أعلنت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الأحد العثور على جثث 18 مهاجرا من غرب أفريقيا في الصحراء قرب بلدة أرليت في النيجر. وقالت المنظمة إن المهاجرين كانوا يسعون للوصول إلى أوروبا. ويقدم اكتشاف جثث هذه المجموعة ملمحا نادرا لما يصفه خبراء الهجرة بالمأساة الخفية في الصحراء الافريقية. ويحاول الآلاف عبور الصحراء الشاسعة القاحلة للوصول إلى الساحل الليبي حيث يأملون في بدء رحلة خطيرة أخرى بالقوارب إلى أوروبا. وقال جوسيب لوبريت رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في النيجر في تعليق بالبريد الإلكتروني "هذا الحادث مؤشر على مدى صعوبة مثل هذه الرحلات.. حتى قبل الوصول إلى القوارب في ليبيا. "علينا أن نسأل أنفسنا كم من الناس ماتوا (أو يموتون) في الصحراء قبل حتى أن ينجحوا في الوصول إلى البحر المتوسط. لا نعتقد أن هذه حالة معزولة لكن بدون عمليات منهجية لجمع المعلومات أو بدون عملية إنقاذ.. لن نتمكن مطلقا من معرفة عدد المهاجرين الذين يعتقد أنهم اختفوا." وتوثق أطراف عديدة -من خفر السواحل وقوات البحرية إلى السلطات المحلية والمنظمات التي تقدم العون- تدفق المهاجرين إلى البحر المتوسط. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أعدادا متزايدة من مواطني دول غرب أفريقيا قاموا بالرحلة هذا العام رغم أن أكثر الجنسيات كانت من سوريا واريتريا. وقال لوبريت إن تسيير دوريات في الصحراء لمنع حدوث حالات وفاة بين المهاجرين "أمر شبه مستحيل". وينتمي القتلى وهم 17 رجلا وامرأة واحدة إلى ثماني دول على الأقل بينها مالي والسنغال وساحل العاج وغينيا. وكانوا يسافرون في سيارة دفع رباعي لكنهم ضلوا الطريق وسط عاصفة رملية قبل أن ينفد الوقود من سيارتهم وتتقطع بهم السبل في الصحراء. وعثر أحدهم وهو جزائري على جمل وحاول الوصول به إلى بلدة أساماكا القريبة من حدود النيجر مع الجزائر من أجل الحصول على الماء وطلب العون. لكنه سقط وتوفي. ونقلت المنظمة عن طاقمها في النيجر والسلطات المحلية القول بأن الآخرين ماتوا بفعل الجفاف في الثالث من يونيو حزيران تقريبا وعثر عليهم بعدها بثمانية أيام.
مشاركة :