قال الله تعالى «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه» صدق الله العظيم. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم «أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم الصيام، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين». يحل الشهر الفضيل على المواطن البسيط وهو يحمل الكثير من الهموم والآمال والتطلعات والأمنيات، ويحلم أن يتحقق شيء يسير منها، فأكثر المتفائلين أصبح متشائماً فلا حلول للقضية الإسكانية، فبعد أن انتظر المواطن عشرين عاماً يريدونه أن ينتظر أربع سنوات أخرى كي يتم إنشاء البنية التحتية، فقد وزعت عليه قسيمته على الورق وكانت فرحته بتحقق حلم العمر ناقصة، شهر كريم يأمل أن تحل به مشكلة الازدحام المروري وتصدر بعض القرارات الشعبية، ويتم إنشاء مزيد من المستشفيات وتعدل التركيبة السكانية والذي أصبح المواطن بسبب اختلالها يمثل أقلية في بلده، كما يتمنى أن يهتم المسؤولون بصيانة الطرق وتجميل المناطق وتنظيفها من العزاب الذين احتلوها وأصبحوا أكثرية فيها وضايقوا العوائل الكويتية التي تعيش في قلق أمني، شهر يتمنى المواطن أن تنتهي القضية الإسكانية وأن يسكن المواطن في بلده بصفة دائمة كما يسكن البلد في قلبه. لكن يبدو والله أعلم أن قهر المواطن وحرته ستظهر في الشهر الفضيل، فكل سيقضي أيام رمضان على طريقته لينفس عما في جوفه، فسيصبح شهر للسباق على كسب الأجر والدرجات وذلك بحسن الصيام والقيام والصدقة وختم القرآن وكثير من أعمال الخير، وأتمنى أن يدعو فيه المواطن أن يديم الأمن والأمان على كويتنا الغالية وألا يدعو على بعض المسؤولين الذين جعلوا حياتنا جحيماً في بلد النعيم. وبكل تأكيد هناك من سيصبح همه في الشهر الفضيل مشاهدة المسلسلات والبرامج والسهر عليها، والنوم في نهار رمضان دون صلاة ولا ذكر لله سبحانه وتعالى ولا قراءة للقرآن الكريم، وسيتكرر المشهد في كل رمضان ويبدأ السباق والتهافت على الجمعيات التعاونية والأسواق المركزية لشراء ما لذ وطاب وتخزين الطعام بالكراتين وكأنه شهر أكل وكسل ونوم وتسلية. إنه شهر كريم في كل شيء سوى في جشع بعض التجار الذين يستغلونه بشكل كبير فتزداد الأسعار كالنار في الهشيم ولا يستطيع الكثير مجاراتها فتحرق الجيوب وتقضي على ميزانية الأسرة البسيطة، وكل شهر كريم تتكرر اسطوانة بعض المسؤولين بضبط الأسعار والتهديد والوعيد بتحويل من يتلاعب بالأسعار إلى النيابة العامة، فهناك بعض التجار الجشعين يحققون أرباحاً خيالية في شهر الخير لأن الرقابة نائمة وصائمة بكل أسف. أتمنى أن يطبق القانون بشكل جدي وأن تصدر القرارات الحاسمة والتي تحد من جنون ارتفاع الأسعار، والذي يبدو أنه سيلامس درجات الحرارة إن لم يتفوق عليها، اللهم أعنا جميعاً على صيام شهر رمضان وقيامه وخفف عنا حرارته واجعلنا من عبادك المخلصين، واحفظ بلدنا الغالي من كل شر. mesfir@gmail.com mesferalnais@
مشاركة :