ضغوط أوروبية لتمديد الفترة الانتقالية بعد بريكست

  • 3/31/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبدت بريطانيا رفضها لمبادرة الاتحاد الأوروبي المتعلقة بتمديد الفترة الانتقالية لتنفيذ اتفاق البريكست بسبب القلق من استمرار الشلل في عمل المؤسسات الأوروبية نتيجة الغموض المتزايد الذي يكتنف محاولات السيطرة على وباء كورونا، وهو ما قد يؤجل عملية الانفصال الفعلي إلى عدة أشهر. بروكسل – كشف دبلوماسيون ومسؤولون أن الاتحاد الأوروبي يتوقع أن تسعى بريطانيا إلى تمديد الفترة الانتقالية الحالية بعد خروج البلاد من التكتل إلى ما بعد نهاية العام الجاري مع توقف المفاوضات الخاصة بالتجارة بسبب جائحة فايروس كورونا. ويبدو أن بريطانيا متمسّكة بعدم التمديد في تلك الفترة، لكنّ مراقبين يعتقدون أنها قد تغير موقفها هذه المرة نظرا للظروف غير العادية التي تعيشها أوروبا، بعد أن أصبحت بؤرة لانتشار كورونا، وفق منظمة الصحة العالمية. وليس هناك ما قد يعقد المفاوضات خاصة وأنّ الطرفين أبديا حرصا على تنفيذ بنود انفصال بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفق ما هو مخطط. ورغم انتشار الوباء ترفض بريطانيا التي غادرت الاتحاد الأوروبي في 31 يناير الماضي، بشكل رسمي حتى اللحظة مناقشة احتمال تمديد المفاوضات إلى ما بعد نهاية السنة الحالية. وبسبب الوباء اضطرت كلّ من لندن وبروكسل إلى عقد مفاوضات حول العلاقات بينهما بعد بريكست، الاثنين، بتقنية الفيديو. ومثّل بريطانيا في المفاوضات مايكل غوف مساعد رئيس الوزراء بوريس جونسون، بينما مثّل الاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش. وهذه اللجنة مختلفة عن المفاوضات الجارية بين الطرفين والتي ألغيت جولة منها كانت مقررة منتصف هذا الشهر. ديفيد مكاليستر: جائحة كورونا تعقد مسار إنهاء الفترة الانتقالية ديفيد مكاليستر: جائحة كورونا تعقد مسار إنهاء الفترة الانتقالية وفرضت الدول الأوروبية قيودا صارمة في محاولة لكبح انتشار المرض بعد أن سجلت القارة أكثر من 330 ألف إصابة و21 ألف وفاة تقريبا. وأصيب جونسون ووزير الصحة في حكومته مات هانكوك بالفايروس بينما دخل دومينيك كامينجز، المستشار البارز لرئيس الوزراء البريطاني ومهندس إجراءات خروج بلاده من الاتحاد، في عزل ذاتي بعد أن ظهرت عليه أعراض. وقال ديفيد مكاليستر، وهو نائب ألماني من المحافظين في البرلمان الأوروبي ويرأس مجموعة بريكست في المجلس “تُعقّد جائحة كورونا الجدول الطموح أصلا” لإنهاء الفترة الانتقالية. وأضاف “الاتحاد الأوروبي منفتح دائما على تمديد الفترة الانتقالية. الكرة الآن وبوضوح في ملعب بريطانيا”. وأشار إلى أنه حتى الآن رفضت الحكومة البريطانية بشكل مستمر هذا الخيار، وفي ظل الظروف الحالية يتعين على لندن إعادة النظر بتأنّ في أمر التمديد. ويفترض أن تنسحب بريطانيا من مؤسسات الاتحاد، ما يقلص عدد الدول الأعضاء إلى 27، لكن الاتفاق ينص على فترة انتقالية مدتها 11 شهرا. وخلال الفترة ستواصل بريطانيا ودول الاتحاد تطبيق نفس القواعد التجارية لتجنب فوضى اقتصادية فيما يسعى المسؤولون للتفاوض بشأن اتفاق تجاري أوسع. ويقول خبراء سياسيون إن احتمال توصل الطرفين إلى اتفاق تجاري شامل في تلك الفترة أمر طموح، بينما يرى مسؤولون أن التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق ما أمر وارد للغاية. وأكد الدبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي أنهم يتوقعون تلقي طلب من لندن بالتمديد في مايو أو يونيو المقبلين. لكن مصدرا في الحكومة البريطانية قال إن بلاده ملتزمة بالخطط القائمة. وأضاف “إنه أمر كانت الحكومة شديدة الوضوح بشأنه وهو أنها لا تعتزم تمديد الفترة الانتقالية”. وتابع قائلا “الحكومة ملتزمة باستكمال الانسحاب بنهاية العام الجاري والأفضل أن يكون ذلك وفقا لاتفاق ولكن إذا لم يحدث (فسيتم الانسحاب) دون اتفاق”. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إن “مسؤولين من بريطانيا والاتحاد الأوروبي يجرون محادثات غير رسمية بشأن العلاقات المستقبلية بين لندن والتكتل الأوروبي”. وأكد المتحدث مجددا أن بلاده ما زالت تعمل لإنهاء الفترة الانتقالية بحلول نهاية العام الجاري. كورونا يعقد مفاوضات اتفاق التجارة بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي كورونا يعقد مفاوضات اتفاق التجارة بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي وقال للصحافيين “الفترة الانتقالية تنتهي في 31 ديسمبر وهذا منصوص عليه في القانون البريطاني”. وأضاف “بالنسبة للعلاقة المستقبلية تبادلنا نصوصا قانونية وهي الآن محل نقاشات غير رسمية بيننا وبين المفوضية الأوروبية… أتوقع أن تستمر مثل تلك المحادثات هذا الأسبوع”. وتابع قائلا “تغيرت بنية المفاوضات لتعكس الوضع الحالي المتعلق بكورونا، وبالتالي هناك مناقشات مستمرة أكثر تُجرى بدلا من الاجتماعات الفعلية التي كان مخططا لها من الأصل”. وتمكن جونسون في أواخر ديسمبر الماضي، وبعد ماراثون شاق من انتزاع موافقة مجلس العموم البريطاني على الاتفاق الذي توصل إليه مع الاتحاد لإنهاء عضوية بلاده في الاتحاد. ومنح النواب البريطانيون في الثالث والعشرين من يناير الماضي موافقة قطعية لاتفاق بريكست الذي توصل إليه جونسون مع الاتحاد الأوروبي وهو ما قوّى من حظوظه في تنفيذ الاتفاق قبل انقضاء المهلة التي منحتها بروكسل بحلول الـ31 من الشهر ذاته. وبعد نحو ثلاث سنوات من استفتاء بريكست، وهي فترة اتصفت بالأزمات والجمود السياسي، حصل جونسون على دعم البرلمان من دون صعوبات كنتيجة لانتخابات 12 ديسمبر، التي فاز حزب المحافظين، الذي يتزعمه، فيها بغالبية مريحة.

مشاركة :