أجمع خبراء ومسؤولون حكوميون وفي القطاع الخاص على أهمية تأجيل «إكسبو 2020 دبي» لمدة عام وفقاً للمقترح الذي تقدمت به دول مشاركة خلال اجتماع لجنة تسيير «إكسبو 2020» أمس، مؤكدين أن الواقع الجديد الذي فرضه تفشي فيروس «كوفيد -19» على بلدان العالم، يجعل التأجيل قراراً حتمياً، خاصة أن الموقف يتطور بسرعة في العالم، وحتى الآن لا يمكن التكهن بتطوراته. ورصد هؤلاء 8 أسباب رئيسة تدعم مقترح قرار التأجيل، أهمها أنه يبعث رسالة تضامن من «إكسبو 2020 دبي» مع المجتمع الدولي في مواجهة أزمة عالمية غير مسبوقة، وأيضا رسالة دعم لدول العالم لمواصلة جهودها في التركيز على القضاء على فيرووس «كوفيد-19»، والتأكيد على أن الأولوية هي الحفاظ على صحة وسلامة جميع المشاركين في التجهيز للحدث الدولي الضخم. تتضمن هذه الأسباب كذلك، ضرورة توقع حاجة بلدان العالم المختلفة إلى تركيز جهودها في مرحلة ما بعد تجاوز هذه المحنة على معالجة الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية لأزمة «كوفيد-19»، بالإضافة إلى التوقعات الاقتصادية السلبية التي تشير إلى تزايد توقعات تعرض الاقتصاد العالمي لركود بسبب إجراءات محاربة الفيروس، بالإضافة إلى أن التأجيل يمنح الفرص لتهيئة الأوضاع للتعافي الاقتصادي في 2021 وعودة الثقة للمستثمرين والشركات، وكذلك تجنب تعرض شركات النقل الجوي والمطارات وقطاع السياحة والضيافة، فيما يأتي السبب الأبرز هو التزام المنظمين بأن يُبصر هذا الحدث النور بأفضل طريقة ممكنة وفي الوقت المناسب. اليوبيل الذهبي قال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي «دبي للسياحة: «سوف يتزامن انعقاد معرض (إكسبو دبي) في عام 2021 مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بيوبيلها الذهبي، وهو ما ينعكس بشكل أفضل على المعرض وبطريقة مبهرة ومميزة تعكس تاريخ وإرث الدولة، كما تقوم (دبي للسياحة) مع شركائها في قطاع السياحة باستقطاب أعداد متزايدة من الزوّار الدوليين، وتقديم تجارب مميّزة لهم، بحيث يشعرون بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة بما يعكس العادات والتقاليد الأصيلة لشعب الإمارات». التجارة الدولية وقال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة: «تتعامل دولة الإمارات بحكمة عالية مع المستجدات والظروف الناجمة عن التفشي العالمي لوباء كورونا ومن هذا المنطلق فإن تأجيل موعد معرض (إكسبو دبي) إلى عام 2021 يعبر عن حرص دولة الإمارات على الاستجابة لمطلب الدول المشاركة بالمعرض بضرورة تحديد موعد جديد له لتحقيق أفضل النتائج والمكاسب المنشودة من المعرض على صعيد حركة الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية». أكبر الأحداث العالمية وأكد الخبير المالي وضاح الطه، أن تأجيل «إكسبو 2020 دبي» للعام المقبل سيكون أفضل بكثير من إقامته في موعده المقرر 20 أكتوبر المقبل، خاصة في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها العالم والتي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19». وأوضح أن الاقتصاد العالمي يمر بسبب هذا الفيروس بمنعطف خطير هذا العام تعكسه حزم التحفيز التي أعلنتها الحكومات والمصارف المركزية المختلفة والتي تصل إلى نحو 3 أضعاف الحزم التي تم طرحها إبان الأزمة المالية في عام 2008. وأشار الطه إلى أنه في ضوء السيناريوهات المختلفة التي تشير إلى أن فعالية جهود احتواء تداعيات تفشي «كورونا» المستجد على الاقتصاد العالمي لن تظهر نتائجها قبل نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل، لذلك فإنه سيكون من الصواب تأجيل «إكسبو 2020 دبي» كونه يشكل أحد أكبر الأحداث العالمية، لحين تعافي الاقتصاد العالمي من أزمة «كوفيد-19»، وأن يكون مهيأ بشكل أفضل للتعامل مع مثل هذه الأحداث الضخمة. استعادة الزخم من جهته، قال سودير كومار الشريك ومسؤول الاتصالات في كريستون مينون، إنه على الرغم من إنجاز دولة الإمارات بوجه عام ودبي على وجه الخصوص استعداداتها لاستضافة الحدث في موعده المقرر واكتمال أعمال البنية التحتية للموقع، إلا أن الواقع الجديد الذي فرضه فيروس «كوفيد-19» والذي دفع دول العالم إلى تركيز جهودها لمحاصرة تفشي هذا الفيروس، وعدم وضوح الرؤية حتى الآن بشأن الانتهاء من هذه الأزمة غير المسبوقة، فإن الفترة الزمنية المتبقية على استضافة الحدث، لن تكون كافية لاستعادة الزخم الإيجابي المأمول من هذا الحدث العالمي وتنظميه بالشكل المخطط له ليكون الحدث الأروع والأضخم في تاريخ معارض «إكسبو». وأشار كومار إلى أن قرار التأجيل مهم جداً للجميع، فالعالم يمر بضغوط كبيرة والاقتصاد العالمي يترنح والأجواء النفسية والصحية لن تكون مواتية لاستضافة حدث بهذه الضخامة. قرار حتمي بدوره، قال الدكتور علي أبو منصر مؤسس ورئيس شركة فيجن لإدارة الوجهات: إن اتخاذ قرار التأجيل بات يفرض نفسه بشكل كبير، ولكي نكون واقعيين فالأوضاع الصعبة الراهنة التي يمر بها العالم والآثار السلبية التي تسبب فيها تفشي فيروس كورونا المستجد، وعدم بزوغ أي مؤشرات حتى الآن على إمكانية توقف انتشار الفيروس في وقت قريب، كل هذه الأمور تؤكد أن القرار بات حتمياً. وأوضح أن أزمة فيروس كورونا المستجد إلى جانب ما تسببت فيه من مأساة صحية عالمية، تسببت أيضاً في ركود اقتصادي عالمي. عبدالرحمن آل صالح: العالم يُعيد ترتيب الأولويات في ضوء اعتبارات السلامة قال عبدالرحمن صالح آل صالح المدير العام لدائرة المالية بدبي، إن الظروف التي يمر بها العالم حالياً استدعت من جميع دول العالم إعادة ترتيب أولوياتها للفترة الراهنة وللمستقبل المنظور في ضوء اعتبارات السلامة البشرية، مشيراً إلى التداعيات المدمرة لأزمة «كورونا» على اقتصادات كثير من دول العالم، ما حدا بها إلى طرح مسألة تأجيل «إكسبو» على طاولة الحوار في المكتب الدولي للمعارض. وأضاف: «يُعدّ التواصل الإنساني بين الأفراد والهيئات والحكومات في جميع الدول المشاركة في (إكسبو) ركيزة أساسية يقوم عليها الحدث المرتقب الذي تبنّى شعار (تواصل العقول وصنع المستقبل)، وهناك صعوبة في تحقيق هذه الركيزة في ظلّ انتشار وباء يتطلّب التصدّي له اتخاذَ تدابير حازمة تقتضي التباعد الجسدي والعزلة».
مشاركة :