الذين يعنف بعضهم بعضاً، خاصة في ظل تواجدهم معاً ضمن 4 جدران في ظل تعطيل المدارس.من ناحية أخرى، طالب موقع «شريكة ولكن» بخطة دعم رسمية بالشراكة والتعاون مع مؤسسات وجمعيات نسوية لحماية النساء من الخطر المحدق بهن في ظل تفشي فيروس كورونا، وجاء ذلك بعد إقدام لبنانية على رمي نفسها من شرفة منزلها الكائن في الطابق السابع، فتوفيت في الحال. وجاء في بيان «شريكة ولكن»: ما كنا قد حذّرنا منه مراراً وتكراراً حول حماية النساء، وضرورة دعمهن في ظل الإجراءات التي تتخذ بمواجهة فيروس كورونا، بدأ يلقي بظلاله على النساء، ونحن بحاجة لخطة دعم أكثر من أي وقت مضى.